تاريخ المقال: 15-01-2015 11:11 PM
• غسان بن جدو: في العام 2014 حزب الله يتبنى لأول مرة عملية عسكرية ضد القوات الاسرائيلية في شبعا، القراءات الاسرائيلية قالت إن حزب الله ليس فقط تجاوز خطاً أحمر بل هو مستعد لتغيير قواعد اللعبة
• السيد حسن نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم، نحن دائما كذلك، بالنسبة إلينا هناك أمور حساسة وأساسية لا يمكن ان نتسامح فيها، ما حصل عام 2014 من رد الفعل الذي قمنا به في منطقة مزارع شبعا كان رسالة واضحة أن المقاومة في لبنان قد تصبر على بعض الأمور وبعض الخروقات ولكن هناك بعض الأمور وبعض الخروقات لا يمكن أن تصبر عليها وترى أن من واجبها القيام بالرد الفعل المناسب، وتذكرون في ذلك الوقت هم قاموا عمداً بقتل أحد مجاهدينا في منطقة عدلون عندما تم اكتشاف جهاز التنصت الذي هو بحد ذاته اختراق للسيادة والأمن اللبناني وكان هناك حوادث مشابهة في السابق، عندما يتم اكتشاف جهاز تنصت يقوم الاسرائيليون بتفجيره قبل اقتراب رجال المقاومة أو الجيش اللبناني، لكن في هذه المرة تركوا الأشخاص هؤلاء حتى وصلوا إلى مقربة شديدة منه وقاموا بتفجيره ونحن نرى هذا قتلا عمداً، وقلنا لا يجوز أن نسكت عليه، وتمت عملية مزارع شبعا وتم تبنيها مباشرة، ولم تترك لأيام ليتم تبنيها، وكانت رسالة واضحة وفهمها الاسرائيلي، ان هناك حدوداً إذا تخطاها المقاومة ستقوم بالرد بمعزل عن الآثار والتداعيات. وهي حاضرة لتحمل هذه الآثار والتداعيات والتبعات مهما كانت.
• غسان بن جدو: ما هي خطوطكم الحمراء؟ وهل أنتم مستعدون لتغيير قواعد اللعبة حتى لو أدى ذلك إلى تفجير الوضع؟
• السيد حسن نصر الله: في موضوع الخطوط الحمراء لا نستطيع أن نقول هذا مسموح للإسرائيلي وهذا لا، ما يقوم به الاسرائيلي من خرق للأجواء غير مسموح، وأي اختراق للسيادة أو الأمن وأي شكل من أشكال العدوان على لبنان هو خط أحمر ويجب أن يكون خطاً أحمر، اختراق المياه اللبنانية، هو أحياناً يقوم بذلك، أحيانا يتجاوز السياج الحدودي ويدخل إلى الأراضي اللبنانية، هذا غير الاشكالية المتعلقة بالوزاني أو أراضي مزارع شبعا، مرات يتصل بعملاء ويزرع أجهزة، كل ذلك، فضلا عن الاغتيال والقتل وإطلاق النار على الحدود، كل ذلك خطاً أحمر، وما يستدعي رداً من المقاومة نترك هذا الأمر مفتوحاً، ونترك أمر معالجة العديد من الخروقات للدولة اللبنانية ومن حق المقاومة أن ترد حتى على الخروقات الجوية هذا حقنا، نفعل أو لا نفعل هذا بحث آخر ويخضع لاعتبارات أخرى.
• غسان بن جدو: هل تستطيعون الرد على الخروقات الجوية؟
• السيد حسن نصر الله: نستطيع أن نرد وهذا حقنا، هل نفعل أو لا نفعل هذا يخضع لاعتبارات أخرى، أي خرق أمني أو بري أو بحري من حق الدولة والمقاومة أن ترد على هذه الخروقات، نحتفظ بهذه الحقوق ولا نتخلى عنها، ولكن نرد أو لا نرد قرار نأخذه بناء على معايير وضوابط ومعايير المصلحة، ومن الخطأ أن تأتي المقاومة وتقول إذا فعلتم كذا أنا أرد كذا، وإذا فعلتم كذا أنا لا أرد، بالجزء الثاني هذا يبيح لهم أو يسمح لهم باستباحة البلد.
• غسان بن جدو: ولكن الاسرائيلي يعرف إنه إذا خرق الجو لن تردوا؟
• السيد حسن نصر الله: أنا لا ألتزم بعدم الرد، أنا لا أقدم قاعدة أو التزاماً بعدم الرد، وقد يأتي يوم من الأيام وترد المقاومة على خرق جوي أو بحري، ولن يستطيع أحد أن يقول أنتم التزمتم بعدم الرد على هذا النوع من الانتهاكات، ترى المقاومة أن من حقها الرد في أي وقت تراه مناسباً، أما فيما لو جاءت المقاومة وقالت هذا الخرق أو ذاك سنرد عليه حتماً، نخشى أن نقع في الاستدراج، ان يقوم الاسرائيلي بعمل ما متعمداً ليستدرجنا إلى حرب في مكان أو زمان يريده ويسعى إليه، نحن لا في الجزء الأول أو الثاني نلزم أنفسنا بشيء، من حقنا ان نرد على كل الخروقات الاسرائيلية أياً يكن نوعها ونحن نقرر الزمان والمكان والطريقة والاسلوب ويبقى هامشنا مفتوحاً، ولا نسلم أن هناك قاعدة معينة تلزمنا.
• غسان بن جدو: ما الذي يحدد طبيعة العملية أو الوقت؟
• السيد حسن نصر الله: ظروف وزمان ومكان وطبيعة الخرق وآثاره وتداعياته، هناك عوامل كثيرة نلتزم بها ونحدد ما إذا كنا سنرد، قرار الرد لا يؤخذ بشكل تلقائي بل يدرس من كل الزوايا ثم نقوم بعمليتنا، قرار الرد ليس تفويض موجود في الميدان، لذلك تؤخذ كل الحسابات بعين الاعتبار ومن موقع الشجاعة التي تحتاج دائما إلى حكمة.
• غسان بن جدو: سألتكم عام 1993 سألتكم وقتذاك عما كتب أن بندقيتكم أصبحت عاقلة، وأجبتني متى كانت مجنونة حتى تصبح عاقلة، هذا الآن يتأكد، الاسرائيلي يقول إن حزب الله مستنزف في الاستنفار في لبنان، وفي الحرب السورية وفي العراق، إذا كان لديهم هذا التفكير ما هو رد حزب الله؟
• السيد حسن نصر الله: حزب الله رغم انشغالاته..
• غسان بن جدو: تسميها انشغالات وليس استنزافاً
• السيد حسن نصر الله: هي ليست استنزافاً بل انشغالاً، نحن من البداية قمنا بحساب الجبهة مع اسرائيل، هذا لا يمس لا في إمكاناته ولا عديده ولا في كادره القيادي ولا جهوزيته، وبالتالي أياً تكن انشغالاتنا في المساحات والميادين الأخرى لن تكون ولا تكون على حساب جهوزية المقاومة، التي تبقى عيونها وعقلها ومتابعتها قائمة وحثيثة في مواجهة العدو الاسرائيلي، والدليل على ثقة المقاومة في جهوزيتها ما قامت به في عام 2014، هذا العمل بالقيام بالعملية وتبنيها ألم يكن احتمال رد فعل اسرائيلي واسع أو عدوان، هذا الاحتمال موجود ووارد ومأخوذ بعين الاعتبار، ولكن المقاومة الموجودة والحاضرة والواثقة لم تصب بأي خلل أو ضعف أو وهن ولم تتأثر جهوزيتها بمواجهة الاسرائيلي، والاسرائيلي يقول إن دخول حزب الله إلى ساحات أخرى، ومشاركته في مواجهات في جبهات أخرى أضاف إضافة نوعية إلى قدراته وكفاءة القيادات والآفاق والمخططات وما يمكن أن تقدم عليه في أي من الأيام.
• غسان بن جدو: هذا صحيح؟
• السيد حسن نصر الله: هذا صحيح، أقسى ما قامت به المقاومة هو اقتحام موقع أو موقعين أو ثلاثة، ليس هناك سابقة أن تكون هناك قوات منسقة من المجاهدين وتقوم بالسيطرة على منطقة جغرافية واسعة بالوسائط العسكرية، التجربة لم تكن موجودة في السابق، والمقاومة اكتسبت هذه القدرة وحتى الدراسة الاكاديمية والجامعية وحتى المناورات تختلف انتاجيتها عن انتاجية القدرة والفعل الميداني، طيب نعود لاحقاً للحديث عن موضوع الجليل، لماذا فتح الاسرائيلي موضوع الجليل مجدداً؟ اعتبر الاسرائيلي ان الدخول إلى سوريا ستكسبه الخبرة الكافية لمعركة واسعة في الجليل، مع العلم أن الحديث عن موضوع الجليل قديم، هذه واحدة من النتائج العسكرية لهذا التدخل، اذا الاسرائيلي يقوم بحساباته على ان المقاومة أصابها الوهن او الضعف أو أنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وإمكاناتها وعزمها هو مشتبه تماماً وهو سيكتشف أنه يرتكب حماقة إذا بنى على هذه المقولات.
• غسان بن جدو: قدراتكم ضد اسرائيل هي كما هي؟
• السيد حسن نصر الله: هي أفضل مما كانت في أي وقت
• غسان بن جدو: هي أفضل من حيث سلاحها النوعي؟
• السيد حسن نصر الله: طبعا، ونتحدث عن قوة نسبية، نسبة عما كانت عليه، في 2014 هي أقوى مما كانت عليه في 2013، وستكون في 2015 أقوى مما هي عليه في 2014، ونحن لا نضع سقفا لقدرتنا البشرية أو سلاحنا وسقفنا مرتفع دائما في المعركة مع اسرائيل، ونعمل لنملأ ما دون هذا السقف، ونحن اليوم أقوى من أي وقت مضى في المقاومة، وسنعمل لنصبح أقوى مما نحن عليه.
• غسان بن جدو: كل المجالات وكل أنواع الاسلحة جوا برا بحراً؟
• السيد حسن نصر الله: كل ما يخطر في بالك وكل ما يجعل المقاومة أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير فيما لو حصل لا سمح الله عدوان جديد على لبنان، نعمل على توفيره والأمور أفضل إن شاء الله.
