النيويورك تايمز – الحريري شاحب الوجه متعب ولم يكن مقنعاً

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً عن المقابلة التي أجراها رئيس الحكومة سعد الحريري مع الإعلامية بولا يعقوبيان، لافتةً إلى أنّ الحريري “الذي هزّت إقامته الغاضمة” في السعودية الشرق الأوسط” قال إنّه يتمتع بحرية التحرك وغادر بلاده لحماية نفسه وسيعود إلى بلاده خلال أيام.
وألمحت الصحيفة إلى أنّه صَعُبَ على الحريري أن يوضح حالة الارتباك والتوتر التي أثارتها التساؤلات حول ما إذا كان قد تصرّف بحرية أو إذا كان رهينة بيد السعوديين أو إذا ضغط السعوديون عليه للاستقالة، وذلك كجزء من استراتيجية أوسع نطاقاً تهدف إلى زيادة الضغوطات على خصمهم الإقليمي، إيران.
ورأت الصحيفة أنّه لم يكن من السهل أيضاً الاقتناع بإجابات الحريري على الأسئلة المتعلقة بوضعه الحالي، وذلك خلال المقابلة “التي بثتها قناة يملكها تيار الحريري السياسي المؤيد للسعودية وأجرتها الإعلامية يعقوبيان، المحاورة الملتزمة عامةً بالخط السياسي السعودي”.
وقالت الصحيفة إنّ الحريري بدا “شاحب الوجه ومتعباً”، مشيرةً إلى أنّ الهالات السوداء كانت تحيط بعينيه “اللتين غالباً ما كان يشيح بهما جانباً كما لو أنّه ينظر إلى شخص آخر معه في الغرفة”.
واستبعدت الصحيفة أنّ يقتنع القلقون من أنّ الحريري قد تعرّض للضغط أو احتجز في السعودية، بينهم مسؤولون لبنانيون وديبلوماسيون غربيون وعدد من حلفائه السياسيين، بما هو أقل من عودته إلى لبنان.
إلى ذلك، تناولت الصحيفة اللغة التي استخدمها الحريري في المقابلة، فوصفتها بالاسترضائية تجاه “حزب الله” مقارنة مع تلك التي لجأ إليها في بيان الاستقالة، حين قال إنّ “أيدي إيران ستُقطع”.
كما اعتبرت الصحيفة أنّ الحريري لم يحسم مسألة استقالته، واصفةً إجابته على هذا السؤال بالـ”مفتوحة”، وناقلةً عنه تأكيده نيّته تقديم استقالته شخصياً للرئيس العماد ميشال عون وإجراء محادثات معه وربطه بقاءه في منصبه باتباع لبنان سياسة النأي بالنفس.
ختاماً، قالت الصحيفة إنّ الذين بحثوا عن أدلة في مقابلة الحريري تفصح نوايا مضيفيه السعوديين لاحظوا أنّه أبرز تدخّل “حزب الله” في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفاً ضد الحوثيين المدعومين إيرانياً، لافتةً إلى أنّ رئيس الحكومة المستقيل، الذي يحمل الجنسيتين السعودية واللبنانية قال إنّ زوجته وأولاده يقيمون في منزل العائلة في السعودية، وإنّ علاقته بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد جيدة.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …