سمير جعجع: استحي وانضبْ!
ابراهيم الأمين
ثمّة أمور يمكن «بلعها». وثمّة أمور لا يمكن البتة تحمّلها.
هل علينا أن نتخيل، أو أن نفترض، أن هناك احتمالاً بأن يصبح سمير جعجع رئيساً للجمهورية؟
سيكسب جعجع، أولاً، أنه نجح في إغاظة غالبية لبنانية وعربية بمجرد ترشّحه. وسيكسب تأييداً من كل الذين يقولون إن البلاد في زمان الحرب كانت أفضل منها في زمن السلم. وسيكسب تأييد كل المجرمين الذين يحتاجون الى عفو، وكل الفارّين من وجه العدالة، وكل الذين يطارَدون الآن بحجة أنهم أخلّوا بالأمن العام. كل هؤلاء ربما يعتقدون، وعن حق، بأن وقف ملاحقتهم رهن بوجود رئيس للجمهورية من فئة: قاتل بحكم قضائي مبرم، ومعفى عنه بحكم سياسي غير شرعي!
العدد ٢٢٦٤
القوات قررت: فليحكم سمير جعجع
ليا القزي
لا أكره شباب حزب الله لكنني لست مع منطق الحزب التخريبي في سوريا (ألدو أيوب)
تزامن إعلان القوات اللبنانية ترشيح رئيسها سمير جعجع الى الانتخابات الرئاسية مع ذكرى «محاولة اغتياله». التوقيت كان «صدفة»، يقول القواتيون. تسبق القوات الجميع في هذه الخطوة، فهي تريد إحداث تغيير في الواقع السياسي. البرنامج الانتخابي لن يتأخر أيضاً، فهو سيصدر منتصف هذا الشهر. سمير جعجع لا يناور. فرض ترشحه على فريقه
«نحنا هون» في مقر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، وتحديداً قاعة الاجتماعات الكبرى. وها هو النائب جورج عدوان الذي انتشرت شائعات كثيرة عن خلافات بينه وبين القوات، يُعلن أن «الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية قررت بالإجماع ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية». الترشيح أتى انطلاقاً من «الثوابت السياسية للقوات وقوى الرابع عشر آذار»، إضافة الى «احترام الحزب للقواعد الديموقراطية في المواجهة السياسية، ولأن إحداث تغيير جذري في الواقع الراهن بات ضرورة ملحة للخروج من هذا النفق».
عكس ما قد يتخيل البعض، «مخففة» كانت يوم أمس الإجراءات الأمنية في معراب. حاجز لقوى الامن الداخلي مؤلف من ثلاثة عناصر وسيارة رباعية الدفع، قبل كيلومتر واحد تقريباً من مقر جعجع. يسأل العناصر عن هويات المارة، يفتشون الصندوق، قبل أن يسمحوا للسيارات بمتابعة طريقها. أمتار قليلة تفصل عن الحاجز الثاني لـ«الأمن الداخلي». إضافة الى التفتيش، تُطلب البطاقة التعريفية. الحاجز الثالث قواتي «قح».
العدد ٢٢٦٤
حلفاء جعجع: تنصّل غير مباشر
عكست مواقف حلفاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معسكر 14 آذار حال إرباك في صفوفهم، محاولين التنصل من ترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية، بتأكيدهم أنهم لم يحسموا بعد اسم مرشحهم. ولفت بعضهم إلى أن هذا المرشح يجب أن تكون له حظوظ في النجاح. وأكّدت مصادر قريبة من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لـ«الأخبار» أن جعجع يريد بإعلانه ترشحه للرئاسة «قطع الطريق على أي مرشح آخر من فريقنا». ورداً على سؤال عمّا إذا كان تيار المستقبل يعارض ترشيح جعجع، قالت مصادر الحريري: «لا نستطيع أن نمنع أحداً من إعلان ترشحه».
العدد ٢٢٦٤
كرامي عن ترشح جعجع: يوم أسود
علًق الوزير السابق فيصل كرامي على إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشحه إلى رئاسة الجمهورية، بالقول: «في هذا اليوم الأسود من تاريخ لبنان، نجح قاتل رشيد كرامي في تقديم الصورة النموذجية لمدى الانحدار الأخلاقي الذي وصلت اليه أسس العقد الاجتماعي اللبناني، والقيم التي تأسس عليها هذا الوطن». أضاف: «لقد جمع المحكوم بالاعدام والخارج من السجن بعفو غير دستوري وغير قانوني، أركان حزبه «العروبي المقاوم العاشق للبنان وللأشقاء العرب، وربما لاحقاً لفلسطين أيضاً»، بهدف التشاور حول ترشحه لرئاسة الجمهورية. وطبعاً أدى التشاور «الديمقراطي» إلى طرح هذا المجرم مرشحاً منقذاً للبلاد والعباد».
المصدر: الأخبار