• غسان بن جدو: ما هي أخطر الخروقات التي قامت بها اسرائيل في السنوات الماضية؟
• السيد حسن نصر الله: العام الماضي لم يشهد تطورات خطيرة بهذا المعنى
• غسان بن جدو: ما قيل حول جيب بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، هذا الجيب الذي تحاول اسرائيل أن تغدر بكم.
• السيد حسن نصر الله: هذا ليس خرقاً للبنان، باتجاه الأراضي اللبنانية وبما يتعلق بالسيادة اللبنانية حصلت بعض الخروقات، الخروقات التي اصبحت روتينية كالخروقات الجوية وعلى السياج الحدودي هذا المأمر أمر يحصل، في بعض الخروقات البرية تمت مواجهتها والرد عليها، القصف الذي حصل في منطقة جنتا تم الرد عليه الخرق في عدلون تم الرد عليها، فيما يعني لبنان الخروقات العسكرية ليس هناك أمر مختلف عما سبق، واضح أن الاسرائيلي يقوم بحسابات، عندما يتم الحديث عن الردع هناك ردع على طرفي الحدود ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، وإذا ذهبت المقاومة إلى خيار المواجهة مع الاسرائيلي المقاومة تعلم انه عدو قوي، والاسرائيلي يعلم أن المقاومة قوية ومقتدرة.
• غسان بن جدو: اليوم الاسرائيلي تلقى ما يمكن أن نعتبره رسالة واضحة أن حزب الله كامل الجهوزية ويمتلك كل الاسلحة المتاحة وأكثر من ذلك؟
• السيد حسن نصر الله: الاسرائيلي لديه المعلومات غير المعلومات من قبل مسؤولين أو قيادات في حزب الله في الإعلام، هو يعلم ذلك على ضوء المعلومات المتوفرة لديه، ونعرف أنه يأخذ ذلك بعين الاعتبار، خارج الحدود اللبنانية، هناك خروقات اسرائيلية خطرة جداً، القصف الاسرائيلي على أهداف متنوعة في سوريا هذا خرق كبير، ونحن نعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس استهدافاً لسوريا وحدها.
• غسان بن جدو: عندما تعتبر أن هذا الاستهداف لكل محور المقاومة، أن محور المقاومة قد يرد؟
• السيد حسن نصر الله: هذا الأمر مفتوح وقد يرد، ولا أحد قدم التزام أن العدوان ضد سوريا سيبقى دون رد، هذا حق محور المقاومة وليس حق سوريا فقط، هذا أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت. الخرق الآخر في حدود محاذاة منطقة شبعا والقنيطرة الذي يبنى ويمشرع له هناك أمر كبير وخطير، في لبنان يوجد حذر: عند الدولة والجيش والأجهزة الأمنية والمقاومة، هناك حذر أن يكون ضمن مخططات اسرائيل أن يكون هناك حذر من الدفع ببعض التنظيمات للإعتداء على لبنان لإشغال هذه الأجهزة، هناك فرضية تخطيط ولكن خرق لم يحصل، ولم تقم هذه المجموعات المسلحة في منطقة القنيطرة يستلزم رداً من المقاومة، حتى الآن هذه فرضية قائمة.
• غسان بن جدو: في إطار الحرب النفسية أو ميزان قوة الردع، قبل فترة وجهتم رسالة إلى الاسرائيلي: إذا قصفتم بناء سنقصف أبنية، إذا قصفتم مطار رفيق الحريري سنقصف مطار بن غوريون، لن أسألكم هل أنتم عند تعهداتكم؟ لكن هل هناك زيادة؟
• السيد حسن نصر الله: هل تريدون أكثر من ذلك؟ هذا الذي قلناه مع التأكيد على هذه المقدرات، كماً ونوعا هو كاف لتحقيق عملية الردع المطلوبة.
• غسان بن جدو: قلتم أن الاسرائيلي يفكر أن حزب الله يفكر من دخول الجليل، سؤالي سماحة السيد، واضح أنه ليس لديكم أي خط أحمر، هل هناك إمكانية ان لا نكتفي بالدفاع من لبنان عبر الصواريخ؟
• السيد حسن نصر الله: هذه الفرضية نأخذها كاملة، الاسرائيلي يأخذها بشكل جدي وهذه فرضية جدية قد نلجأ ونضطر إليها وقد نذهب إليها من غير اضطرار، بالأساس قبل سنوات عندما كان إيهود باراك وزيرا للحرب في كيان العدو، كان في زيارة عند الحدود، قال للجيش الاسرائيلي: استعدوا ليوم قد تطلب منكم القيادة الاسرائيلية فيه العودة إلى لبنان، كان لي خطاب بعده بكل يوم، قلت فيه للمجاهدين: استعدوا ليوم قد تطلب فيه القيادة منكم تحرير الجليل، مع العلم أنني استعملت كلمة قد، وهذا يعني قد تطلب وقد لا تطلب، الاسرائيلي اعتبر أن الأمر جدي وليس مجرد فرضية بسبب التجربة الطويلة بيننا وبينه، الاسرائيلي من يوم الخطاب إلى اليوم يتعامل على هذا الأساس، ونحن نحضر على هذا الاساس، كل ما يمكن أن نضطر إليه ، كل ما يحتاجه الانتصار في الحرب المقبلة علينا أن نكون مستعدين وجاهزين، الجهات العسكرية عليها أن تكون جاهزة، والمقاومة تعمل للدخول إلى الجليل لا بل إلى ما بعد الجليل.
• غسان بن جدو: هل ما زلنا عند قد؟
• السيد حسن نصر الله: قد أو غير قد يحسم في يوم المواجهة، ولا يجوز أن نلزم أنفسنا في شيء من الآن، الجدية عندما تسألني هل المقاومة جهزت نفسها أن تدخل إلى الجليل، سأقول لك نعم، المقاومة جاهزة بكادرها وضباطها وإمكاناتها ومقدراتها أن تدخل، المقاومة جاهزة لأن تنقل المعركة إلى أرض العدو ليس فقط من خلال الصواريخ بل من خلال الحركة الميدانية، ولكن هل ستفعل هذا أم لا هذا سنتركه لزمن الحرب.
• غسان بن جدو:الاسرائيليين يأخذون الأمر بجدية فيما يتعلق بحزب الله، صحيح أن إيران هي الراس في هذا المحور، ولكن حزب الله هو على الأرض، قلت لي ما بعد الجليل، هل ستصلون إلى ما بعد الجليل؟
• السيد حسن نصر الله: ما بعد الجليل، أنظر نحن نأخذ الأمور بجدية كبيرة جداً، بملف المقاومة سأقول لك أمراً، العالم كله مشغول ببعضه، ونحن أيضاً مشغولين، ولكن تبقى الأولوية الحاسمة والقاطعة لدى حزب الله والمقاومة الاستعداد بمواجهة الاسرائيلي، وهذا حاكم على أي شيء آخر، هذا الامر خارج كل السياق الاجتماعي والسياسي والصراعات السياسية والحوار وغير الحوار، هناك أمر آخر أن المقاومة في لبنان تعمل في الليل والنهار لتكون على أعلى قدر من الجهوزية لتكون على قدرة لمواجهة اي عدوان جديد على لبنان، هناك رجالاً في لبنان يعملون في الليل والنهار لمواجهة الاسرائيلي، هؤلاء عملهم المقاومة والتحضير في مواجهة الاسرائيلي، هذا الفريق موجود وضخم وعلى درجة عالية من الكفاءة في حزب الله ويعمل ليل نهار في مواجهة الاسرائيلي.
• غسان بن جدو: هناك قائد عسكري في طهران يؤكد وصول الفاتح 110 إلى حزب الله على الرغم من استهداف اسلحتكم في سوريا.
• السيد حسن نصر الله: هذا الأمر من زمان بعيد، وصلت من زمان بعيد، نحن نملك هذا النوع من الصواريخ حتى منذ عام 2006، هذه وسائل قديمة، متأخرين بالحديث عنها.
• غسان بن جدو: الاسرائيلي يقول سأمنعهم من امتلاك الفاتح 110.
• السيد حسن نصر الله: في القرى نقول: صبحك بالخير، المقاومة تجاوزت هذا الموضوع، ما لديها، لو اخذت قرار لا تريد شيئا جديداً، لا تريد أن تشتري وتنقل، ما لدى المقاومة فعلياً يؤهلها ان شاء الله لتكون قادرة على خوض أي مواجهة قد تخطر في بال الاسرائيلي
• غسان بن جدو: ألم تلحق بكم أي ضرر الضربات التي تعرضت لها إمداداتكم في سوريا؟
• السيد حسن نصر الله: فيما يعني القدرة والبنية لا، كل ما نأتي به الآن، إذا أصيب يؤثر على الزيادة وليس على القدرة، ونحن نمتلك سقفاً عالياً للقدرة التي نسعى لامتلاكها.
• غسان بن جدو: جوا برا بحرا وما بعد الجليل؟ هذا الكلام نريده للرأي العام العربي وليس فقط لجمهوركم؟
• السيد حسن نصر الله: أنا أستطيع أن أؤكد لك، أن كل ما جرى حتى الآن لم يؤثر ولن يؤثر حتى على اكتساب المزيد من القوة.
• غسان بن جدو: لكنهم استهدفوكم في سوريا؟
• السيد حسن نصر الله: يوجد استهداف لنا وللجيش السوري في سوريا.
