ألين فرحنجح العماد ميشال #عون في تظاهرة الجمعة الفائت، فحشد ونزل مناصروه ومحبوه الى الساحة كما كان يفعل بعد عودته من منفاه الباريسي، باعتراف خصومه قبل حلفائه وحتى يمكن القول انه فاجأهم. “وحدا الانتخابات بتنضّف” شعار واحد رفعه ويختصر مطالب اللبنانيين بضرورة اقرار قانون انتخاب عادل على أساس النسبية يعيد انتاج السلطة السياسية المتهمة بالفساد، او انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب، الذي هو مصدر كل السلطات.
ما زالت أصداء التظاهرة تتردد سياسيا ويفخر بها أبناء العماد #عون الذي تجددت “خلاياهم” وماكيناتهم التعبوية. في قراءة لهذا الحدث، يؤكد مصدر عوني ان بعد التظاهرة ليس كما قبلها، فكل التشكيك والحملات السياسية المدروسة التي استهدفت العماد ميشال عون بتمثيله وحضوره وحتى كتيار شعبي يمثل قوة لا يستهان بها، وفي انتخاباته الداخلية وفي ظل مشاركته في السلطة وحتى عبر الحراك المدني الذي رفع شعار “كلن يعني كلن”، دحضها هذا الحشد الهائل الذي “بايع” مجددا خيارات العماد عون ومشاريعه الإصلاحية والتغييرية وجدد الوفاء له، خصوصا بعد سنين من ابتعاد #العونيين من التحركات الشعبية ومن ملء الساحات بحضورهم.
لا ينكر المصدر العوني ان ثمة رسائل متعددة الاتجاهات أراد العماد عون ايصالها، إذ من الممكنان تأخذ هذه التظاهرة الأمور ان كان على طاولة الحوار او على المستوى السياسي الى مكان اخر. فلن يستطيع احد تجاوز العماد عون، وخصوصا ان اجندة الجنرال وتياره هي اجندة الشعب ومطالبه وحقوقه، حتى ان الحراك المدني توافق مع مطالب عون لناحية مطالبتهم بانتخابات نيابية وفق قانون انتخاب عادل على قاعدة النسبية. ويشدد المصدر عينه ان هذه الطبقة السياسية، التي تتحكم فيها مصالح داخلية عبر تقاسم المال العام وخارجيا عبر ارتباطاتهم الإقليمية، لن تستطيع بعد الان كسر الشعب كما كانت تفعل في ظل الوصاية السورية، كما انها لا تستطيع تكريس انقلاب لا بالسياسة ولا حتى عسكريا اذ ان الجيش هو جيش دولة وليس جيش نظام. فمصالحهم هذه التي يريدون وضعها في وجه إرادة الناس، لن تمر بعد الان، لأن الشعب اصبح يملك مناعة وتمردا وأصابته حالة قرف من مصالحهم وفسادهم.
كما جاءت هذه التظاهرة رسالة الى المجتمع الدولي اذ عليه ان يغير استراتيجيته، فالمظلة او “التركيبة” الإقليمية والدولية التي كانت في التسعينات والتي تقمع اللبنانيين وتفرض وصايتها على لبنان لم تعد موجودة الان ولن تجدي نفعا، اذ ان صرخة اللبنانيين اليوم لا يستطيع احد إخمادها. ولم يعد بمقدور هذا المجتمع تخطي العماد عون، وخصوصا انه أسس مظلة حماية للحراك المدني من حيث لا يدري عبر إمكانه التأثير اكثر على الواقع، بمعنى ان يبدأ بإعادة النظر في ضرورة الاخذ بمطالب الشعب.
سيذهب العماد عون الى طاولة الحوار حاملا معه مطلب الإصلاح والتغيير ومرتكزه الأساس العودة الى الشعب، وإذا لم يكن هذا الطرح مقبولا من الفرقاء السياسيين المجتمعين سيكون الصدام مع الشعب الذي مطلبه الأساس العودة اليه لانه مصدر كل السلطات.
يفخر المصدر ان التيار عاد الى موقعه الأساس الذي انطلق منه، عاد الى الشعب والساحات التي يتألق فيها. “فَلَو فشلنا لكان يمكن ان تعلن حالة وفاة حركتنا، وهذا ما كان يترقبه الخصوم، لكن النجاح الذي حققناه باعتراف الخصوم ايضا قبل الحلفاء، سيبنى عليه في السياسة وفي مشروع التغيير الذي لا تستطيع قوة مدنية وحدها ان تقوم بها لأن حراكها غير مؤطر سياسيا، فيما قوة سياسية شعبية يمكنها ان تتحول قوة مطلبية وتضغط في هذا الاتجاه مع المجتمع المدني”. وفي رأيه ان العماد عون سيقود معركة التغيير وأبرزها العناوين والمشاريع وإصلاح الحياة السياسية التي طرحها من ١٠ سنين الى الان والتي أثبتت انها جدية وبقوته الشعبية التي أظهرها رغم الضغوط كلها. وستبقى معارضته وتياره ان كان في الحكومة او في مجلس النواب وبالتوازي مع حركة الشعب، اذ ان
الضغط في الشارع لن يتوقف و#التيار سيكمل بهذا النمط تصاعديا الى حين تحقيق المطالب من دون الإفصاح عن الخطوات المقبلة، فالحراك مستمر ولن يكون فقط عند حدث ما او مبادرة ما، بل سيواكب الأمور بوتيرة عالية. اذ ان الضغط اليوم يتكامل بين السياسة والشارع، “في السياسة عبر تحركنا في الحكومة ومجلس النواب وفي الشارع حيث نجحنا في اختبار القوة الذي فرضوه علينا وباعترافهم، وذلك بعد ٨ سنين في السلطة عارضونا في كل قراراتنا ومشاريعنا الإصلاحية وفي الحملة غير المسبوقة علينا نتيجة انتخاباتنا الداخلية”.
يختم المصدر “نحن نذهب الى الحوار لنوصل رسالة اننا باقون في الحكم وعلى التغيير ان يبدأ، ونحن والشعب في خندق واحد”.
المصدر: النهار