• غسان بن جدو: الاسرائيلي لا يدخر جهدا لاستهدافكم بما فيها الاختراق الأمني، تردد أخيراً عن اختراق في البنية الأمنية لحزب الله والحديث عن قيادات عليا، قائد كبير ، وانتم التزمتم الصمت، ما حقيقة الاختراق الأمني الذي تردد ونشر أن هناك قيادياً أمنيا كبيراً ومعه أكثر من شخص؟
• السيد حسن نصر الله: أصل الموضوع انه تم اكتشاف شخص مسؤول، تم تجنيده أو اختراقه من قبل المخابرات الأميركية ثم اسرائيلية، هذا المقدار أكيد وهذا حصل، ولكن هناك أمور كثيرة لسنا معنيين بشرحها للإعلام، في لبنان وحتى خارج لبنان، تم تداول هذا الموضوع في مبالغات كبيرة جداً، قيل أن هذا الشخص مسؤول حماية الأمين العام وهو لم يكن كذلك في أي يوم من الأيام، وقيل أنه مسؤول الوحدة الصاروخية في حزب الله، وهو لم يقترب من اي وحدة صاروخية في حزب الله، أو له علاقة في اغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية أو الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، وهو أصلا لا صلة له بكل البنية العسكرية للمقاومة، مثلا يعرف أين مخازن وصواريخ المقاومة وخططها العسكرية، هو بعيد عن هذا الأمر، قيل انه مسؤول وحدة، هو ليس مسؤول أو نائب مسؤول وحدة، هو في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس، هو مسؤول قسم من أقسام الوحدة، ولوحده وليس معه أحد، اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الامنية الاسرائيلية وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطاهم من معلومات وحجم المساهمة بينه وبين الاسرائيلي، بالنسبة لنا في هذا الملف، يعني بعد 32 عاما من عمل المقاومة وتطورها، الجهد الأمني جهد مركزي وأساسي ومع اتساع بنية حزب الله وتنوعها افقيا وعاموديا هذا أصبح التعاطي معه كأمر طبيعي، الحزب يتعاطى بهذا الأمر أنه ليس طبيعياً ويجب أن لا نسمح بأي اختراق في كادر صغير أو كبير، وهذا لو حصل هو جزء من معركة، هو جزء من الحرب القائمة بيننا وبين الاسرائيلي، مثلما يسقط لنا اسير وجريح وشهيد، هذا من خسائر المعركة وتضحيات المعركة، الاسرائيلي يعمل لاختراقنا ونحن نسعى لاختراقه، ونتوقع خصوصا مع هذه السعة في الجسم أن تحصل اختراقات، وحزب الله منتبه ومستيقظ أنه اكتشف في هذه الحالة وفي حالات سابقة اشخاص للوهلة الأولى لا تتوقع ان يكونوا عملاء، وهم محصنين أنفسهم في ظاهرهم التدين والجهاد، وهذا كما يسجل لنا يسجل علينا، بالتالي يسجل أننا خرقنا وهناك ضعف، ويسجل لنا ان هناك قوة، يوجد حالات دول أو منظمات أو أحزاب القيادات أو الأجهزة الاساسية تستلم، بالنسبة لنا هذا الموضوع خطير، ونتعامل معه بحساسية فائقة، ورد الفعل ببيئتنا على هذا الأمر تكون شديدة حتى عائلته وأهله كلهم موقفهم يكون حاسماً، أحياناً قد يصبح للعملاء بيئة حاضنة، من نطاق القوة لدى حزب الله أنه ليس لديهم بيئة حاضنة حتى لدى زوجاتهم وعائلاتهم.
اخبرنا عائلته وتم توقيفه منذ 5 أشهر.
• غسان بن جدو: هل تم توقيفه قبل 5 أشهر؟
• السيد حسن نصر الله: كان كاحتمال، ولكن لم يكن هناك أدلة ملموسة، وعندما توفرت الأدلة أثناء التحقيق ظهرت الحقائق.
• غسان بن جدو: هل تمت محاولات اختراق من قبل أجهزة أمنية عربية؟
• السيد حسن نصر الله: داخل التشكيلات لم يحصل وهم حاولوا لكن لا يوجد ولم نكتشف شيئا، هناك أشخاص حولنا تبين أنهم يعملون مع أجهزة استخبارات عربية ولكن ليس داخل حزب الله.
• غسان بن جدو: هل هناك أجهزة أمن عربية في الضاحية تحاول جمع معلومات عنكم؟
• السيد حسن نصر الله: محتمل، وهناك في الضاحية لبنانيين وفلسطينين وسوريين وأردنيين ومصريين وسودانيين وأي جهاز مخابرات قد يقوم بتجنيد اي من هؤلاء ليعمل في الملف الأمني.
• غسان بن جدو: ما يدفعني لهذا السؤال، هو أن رئيس مجلس الشورى في إيران كشف قبل ايام لأول مرة، أن هناك أطرافا عربية قدمت معلومات عنكم خلال حرب تموز.
• السيد حسن نصر الله: قال عن الحزب وليس عني أنا.
• غسان بن جدو: في السابق، هناك دولا ليست معكم واعتبرت أنكم تقومون بمغامرات، ولكن هناك دول عربية قدمت معلومات عن حزب الله لاسرائيل؟
• السيد حسن نصر الله: نعم هذا صحيح وهذا تبين لنا بعد 2006، تبين أن بعض الأجهزة الأمنية العربية حصلت على معلومات وقدمتها للإسرائيلي، هذا طبيعي لماذا الاستغراب وهناك ليس أجهزة أمنية بل دولاً تعمل عند الاسرائيلي.
• غسان بن جدو: هل هناك معلومات حول أطراف المعارضة في الجولان والقنيطرة أنها تتعاون مع الاسرائيلي بشكل علني؟
• السيد حسن نصر الله: الموجود في الجولان ومنطقية القنيطرة موجود التواصل، ونقل الجرحى هو ثمرة هذا التواصل، الاسرائيلي عندما يقول أنه قام بمداواة 1200 جريح، هذا رقم ضخم، وهذه ليست علاقة هامشية، الاتصالات والمعركة القائمة والاتصالات بينهم مكشوفة على أجهزة اللاسلكي، وحتى في الميدان بعض الاعتداءات التي قام بها الاسرائيلي كان في الحقيقة جزء من خطة هجوم الجماعات المسلحة على بعض أماكن تواجد الجيش السوري، كان الاسرائيلي بحجة وبدون حجة يقصف بعض المواقع، وإذا دمره تقوم الجماعات المسلحة بالسيطرة على المنطقة، وفي بعض المعارك قدم الاسرائيلي سلاح الجو ليساعد تقدم الجماعات المسلحة على الجيش السوري.
• غسان بن جدو: سنتحدث عن حماس بعد الفاصل.
• غسان بن جدو: سماحة السيد قبل الموجز، تحدثتم عما قلتم أنها اثباتات تتعلق بتعاون المسلحين مع الاسرائيلي، اسرائيل تتهم عبر وسائل إعلامها أن حزب الله يتحرك في الجولان؟
• السيد حسن نصر الله: الذي حصل في الجولان هي مقاومة سورية يعني من أهل البلد، لا يوجد تشكيل لحزب الله في الجولان يقوم بأعمال المقاومة، قلت في أكثر من مكان نحن مستعدون أن ندعم ونساعد ولم نطرح في يوم من الأيام أن نقوم بأعمال المقاومة في الجولان، المنطقي والطبيعي أن السوريين أنفسهم، وهذا ما كان أعلنه الرئيس الأسد في مرحلة من المراحل أنه قد يسمح بأن يقوم السوريون بمقاومة شعبية من هذا النوع، نحن قد نقوم بدعم أو مساعدة أو مساندة أو تدريب أو تأمين بعض المستلزمات بعض المجموعات المقاومة، ولا يصح القول أن حزب الله يقوم بأعمال المقاومة في ساحة الجولان.
• غسان بن جدو: نحن عادة لا نحب الاسئلة الافتراضية، ولكننا نتحدث باستشراف عن عام 2015، بحسب المعطيات الحالية بين يديكم كيف سيتجه الصراع بينكم وبين اسرائيل في عام 2015؟
• السيد حسن نصر الله: يعني لا أعتقد أن هناك أمر مختلف عن عام 2014، ولكن فرضية الكلام عن أمر ضخم قد يحصل، هذا الأمر يبقى مستبعداً، ولا أحد يستطيع الجزم بأمر، لأن الموضوع له علاقة بالبنية الاسرائيلي، بل بأمر واضح، الاسرائيلي يختلف حول تقييم أدائه في حرب غزة، بالنسبة لنا ما حصل في غزة هو فشل عسكري اسرائيلي، دمروا بيوت وهجروا وقتلوا وذبحوا، ولكن هناك فشل عسكري ذريع جداً يرتقي إلى الهزيمة وانتصار عسكري للمقاومة، الجيش الاسرائيلي في حرب غزة الأخيرة هو الجيش الذي قال إنه استفاد من كل دروس وعبر الحروب في لبنان (حرب تموز) وفي غزة السابقة، وهو منذ حرب تموز يدرب ويتجهز ويشكل ويناور على كل الجبهات، ثم يفشل في غزة، هذا الفشل الذريع، معناه انه ليس الجيش الجاهز للحرب على لبنان، الاسرائيلي يقول إنه سيذهب إلى الحرب في لبنان إذا كانت الحرب تمنحه انتصاراً حاسما واضحاً لا لبس فيه، وسريع… هل اسرائيل بوضعها الحالي، بوضعها هي، بمعزل عن إمكاناتنا وقدراتنا، وبالنظر إلى قدرات المقاومة في لبنان، هل هي قادرة على تحقيق نصراً سريعاً حاسماً جازماً؟ اسرائيل حتما غير قادرة على ذلك، اسرائيل لم تعد اسرائيل، وكل الاستدراكات التي تحاول القيام بها، وبرايي اسرائيل اليوم وكل ما قامت به خلال 8 سنوات كان يجب أن يظهر إنجازاً في غزة، كل قواتها أخذتها إلى غزة ولم تحقق الإنجاز، لم تستطع إيقاف القصف الصاروخي للمقاومة رغم أن ظروف غزة أصعب من ظروف لبنان، وفي العمل الميداني رأس الحربة في الجيش الاسرائيلي، لواء غولاني وجهت له ضربة قاصمة وفشل وانسحب إلى حدود قطاع غزة، هذه اسرائيل بعد 8 سنين من حرب تموز وتدريب وتجهيز وتحضير ومناورات؟ هذا فشلها في غزة فما بالك بمواجهة لبنان، هنا الساحة مختلفة الإمكانات مختلفة والأجواء مفتوحة أكثر، الاسرائيلي يحسب جيداً، وطالما يقوم بحسابات جيدة، فهو لا يستطيع، ليس هو لا يريد، هو لا يستطيعً، وسيكون مجنوناًإذا اتخذ قرار الحرب. بالإحتمالات ضمن المعطيات القائمة لن يفكر الاسرائيلي بالحروب.
• غسان بن جدو: وإن اضطر ضمن المزايدات الانتخابية للقيام بأي عمل؟
• السيد حسن نصر الله: دائما الاسرائيلي عندما يذهب إلى الحروب للمزايدات الانتخابية يفشل ويسقط، بيريز عام 1996، ذهب إلى عناقيد الغضب للمزايدة الانتخابية، وخسر وسقط، وأتى نتنياهو وغير كل المعادلة، هو لن يذهب حتى إلى حرب جديدة ضد غزة، وهناك أمر إضافي مؤسف، الاسرائيلي ينظر إلى المنطقة ويرى كل العالم مشغول في مكان آخر، لماذا نذهب لحرب مع لبنان؟ الحرب على لبنان قد يصمد فيها حزب الله والمقاومة ولبنان ويغير فيها معادلات قد تؤدي إلى استنهاض كبير ويداوي جروح كبيرة في المنطقة، ويغير مسار الأحداث في المنطقة برمتها، تخيل مشهد في الحرب، ليس صاروخاً أو اثنين، بل صواريخ تدك المستعمرات ومدن وأهداف عسكرية ورسمية اسرائيلية تصاب بدقة، ماذا يفعل هذا بالعالم العربي؟ ماذا يفعل بالشعب الفلسطيني في الداخل؟ هل مصلحة اسرائيل الذهاب بهذا الاتجاه؟ مصلحتها ان تبقى المصيبة القائمة هي المسيطرة على الوجدان العربي… الاسرائيلي لماذا سيذهب إلى حرب إن لم يضمن إنجازاً حقيقياً؟
• غسان بن جدو: كان هناك تواصل مع الفصائل الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة في غزة؟
• السيد حسن نصر الله: التواصل لم ينقطع مع الأجنحة العسكرية وفي الحرب كان يوجد تواصل.
• غسان بن جدو: أنتم حريصون على ترميم ما يعرف بمحور المقاومة، حماس جزء من المحور أم حركة مقاومة لا نقاش فيها، وعلاقتكم فيها جيدة؟
• السيد حسن نصر الله: هذا له علاقة بالتوصيف لمحور المقاومة، ما لمسته خلال لقاءاتمعنا ومع الأخوة الإيرانيين ان لدى حماس إرادة جدية لترتيب العلاقة بشكل كامل، وهذا ليس قرار شخص بل قرار قيادي ومركزي في حماس في الداخل والخارج، ليست وجهة نظر بهذا الاتجاه، وهي اتخذت قرار إعادة ترتيب العلاقة من جديد مع الجمهورية الاسلامية وحزب الله، وهذا قرار واضح بالنسبة لها، هي حركة مقاومة ونحن حركة مقاومة وايران دولة تدعم المقاومة، وأنا استطيع أن أدعي أن العلاقة الثنائية بدرجة عالية تم ترميمها، عندما اقول العودة إلى محور المقاومة أن هناك عودة بمعنى العودة بمعزل عن سوريا، هذا له علاقة بموقف حماس من سوريا وموقف القيادة السورية من حماس، بهذا الملف لم نصل إلى مكان، يعني مازال النقاش يركز على الأمور الثنائية بيننا، إلى أين سنصل في النقاش حول سوريا هذا الأمر منتظر.
• غسان بن جدو: أنتم تطرحون موضوع عودة العلاقات بين حماس وسوريا؟
• السيد حسن نصر الله: هذا الموضوع للنقاش، ولسنا على عجلة من أمرنا، في هذا الموضوع هناك صعوبات من الطرفين، حماس لها ظروفها وقراءتها المعروفة، حتى لو أرادت حماس ترتيب العلاقة مع النظام، القيادة السورية هذا الموضوع ليس سهلاً لها، وهو موضوع على درجة عالية من الصعوبة، نتيجة التطورات والأحداث التي حصلت، حتى الآن هذا ليس موضوع بحث، قد نصل إليه في مرحلة من المراحل.
• غسان بن جدو: هل تشخيصي دقيق إذا قلت ان علاقتكم مع كتائب القسام كانت جيدة وهناك تواصل لا بل تعاون أما علاقتكم مع القيادة السياسية لم تكن جيدة؟
• السيد حسن نصر الله: حتى في الأعوام الماضية، الإبتعاد السياسي المعين، اثر على مستوى العلاقة وحيويتها، لم تكن في العامين الماضيين العلاقة مشابهة لما سبقه، العلاقة بقت قائمة حتى مع الجناح العسكري معنا ومع الأخوة في إيران.
لا يوجد شروط على حماس ولم نضع شروط، نحن بالأساس، لما حصل التباعد، حماس ابتعدت وليس حزب الله.
• غسان بن جدو: انتم حريصون على علاقة استراتيجية وليس فقط التواصل؟
• السيد حسن نصر الله: عندما نتحدث عن علاقة استراتيجية، اسرائيل عدو الأمة وخطر على كل المنطقة، قبل البعض أو تغافل، ما يهمنا أننا في جبهة واحدة، حرب تموز وتداعياتها على الشعب والمقاومة في فلسطين واضحة، وحرب غزة الأخيرة وتداعياتها على مجمل الصراع مع اسرائيل في كل الجبهات ومنها الجبهة اللبنانية واضحة، العدو لا يجزئ المعركة، العرب من يجزئها، عندما أتحدث عن علاقة، أتحدث عن تعاون في مواجهة المشروع الصهيوني، تعاون عسكري وإعلامي وأمني وتعاون لوجستي، ويمكن أن يأتي اليوم الذي نقاتل فيه في وقت واحد في جبهات عديدة مفتوحة، وهذا اسمه تعاون استراتيجي، وقد يأتي يوم يفرض الاسرائيلي، أو الناس تأخذ خيارات وتكون هناك مجموعة جبهات في الآن عينه، الأصل هذا وليس التواصل العادي، نحن نتحدث عن علاقة استراتيجية مع كل حركات المقاومة الفلسطينية، في مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي، باعتبار أنهما حركتان فاعلتان قويتان موجودتان في الداخل الفلسطيني، نحن هذه العلاقة الاستراتيجية التي نريدها، إذا كنا قادرين على التفاهم على كل شيء في المنطقة هذا ممتاز، إذا كان هناك وئام وانسجام كامل على كل صعيد، هذا ممتاز، ولكن لو صدف اننا اختلفنا على أمور حتى لو كانت تمس محور المقاومة، هل ننهي العلاقة؟
• غسان بن جدو: الأخوة في حماس مستعدون لهذه العلاقة الاستراتيجية؟
• السيد حسن نصر الله: ما يجري إعادة ترميمه الآن هو هذا؟
• غسان بن جدو: ما الذي حصل في إيران؟
• السيد حسن نصر الله: هذا ما يحصل الآن في إيران.
• غسان بن جدو:اليس الأمر مجرد إعادة تواصل وليس مجرد مصلحة مالية وغيرها؟ وحماس تريد ان تدخل في علاقة استراتيجية مع إيران؟
• السيد حسن نصر الله: هذا ما أعرفه وهذا ما أفهمه وهذا هو قرار حماس، وليس المطلوب مني الحديث بالنيابة عن حماس ويجب ان تسألهم هم. فهمي أن حماس تريد ترميم هذه العلاقة وهذا منطقي والطبيعي جدأً وخصوصاً بعد حرب غزة.
• غسان بن جدو: في حرب غزة الأخيرة، أظهرت فصائل المقاومة قدرات على الأرض
• السيد حسن نصر الله: سأعطيك شاهد، قبل أسابيع لما صارت التظاهرة في غزة، وقف الناطق الرسمي بإسم كتائب عز الدين القسام، وبجانبه كل قيادات حماس، ليس فلان موجود وفلان غائب، كل القيادات كانت موجودة وقرأ نصاً، لم يكن ارتجالياً وكان يوجد خطاباً موجهاً إلى إيران في كل جوانبه بكل وضوح.
• غسان بن جدو: هذا النص اطلعت عليه القيادة السياسية قبل أن يتلوه المتحدث بإسم حماس؟
• السيد حسن نصر الله: بالتأكيد.
• غسان بن جدو: فيما يتعلق بحرب غزة الأخيرة، ظهرت قوة لكتائب فلسطينية أخرى، من ضمنها كتائب أبوعلي مصطفى وكتائب الناصر صلاح الدين ولجان المقاومة وإلى غير ذلك… هل إن علاقاتكم مع هذه الأطراف سيتم تمكينها وتمتينها أم أنكم ستكتفون بشكل رئيسي مع حماس والجهاد فقط؟
• السيد حسن نصر الله: نحن مع كل الأطر المقاومة في فلسطين لنا علاقة، وإن شاء الله سنسعى في المرحلة المقبلة أن نعطي المزيد من الجهد والوقت (حتى على المستوى الشخصي، يمكن شغلتني الأحداث الأخيرة) لتعزيز العلاقة مع كل أطر المقاومة في الساحة الفلسطينية، وهذا لا يقتصر على الجهاد وحماس والفصائل الفلسطينية المعروفة.
• غسان بن جدو: رؤيتكم هي فلسطين؟
• السيد حسن نصر الله: مع الأخذ بعين الاعتبار ان لنا اصدقاء وحلفاء وربما هناك دول لا خصومة معها لنا قد تتحفظ على هذه العلاقة، ليس الجميع يفكر بطريقتنا.
• غسان بن جدو: سوريا؟
• السيد حسن نصر الله: الاخوان السوريين يتفهمون، من دون أن أسمي…
• غسان بن جدو: من قطر؟ تركيا؟
• السيد حسن نصر الله: لا هؤلاء لا يحزنون إذا عمقنا علاقتنا مع حماس؟؟
• غسان بن جدو: هؤلاء يشجعون
• السيد حسن نصر الله: لا اعلم ولا افترض، وأنا أتحدث عمّن يعتب علينا وليس من يعتب على حماس، أو يحزن لتقاربنا، هناك الكثير من الاصدقاء في لبنان والعالم العربي يمتلكون تقييما لحماس مختلف عن تقييمنا، وهناك من يقيّم حماس كجزء من الإخوان المسلمين، وبالتالي هذه القوى ترتب من قراءتها رأياً سلبياً مختلف جداً، ولذلك انا أعرف أنه في بعض الأوساط عتب أنه أنتم يا حزب الله تريدون إعادة ترتيب الأوضاع مع حماس في وقت لم تقدم فيه حماس تغييراً في الموقف السوري.
بعض أصدقاء حماس يمكن أن ينزعجوا من ترتيب العلاقة معنا، وبعض أصدقائنا يمكن أن ينزعجوا من ترتيب العلاقة معهم، بالنسبة لنا هذا مبنانا: نحن حريصون على تعزيز العلاقة مع كل أطر المقاومة الفلسطينية التي تقف في وجه المشروع الصهيوني لأن فلسطين هي قضيتناالمركزية وهي ما يجمعنا وهي الأولوية، وعندها نتجاوز كل شيء.
• غسان بن جدو: طالما تطرقتم إلى هذه النقطة ورأي الحلفاء، سماحة السيد ليس خافياً أن هناك من يطلب أن يرتاح الاستاذ خالد مشعل، وحتى كتب أخيراً هذا، هل أنتم مع هذه المسألة؟
• السيد حسن نصر الله: نحن لا نستطيع الكلام بهذه اللغة ومقاربة هذا الموضوع، هذا شأن الأخوة في حماس: من يكون رمزهم ومن يكون رئيس مكتبهم السياسي، ولا نستطيع إذا اردنا علاقة مع حماس أن نشترط عليهم من نقبله ومن لا نقبله، وما نقبله لأنفسنا نقبله لحماس.
• غسان بن جدو: هل هناك من الأخوة الفلسطينيين المقاومين من شارك في الأعمال العسكرية في سوريا، ضدكم أم ضد الجيش السوري؟
• السيد حسن نصر الله: حتى الآن لا دليل أن هناك أطر شاركت، أن هناك قرار فصائلي، ان الفصيل الفلاني أمر قوات تابعة له بأن تشارك، وهذا لم يثبت ولا دليل عليه، نعم صار في سوريا شباب فلسطينيين في مخيم اليرموك وغير اليرموك، أنهم كانوا ينتسبون إلى هذا أو ذاك الفصيل، وعندما حصلت الأحداث شاركوا فيها، وعندما سئل الفصيل قال لا نوافق ونحن لسنا جزء من هذا ولم نأمرهم بهذا.
• غسان بن جدو:أنتم بوصلتكم فلسطين، كل الشعب الفلسطيني، ولا شك أنكم حركة مقاومة وبالتالي أنتم حريصون على تمتين العلاقة مع حركات المقاومة، ولكن هناك أطراف أخرى تمثل الشعب الفلسطيني، من فتح وغيرها، لماذا لا يكون هناك انفتاحاً كاملا على الشعب الفلسطيني، يفترض العلاقات تكون مفتوحة مع الجميع بقطع النظر عن بعض الخلافات السياسية القائمة، قد تختلفون مع أبومازن حول المفاوضات مع اسرائيل، لماذا لا تكون هناك علاقات جيدة، وهو يمثل شريحة كبرى في الداخل الفلسطيني.
• السيد حسن نصر الله:بأصل العلاقة لا مشكلة، لدينا علاقات مع الجميع، مع فتح لدينا علاقات مع شخصيات رئيسية في فتح، منذ أيام كان هناك احتفال لحركة فتح، وأحد الخطباء كان عضو المجلس السياسي في حزب الله، نحن على تواصل مع كل التنظيمات والأحزاب والشخصيات، ونحن على علاقة رسمية مع السلطة الفلسطينية وممثلهاالسفير الفلسطيني في بيروت، وهناك تعاون، وحتى في المرحلة السابقة، مرحلة الانتفاضة، كان هناك علاقة عملية ولوجستية قائمة بيننا وبين شهداء الاقصى، وهي من فتح وهي ليست حالة منشقة ومنعزلة عن حركة فتح، وطول الفترة السابقة كان لنا علاقة معها، وانا حتى لو اختلفت مع المجموعة الفلسطينية حول رؤيته للحل، في اللحظة التي يحمل فيها السلاح ويقاتل العدو أنا معه.
• غسان بن جدو: حتى لو لم يقاتل؟
• السيد حسن نصر الله:حتى لو لم يقاتل أبني علاقة معه.
• غسان بن جدو: فيما يتعلق بسوريا، هي لب القضايا بلا شك، الوضع الآن في سوريا عام 2015 ليس كما كان قبل سنوات، ما هو التقديرالعام للوضع السوري؟
• السيد حسن نصر الله: بتوديعنا للعام 2014 وما سبقه، هناك أمر انتهى وحصل، مقولة أنه أسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا، هذا انتهى وأقول ميدانياً انتهى، إنتهى بمعنى انه لم يعد هناك قدرة لا لما يسمى اصدقاء سوريا، ولا لقوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة ان تسقط النظام في سوريا او تسيطر على دمشق مثلاً.
• غسان بن جدو: حتى لو كانوا في ريف دمشق؟
• السيد حسن نصر الله:هم مأزومون في ريف دمشق، وهم يحاولون أن يستفيدوا من هذا العامل انسانيا ضد دمشق، هذا لا يستطيع أن يسقط دمشق، فليفك الحصار أولاً، كل ما بني عليه منذ البداية عند الدول الاقليمية والدول العالمية وبعض قوى المعارضة بأن النظام سيسقط وينهار خلال أربعة أشهر انتهى، طيب قالوا أربعة أشهر ثم مددوا عاماً ثم شهر رمضان الأول والثاني والثالث، وخطب أردوغان انه سيصلي صلاة الجمعة في المسجد الأموي في دمشق، ثم تواضع قليلاً وقال إنه سيصلي صلاة العيد في المسجد الأموي في حلب، هذا كله انتهى، والعالم كله يعرف أنه لا يوجد امكانيات، وهذه الامكانيات في الميدان وليس في النوايا السياسية، وهذا يعود إلى صمود القيادة والجيش السوري وصمود القوات الشعبية وصمود جزء كبير من الشعب السوري الذي هو في هذا الخيار، وبجزء كبير يعود الفضل لهم، العالم لا يستطيع القيام بحل عسكري، والمطلوب حل سياسي بمعزل عن القيادة السورية لا مكان له، وأنا أعتقد أن الجميع وصل إلى هذه النتيجة. إذا بالحل السياسي يريد أن يترك الرئيس الاسد الرئاسة، هذا لا يكون بدون موافقة القيادة السياسية والرئيس الاسد من عدمه، أول ناتج، أي السيطرة على سوريا من خلال القوة العسكرية هذا انتهى…
الأمر الثاني، من اهم النتائج الموجودة الآن، مسار الأحداث خلال السنوات الماضية الواقع الميداني صورته على الشكل التالي: جزء كبير من سوريا وكل مدنها الرئيسية عند النظام، جزء من الأرض مع داعش، وجزء من الأرض مع جبهة النصرة وقوى أخرى، الواقع الميداني أوصل أن ما يسمى بالجيش الحر، أو ما يسمى بالقوى المعتدلة (بين هلالين) وبتعبير أدق: القوى العسكرية المرتبطة بالإئتلاف مع اسطمبول، او المرتبطة بالمملكة العربية السعودية وأخواتها هي بمعرض الزوال ولم تعد ظاهرة، حيث يوجد داعش هؤلاء تم القضاء عليهم وتصفيتهم وارتكبت بهم مجازر، في موضوع شمال حلب وشمال إدلب في الآونة الأخيرة، ما يعرف بجبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، معروف ولاءها للسعودية، تم ضربها من قبل جبهة النصرة والرجل هرب وجماعته إلى تركيا، إذا يوجد حضور لهذه القوى في ريف دمشق ومنطقة درعا والقنيطرة، ونرى ونسمع دائماً عن اشتباكات ما بين هذه القوى، وما بينها وبين جبهة النصرة، وفي بعض المناطق بينها وبين جبهة داعش، المحصلة أن المشهد الميداني المستقبلي أن جزء من الميدان هو خاضع للنظام، يوجد جزء تحت قبضة جبهة النصرة وجزء تحت قبضة داعش، هذه النتيجة الثانية، وبالتالي القوى العسكرية المرتبطة بشكل أو بآخر إن كان بالإئتلاف الخاص باسطمبول أو بالمحور السعودي ورفاقه هي إلى مزيد من الوهن والضعف، النتيجة الثالثة ان هذا سيعقد الحل السياسي، لأنه الآن، مثل دعوة موسكو، وعندما كان السيد بوغدانوف هنا تحدثنا، إذا اتفقت القيادة السياسية الحالية مع المعارضة الداخلية السياسية كلها، ومع شخصيات في المعارضة السياسية الخارجية، ولو لا بل أكثر من ذلك، لو أتى إئتلاف اسطمبول وحاور واتفق (نفترض جدلاً) وصار اتفاق بين القيادة وكل أطياف المعارضة السورية، لكن من دون داعش والنصرة، هذا ما هو أثره الميداني؟ لا أثر ميداني له، هذه المعارضة ستأتي إلى دمشق، إلى منطقة نفوذ النظام، ليكون لهم مكان وموقع وشراكة في السلطة، ولكن أي منهم لا يستطيع أن يذهب إلى مناطق سيطرة داعش والنصرة، وهي مناطق واسعة، وبالتالي بقاء الحرب في سوريا والقتال فيها، عندما نتحدث عن حل سياسي، نعني حل سياسي ينهي القتال، وإلا حل سياسي كهذا يحل مشكلة المعارضة السياسية ولا يحل أزمة سوريا، والله يوجد مجموعة شخصيات في اسطمبول نريدهم وزراء، أو مجموعة شخصيات في أوروبا نريدهم وزراء ونريد شراكة في السلطة السياسية، ولكن هؤلاء ما تأثيرهم على الميدان، وهل يستطيعون أن يؤثروا على النصرة وداعش اللذان يمتلكان نفوذاً واسعاً؟ لذلك هذا التعقيد يؤثر على الحل السياسي، ما يدخل إلى الحل السياسي، هو بعض الدول الموجودة في المنطقة، عندما يصير هناك قرار إقليمي بأن موضوع داعش يجب أن ينتهي، وأي شكل من أشكال الدعم والتسهيلات والحماية يجب ان ينتهي، موضوع جبهة النصرة باعتبار أنها مصنفة أساساً منظمة إرهابية، هذا الموضوع خارج النزاع الداخلي السوري، حينها يصير في إمكانية وجود حل سياسي ينهي الحرب في سوريا. وهذا يتوقف على إرادة بعض الدول الإقليمية التي تقف إلى جانب داعش والنصرة وتقدم أشكال الدعم المختلفة، وبالتالي هذا الحل السياسي الذي يجري الحديث عنه، لو صار هناك تقدم في موسكو، يمكن أن يحسن الوضع في سوريا، يساعدنا على التقدم، يجمع المعارضة السياسية مع النظام، يحيّد بعض القوى الاقليمية التي ترى أنها أصبحت على شراكة مع القيادة السورية الحالية، ولكن هذا لا ينهي الحرب في سوريا.
• غسان بن جدو: يبدو أنكم أخرجتم العامل السعودي من الميدان السوري؟
• السيد حسن نصر الله: الآن في الميدان، العامل السعودي هو اضعف عامل بلا نقاش، في البداية، عندما كان بندر مستلم الملف وهم مهتمون، هم دعموا الجميع، لم يتعاطوا هؤلاء لنا وهؤلاء لا: دعموا الجميع بالمال والسلاح والتسهيلات بفتح الحدود وتأمين ظروف الإنتقال إلى سوريا، من يأتي إلى سوريا قاعدة أو داعش أو سلفية جهادية وطني علماني جهادي لا مشكلة لديهم، بالنسبة لبندر كان مستعد ان يأتي بكل مقاتلي الدنيا ليقاتلوا في سوريا من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ثم يحل أزمة وجود المقاتلين، هذا خطأ ارتكبته السعودية، هم تصوروا انه يمكن تطبيق نموذج افغانستان، في افغانستان من صنع طالبان والقاعدة (وحتى في باكستان) المخابرات الأميركية والباكستانية والسعودية وبعض دول الخليج، ثم انقلب عليهم وخرج عن سيطرتهم، وصارت طالبان مشكلة لأميركا في أفغانستان وطالبان الباكستانية مشكلة للجيش الباكستاني الذي جمعها واسسها ودربها، وصارت القاعدة مشكلة للمملكة العربية السعودية، ولا ننسى المواجهات الدامية بين القوات السعودية وبين القاعدة، كانت فكرتهم ان يأتوا بكل هؤلاء من كل أنحاء العالم لإسقاط النظام، عمليا مع الوقت عندما بدأت الجماعات التي تمتلك تماسكا تنظيمياً وحوافز قتال مختلفة، الذين ترجمتهم حالياً الداعش والنصرة، هما خارج سيطرة السعودية، هي أرادت أن توظفهما في هذه المعركة وخرجا عن السيطرة، ماذا بقي للسعودية في سوريا؟ بقي لها الجبهة الاسلامية، او جيش الاسلام في الغوطة، وجبهة ثوار سوريا انتهت، بعض فصائل الجيش الحر، وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان. ولكن لا أنكر التأثير السعودي في الحل السياسي، يمكن هم الأضعف تأثيراً في الميدان، لكن لو السعودية ذهبت بشكل جاد إلى حل سياسي فهذا يعطيه دفعاً قوياً.
• غسان بن جدو: بهذا المعطى الذي تتفضل به على الأرض، ما هي القوى الاقليمية التي إن قبلت (لأن لديها أطرافاً على الأرض) سنذهب باتجاه حل سريع؟
• السيد حسن نصر الله:أنا أعتقد بشكل اساسي تركيا، لها علاقة بداعش والنصرة، علاقتها عملية وميدانية، الحدود مفتوحة، ولا يدخل اي شيء من تركيا تهريب، وإذا اتخذت الحكومة التركية قراراً لا يخرج ويدخل إليها شيء، الحدود التركية تحت عين الجيش والمخابرات التركية، ولازالت حتى الآن الحدود مفتوحة ويأتي مقاتلين من كل أنحاء العالم ويدخلون عبر تركيا إلى سوريا، تحت عين الاتراك والمخابرات التركية، ويوجد تسهيلات لا بل معسكرات داخل الاراضي التركية لجميع الجماعات المسلحة، بموضوع العلاقة مع داعش… داعش كل هذا السلاح الذي تقاتل به… اسمع، نحن قاتلنا في جبهة، ونحن نعلم ما هي الحرب، أنت تحتاج إلى سلاح وذخيرة وإمداد، لا تستطيع أن تصنع جبهة بالغنائم، هناك سلاح وعتاد يأتي إلى داعش، داعش التي تقاتل على جبهات طويلة وعريضة من أين يأتيها هذا السلاح، وأهم مصدر يأتي عبر تركيا.
• غسان بن جدو: بعلم تركيا؟
• السيد حسن نصر الله: هل تتصور أن يدخل بدون علمها؟ لا يمكن أن يدخل شيء عبر الحدود التركية من دون علمها، هذا النفط الذي يباع ويشكل مصدر التمويل الاساسي لداعش، أين يباع وإلى أين يذهب؟ كله يذهب إلى تركيا، هذا معروف، سأقول أمراً يا غسان، مسألة علاقة تركيا مع داعش في سورياوالعراق، ما سمعته، هي من المسلمات عند دول المنطقة، هي من المسلمات عندالمسؤولين في سوريا وايران والعراق والسعودية وعند الأميركيين مسلم بها.
ومن قال أن الأميركيين يريدون إنهاء داعش؟ داعش بنيت وكبرت وتطورت وقويت تحت عين الأميركيين وبرضاهم (إلى ما قبل الموصل) أنت تتصور مثلاً أن بعض الدول الإقليمية تجرؤ أن تقدم مالاً وسلاحاً ودعماً ولوجست لداعش والنصرة وهناك غضب ورفض أميركي، هناك غض نظر أميركي، إلى ما قبل الموصل، داعش متبناه إقليمياً ودولياً وحتى فرنسياً وبريطانياً، وكان المطلوب منها اسقاط النظام في سوريا والحكومة في العراق، وكان يتم توظيف داعش في الموضوع، المشكلة مع داعش انها انقلبت مع تحالفاتها المحلية في العراق عندما قتلت حلفاءها ومع تحالفاتها المحلية في سوريا عندما ضربت حلفاءها، الذين هم حلفاء أميركا والسعودية وقطر والخ… والأسوأ من هذا أنها ذهبت باتجاه حلفاء هذه الدول، عندما ذهبت باتجاه أربيل، أو عندما بدأت تهدد باجتياح الأردن أو السعودية أو الكويت، خرجت عن السيطرة، وهذا الذي تم بسببه استدعاء الإئتلاف الدولي، ولكن هل ما يفعله في العراق وسوريا جدي؟ ليس جدياً أبداً.
• غسان بن جدو: وأنتم جزمتم أن هناك علاقات بين داعش وتركيا سواء في العراق وفي سوريا. هل تشعرون أن هناك لغزاً تركياً؟
• السيد حسن نصر الله: الموقف التركي واضح. في موضوع سوريا حتى الآن هو موقف متشدد جداً وله خلفيات كبيرة وعديدة، وأيضاً في العراق. الآن أنا ألحظ أنه قد يحصل نوع من التبدل أو التطور او التحسن في الموقف التركي على مستوى العراق على ضوء الحكومة الحالية. زيارة رئيس الوزراء التركي قبل أيام، هناك حديث عن زيارة للرئيس التركي إلى العراق أيضاً. وما عرفته عن بعض المحادثات التي حصلت في بغداد تؤشر إلى تطور إيجابي ما في الموقف التركي تجاه الأوضاع في العراق. لكن لا يوجد أي مؤشر إيجابي ما تجاه الأوضاع في سوريا. هنا المسألة مختلفة
• غسان بن جدو: لنكمل إذاً في ما يتعلق بداعش وكل هذا
• السيد حسن نصر الله: الائتلاف الدولي وداعش. حين حصلت الأحداث في الموصل وصلاح الدين الخ، أنا أوافق أن الحركة لم تكن فقط داعش وهذا قيل في الأيام الأولى وأنت يمكنك أن تراجع بعض الفضائيات العربية كيف احتفت بهذا التطور العسكري الهائل الضخم الذي حصل في هذه المنطقة..
• غسان بن جدو: حتى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين..
• السيد حسن نصر الله: أنا لا أريد أن أدخل في الأسماء لكن هناك دول وفضائيات عربية احتفلت بهذا الإنجاز “العظيم” الذي حصل. الذي حصل لاحقاً أن داعش جاء وبدأ بتصفية الحلفاء المحليين وطلبت منهم البيعة لخليفتها. ثم أخرجت من الأردن والسعودية والكويت وكردستان. هذا الموضوع هو تجاوز للخطوط الحمر. الولايات المتحدة الأميركية والدول الإقليمية توظف داعش لتخدم مشروعها وليس لتعرض مشروعها ومصالحها وحلفاءها للخطر. هنا جاء استدعاء الائتلاف. الأميركيون لم يأتوا من تلقاء نفسهم، تم استدعاؤهم من قبل حلفائهم في المنطقة. وأنا أتذكر بعض كبار القيادات والملوك والرؤساء في المنطقة قالوا علناً في التلفزيونات وفي لقاءات مع سفراء إنه إذا لم يحصل تدخل دولي سريع إن داعش سيكون بعد شهر في أوروبا وبعد شهرين في أميركا. مفهوم هذا الكلام ماذا؟ أن كل هذه الدول ستسقط بيد داعش وبالتالي هلموا لمساعدتنا. جاء الائتلاف الدولي الذي هو منظر. القوة الحقيقية هي للأميركيين والقرار أميركي. هنا نأتي لنبحث نية الأميركيين. هل يريدون القضاء على داعش في العراق وفي سوريا أو أي شيء آخر. لكي لا أطيل البحث أنا أقول هم لا يريدون القضاء على داعش في المدى المنظور، من هنا الى سنة سنتين أو ثلاث سنوات، الآن اتحدث بالمدى الزمني وسأعود للسياسة. هم يريدون احتواء داعش بحيث لا يملك القدرة للتحرك باتجاه الأردن والسعودية والكويت وأربيل ويمكن ألا يقبلوا بأن يتحرك باتجاه بغداد. رغم أن منع حركة داعش باتجاه بغداد لا يحتاج للأميركيين الآن. احتواء حركة داعش في العراق، في سوريا لا ادري ما إذا كانوا يريدون احتواءها أم لا. مثلاً لو قام داعش بالتوسع على حساب النظام هل سنشهد موقفاً مشابهاً مثلاً من منطق توسعها باتجاه أربيل؟ أنا أشك في ذلك. هم لا يريدون القضاء على داعش ولكن يبقى داعش لتوظيف شروط داعش لفرض شروط في المنطقة.
• غسان بن جدو: في المنطقة وليس في سوريا فقط؟
• السيد حسن نصر الله: سوريا والعراق والسعودية والكويت والأردن.. الخ. الأميركيون يريدون شيئاً من العراقيين، إذا اعطيتمونا ما نريده نجن جاهزون لمساعدتكم في القضاء على داعش. ما تفعله أميركا الآن في العراق ليس مساعدة في القضاء على داعش. أولاً حجم وعدد ونوع الغارات الجوية لا شيء. ما شنه التحالف منذ تشكيله إلى اليوم لا يزيد على عدد الغارات الإسرائيلية على لبنان في حرب تموز في اليومين الأولين. هذا احتواء وليس ضرباً لداعش. ثم كل العالم يعرف أن الغارات الجوية لا تستطيع أن تقضي على جهة بدون عمل بري وميداني، فكيف إذا كانت غارات متأنية ويصدر بيان أنه خلال اسبوع شنت أربع وعشرون غارة. هذا ماذا يغير في المعادلة. أولاً من خلال العمل العسكري واضح أن هذا احتواء وليس إسقاطاً، الأمر الثاني عدم تسليح الجيش العراقي على الرغم من وجود عقود. لذلك بالأمس رئيس الوزراء العراقي الدكتور العبادي في القاهرة شكا..
• غسان بن جدو: من عدم إيفاء واشنطن بتعهداتها
• السيد حسن نصر الله: عقود وأموال وإمكانات والتزامات لا تعطيها. بل تمنع، بحيث أنه لو ذهب العراق ليتسلح من دول أخرى هي تمنعه. أنا أقول لك بصراحة ما يملكه الجيش العراقي من ذخائر أو بعض سلاح أو قوات الحشد الشعبي أو حتى جزء مما تملكه القوات الكردية هو من إيران، يعني تم شراؤه أو الحصول عليه كمساعدة من إيران.
• غسان بن جدو: سلاح؟
• السيد حسن نصر الله: ذخائر ومختلف أنواع السلاح وهم لم يردوا على الأميركيين في هذا الموضوع. الأميركيون عبروا عن انزعاجهم. لا تعطيني سلاحاً ولا تدعني آخذ سلاحاً من إيران؟؟ هذا نموذج.
إذاً منع السلاح عن العراقيين، الأداء العسكري الأميركي في مواجهة داعش، كله يؤكد أن الهدف هو الاحتواء وليس القضاء. إلى أين سيوصل الاحتواء؟ إلى مساعدة العراقيين في مقابل قواعد أميركية في العراق من جديد، ومطارات وكذا وكذا.. وحصانة للجنود. بمعنى أن ما عجزت عن الحصول عليه في الاتفاقية في 2011 تريد ثمنه. الولايات المتحدة لا تأتي الآن قربة لله تعالى ومن أجل الجمعية الخيرية لتوزيع الديمقراطية وحماية الإنسان في العراق. لماذا إذاً ستقضي على داعش.
• غسان بن جدو: هذه معطيات لديكم؟
• السيد حسن نصر الله: طبعاً أنا أتحدث عن معطيات
• غسان بن جدو: طلبوا من العراقيين فعلاً قواعد جديدة؟
• السيد حسن نصر الله: يريدون قواعد والحضور ولذلك تجد هذا الصوت العراقي المرتفع الرافض لوجود قواعد وحضور ميداني.. في موضوع سوريا يقول الأميركي لماذا أريد أن أريح الرئيس الأسد من داعش. أنا أدع داعش يضغط على النظام وعلى بقية الأطراف الأخرى في سوريا إلى أن ينضج الحل السياسي الذي أنا أضع فيه شروطي والذي يناسبني. وبالتالي أي أحد بعقل استعماري استكباري استيطاني وعقل سيطرة من الطبيعي أن يتصرف الأميركيون بهذه الطريقة. وعندما اختلفوا مع الأتراك على موضوع داعش، يعني هل تصدق مهما كان عناد الأتراك بالنهاية تركيا هي عضو في الحلف الأطلسي وفي النهاية لم يستطيعوا أن يتفاهموا مع الأتراك وتسامحوا معهم. لماذا؟ لأن الهدف الحقيقي للأميركيين ليس القضاء على داعش وإنما احتواؤها ويمكن لهم ذلك دون الأتراك.
فاصل
• غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد، سماحة السيد كنا نتحدث قبل الموجز عن داعش والإئتلاف وتركيا، عندما تقول الخارجية الأميركية سماحة السيد في بيان رسمي إن المفاوضات ينبغي أن تمضي قدماً ومع الرئيس الأسد رغم موقف الولايات المتحدة الأميركية من شرعيته، أولاً كيف تقرأ هذا البيان الأميركي الرسمي الجديد وهل يؤثر على الموقف التركي؟
• السيد حسن نصر الله: ماذا تريد بالذي يتحدث به جون كيري والذي يقوله أوباما في الإعلام، في الكواليس وفي الرسائل حتى مع بعض الدول الإقليمية،بالنسبة للإدارة الأميركية إذا كان المطلوب في النهاية الوصول إلى الحل السياسي هي غير مهتمة ببقاء الرئيس الأسد أو ذهابه. أي في العمق الأميركيون يصلون إلى مكان بأن ذهاب الرئيس الأسد ليس شرطاً للحل السياسي.
• غسان بن جدو: هذا قالوه؟
• السيد حسن نصر الله: نعم، دعني أقول لك هذا المعنى، أننا لسنا مهتمين في إطار أي حل سياسي ببقاء الرئيس الأسد أو رحيله. هذا عمق وحقيقة الموقف الأميركي. وهذا لم يأت بدون ثمن..
• غسان بن جدو: متى هذا الكلام؟
• السيد حسن نصر الله: هذا كلام عمره خلال الشهرين الماضيين..
• غسان بن جدو: جديد إذاً
• السيد حسن نصر الله: جديد نعم..
• غسان بن جدو: أبلغوا الإيرانيين؟
• السيد حسن نصر الله: دعني لا أقول لمن أبلغوه. الذي يضع هذا الشرط أنا برأيي حتى المعارضة لو خليت ونفسها، لأنهم يعرفون ما هي الأفق والإمكانات، في النهاية هذه المعارضة ليس لديها مشكلة أن تصل إلى حل تكون فيه شريكة مع الرئيس الأسد في إدارة سوريا. الذي يصر على رحيل الرئيس الأسد هي دول إقليمية، يعني تركيا السعودية، قطر إذا أجرينا لها حساباً إلى جانب هذه الدول في المعادلة. ولكن أنا اعتقد نتيجة التطورات في أوروبا وغير أوروبا أن المجتمع الدولي سيصل إلى نتيجة تقول لا حل في سوريا إلا مع الرئيس الأسد ودون شرط ذهاب الرئيس الأسد. إذا أنتجت تسوية بقاء الرئيس الأسد، المجتمع الدولي سيقبل هذه النتيجة.
• غسان بن جدو: هل عندما يتحدثون بهذا المعطى عندهم معالم تسوية ومفردات معينة من أجل التسوية وماذا يريدون؟
• السيد حسن نصر الله: هناك معالم، أنا أقول لك بعض الأفكار المطروحة عند بعض الدول الإقليمية..
• غسان بن جدو: أي تركيا والدول العربية؟
• السيد حسن نصر الله: بعض الدول العربية بدون تركيا، أنه يمكن أن يحكى عن حل يقول ما يلي بقاء الرئيس الأسد في ولايته ويسكتون عما بعد الولاية لجهة ترشحه او عدم ترشحه
• غسان بن جدو: أي الولاية المقبلة بعد سنوات؟
• السيد حسن نصر الله: يعني استمرار الولاية الحالية، تشكيل حكومة وحدة وطنية من القيادة الحالية وأطراف المعارضة المقبولة المعتدلة. لا أحد يطرح أن يكون داعش والنصرة جزءاً من الحكومة مثلاً ولا أفترض أن داعش والنصرة جاهزين بحسب تركيبتهما وعقيدتهما وفهمهما. ثالثاً تشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور والإصلاحات ونفتح باب الحوار على إصلاحات. ويمكن للبعض أن يتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة مثلاً. هناك معالم لحل من هذا النوع. أو مثلاً أن تبقى صلاحيات الرئيس ولكن يفوض جزءاً من صلاحياته لحكومة وليس كلها لأن هذا لم يقبل سابقاً. يفوض جزءاً من صلاحياته لحكومة الوحدة الوطنية..
• غسان بن جدو: جزء من صلاحياته الأمنية والعسكرية؟
• السيد حسن نصر الله: كلا، الرئيس في سوريا لديه صلاحيات واسعة، جزء من صلاحياته غير الأمنية والعسكرية. القيادة العامة للقوات المسلحة من جيش وقوى أمن تبقى عند الرئيس والأمور الأخرى يعطي جزءاً كبيراً أو معتداً به لصلاحيات حكومة وحدة وطنية. هناك بعض القوى الإقليمية تفكر بهذه الطريقة. لا أقول إن هذا وصل إلى مستوى المبادرة الجدية لكن هناك مسودات من هذا النوع موجودة. أنا معلوماتي مثلاً أن إحدى الدول الإقليمية، ولا تطلب مني أن اسمي، غير تركيا والتي هي الأشد بموضوع سوريا وصل معها الحال أن تقبل بحل في سوريا ببقاء النظام والجيش وحزب البعث وليس لديها نقاش حتى في طائفة الرئيس والشرط الوحيد لديها هو أن يذهب الرئيس الأسد..
هذا لم يعد كلاماً سياسياً هذا أصبح موضوع أحقاد شخصية. هذا لم يعرض على السوريين طبعاً ولكن قيل في لقاءات بين دول وعلى مستوى عال وهذا يعبر، طبعاً أنا رأيت فيه أمراً إيجابياً، وهو أن هذه الدولة الإقليمية المعنية بدرجة كبيرة وصلت إلى مرحلة من اليأس والإحباط والقناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً من الواقع الموجود في سوريا ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئاً على النظام.
• غسان بن جدو: يعني هذه الدولة العربية القوية المتشددة التي أنا أقول إنها المملكة العربية السعودية وليس أنتم، مستعدة لكل هذه المسائل، يبقى كل شيء حتى طائفة الرئيس ما عدا شخص الأسد؟
• السيد حسن نصر الله: أنا لا أقول ما أقول، أنا أقول الدولة التي أقصدها قالت ذلك، قيل هذا لمسؤولين كبار في المجتمع الدولي أنه في حال حصول هكذا حل نحن مستعدون للذهاب باتجاهه.
• غسان بن جدو: هذا الكلام الأميركي أن لا مشكلة لأميركا مع بقاء الرئيس الأسد هل سيؤثر على الموقف التركي بمعنى تدخل تركيا في الحل السياسي ولا تضع شرطاً جازماً بأن الرئيس الأسد ينبغي أن يذهب؟
• السيد حسن نصر الله: قد يؤثر ولكن ليس بهذه السهولة، الموضوع يحتاج إلى المزيد من الوقت، لا أتصور أننا في الأشهر القليلة المقبلة أمام حل سياسي ولكن أستطيع أن أقول إننا أمام خطوات تمهد لحل سياسي. هناك حراك ما، حراك إقليمي ودولي. لا يستطيعون أن يتركوا أكثر من ذلك الوضع في العراق وسوريا كما تركوه في السابق. يعني اللعبة كما يستخدمون في أدبياتهم انتهت. والآن ليس فقط أصابع اللاعبين بدأت تحترق بل أيديهم بدأت تحترق. النار بدأت تصل إلى عيونهم ووجوههم.
• غسان بن جدو: هناك معطى آخر سماحة السيد، الإيراني الآن هو الذي بدأ يكسب، أليس على أساس أن هدف كل حصار سوريا والعراق هو رأس الأفعى إيران، بأدبياتهم. بمعنى آخر أن هذه الأطراف التي كانت موجودة الآن تخسر والذي يكسب على الأرض وسياسياً هو إيران؟
• السيد حسن نصر الله: المشروع في سوريا والعراق والمنطقة فشل.. كان هناك مشروعاً ضخماً
• غسان بن جدو: هل صحيح أنكم قلتم لبوغدانوف عندما التقيتموه أن الرئيس بشار الأسد خط أحمر؟
• السيد حسن نصر الله: في الكلام الدبلوماسي لا نتكلم بهذه الطريقة ولكن ما نقوله هو أن أي حل في سوريا بمعزل عن الرئيس الأسد هو غير ممكن. هذا أولاً. ثانياً نحن نعتقد جازمين بأن أي حل سياسي ضمانة تطبيقه وإجرائه بعد كل هذه الحرب والدماء والصعوبات والجراحات التي خلفتها الحرب على سوريا، ضمانة إجرائه هو الرئيس بشار الأسد. هذا قلته لبوغدانوف وإن أي حل على حساب الرئيس الأسد هو ليس حلاً. ثم لنتكلم بصراحة، لماذا تريد أن تعطي في السياسة لهذه الدول ما عجزت عن أخذه في الحرب؟ ومن هو الرئيس الذي يبحثون عنه والذي يشكل ضمانة لبقاء سوريا حيث هي وفي موقعها. لا توجد أي ضمانات من هذا النوع ونحن في اعتقادنا أن الرئيس الأسد هو الذي يشكل الضمانة الحقيقة الوحيدة حتى لتطبيق الحل السياسي إن تم التوصل إلى حل سياسي. هذا ما قلته له. في النتيجة خط أحمر ولكن لست أنا من يرسم لروسيا خطوطاً حمراء.
• غسان بن جدو: لأنه نقل عن لسانك أنك قلت لبوغدانوف ان الرئيس الأسد خط أحمر؟
• السيد حسن نصر الله: أنا لا أذكر إذا استخدمت هذه العبارة لكن هذا المضمون صحيح. أنا قلت رأيي بأنه حتى روسيا تخسر إذا تخلت عن الرئيس الأسد. وهي طبعاً ليست في وارد التخلي وكل معلوماتي تقول هذا.
أنا أقول لماذا انتهت اللعبة، هذا العراق الآن القوات العراقية في الكثير من الجبهات ودون الحاجة إلى التحالف الدولي غيرت المعادلة الميدانية، الآن داعش الذي بدا للوهلة الأولى أنها تمتلك حاضنة شعبية في الموصل وصلاح الدين والأنبار بدأ يفقد هذه الحاضنة الشعبية. لا يستطيع لأحد أن يحافظ على حاضنة شعبية وهو يقتل من العشيرة السنية الفلانية ألفاً ومن العشيرة السنية 700 ومن العشيرة السنية الثالثة 1200. لا يستطيع الإبقاء على الحاضنة الشعبية. لعبة ورقة داعش انتهت بمعنى أن قدرتها على تغيير المعادلة. الآن ما يفعله داعش في العراق وسوريا هو إلحاق الأذى ولكن هو لم يعد يستطيع فرض معادلة سياسية ومعادلة ميدانية.
• غسان بن جدو: لا في العراق ولا سوريا؟
• السيد حسن نصر الله: لا في العراق ولا سوريا. لا يستطيع أن يفعل ذلك. وبالتالي الاستفادة من داعش انتهت. الآن من خلال الاحتواء هم يريدون فرض شروط على العراقيين وعلى السوريين. مزيداً من ابتزاز دول الخليج مالياً واقتصادياً ونفطياً الخ.
• غسان بن جدو: تقومون بمساع في سوريا والعراق. الآن في البحرين موقفكم يبدو متشدداً ضد الحكم هناك، لم نر أنكم يمكن أن تطرحوا حلولاً ويمكن أن تقوموا بدور ما؟
• السيد حسن نصر الله: من اليوم الأول للحراك في البحرين الذي أعود وأؤكد أنه حراك سلمي وما زال كذلك. الإخوة في البحرين أي المعارضة البحرينية بأطيافها المختلفة وتعرف أن الكثير من قياداتهم في السجون قبل الشيخ علي سلمان، هناك شخصيات مركزية في البحرين موجودة في السجون منذ بداية الحراك. نحن قبل الحراك لدينا علاقاتنا في العالم العربي والإسلامي بفعل موضوع المقاومة، بعد بدء الحراك كان واضحاً السقف أو الأسلوب جرى اتصال معنا بأن الأفق هو إستعداد المعارضة لإجراء حوار مع السلطة. وطلب إلينا المساعدة في الموضوع. في ذلك الوقت ومن خلال صداقاتنا سواء مع أحزاب أو شخصيات أو علماء أو مع دول كانت لنا علاقات معها أو ما زالت لنا علاقات معها، قمنا بالحراك وطلبنا من هذه الدول وهذه الجهات أن تتصل بالحكومة البحرينية لإقناعها وتشجيعها أو للضغط عليها على تفاوت بأن تستجيب وتجري حواراً مع المعارضة والحراك السلمي وتنظر بواقعية وموضوعية للمطالب. مثلما تحدثنا عن سوريا في البدايات، هناك عدد من الدول لن أسميها لأن موضوع البحرين حساس قليلاً، سعت وعملت وفي بعضها قيادات مركزية ولاحقاً أرسلت لي جواباً بأنه لا إمكانية وبأن الحكومة البحرينية والملك وولي العهد ورئيس الوزراء الذي هو بالمناسبة موجود في منصبه منذ أربعين سنة، هذه الديمقراطية التي عندنا في المنطقة، أنه لا إمكانية لديهم وأن الحل الوحيد في البحرين هو عودة الناس إلى بيوتهم. الإخوة في إيران أيضاً بذلوا جهوداً على هذا الصعيد وتحدثوا مع الأتراك وكانت لا تزال العلاقات التركية المصرية السعودية ممتازة جداً في البدايات. والسيد داوود اوغلو عندما كان وزيراً للخارجية ذهب إلى المنامة وعاد بخفي حنين. أكثر من ذلك خلال الزيارة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية عندما ذهب وزير الأمن الإيراني سماحة الشيخ حيدر مصلحي إلى السعودية والتقى مع ولي العهد الراحل الأمير نايف كان هناك حديث حول البحرين وكان الجواب السعودي أن الحل في البحرين هو أن يعود الناس إلى بيوتهم. كل العالم يأتي ليقول نريد حواراً في سوريا يعني يسلم بمبدأ الحل السياسي، أولاً في سوريا يسلمون بالأزمة، يسلمون بمبدأ الحل السياسي، يسلمون بمبدأ الحوار والخلاف على الشروط. في البحرين لا أحد يعترف أن هناك مشكلة ولا أحد يقبل أن هذه المشكلة تحتاج حلاً ولا أحد يقبل إجراء حوار لحل المشكلة. لذلك نحن لم نترك هذا الموضوع وكان لدي اهتمام شخصي به. لم نترك باباً من دول يمكن أن نتكلم معها وكذلك الجمهورية الإسلامية في إيران لأن إيران تحدثت مع حكومة المنامة ولم تصل إلى نتيجة وحين تطالب يقولون لها هذا تدخل في الشأن الداخلي. وهناك حساسية بين البحرين وإيران وقصص التاريخ والجغرافيا.
إرادة البحرينيين أن يكملوا هذا الحراك والبيان الصادر عن سماحة الشيخ عيسى القاسم وعن بقية قيادات المعارضة وجهات المعارضة في الأيام الأخيرة تؤشر الى اصرار على استمرار الحراك ودعوا الحكومة إلى أن تيأس من هذا الموضوع وأنهم مستمرون حتى لو أخذ الموضوع وقتاً.
• غسان بن جدو: سماحة السيد هل لديكم علاقة مع “أنصار الله” في اليمن؟ علاقة ميدانية؟
• السيد حسن نصر الله: كلا، لدينا علاقة سياسية هناك تواصل معهم كما هو موجود مع الكثير من الحركات الموجودة في العالم العربي
• غسان بن جدو: قيل بأن لديكم أيضاً خبراء عسكريين هناك وكانوا مشاركين في الحملات العسكرية الأخيرة؟
• السيد حسن نصر الله: كلا هذا غير صحيح. قبل الأحداث ذهب بعض إخواننا إلى هناك وكانت هناك علاقة جيدة من قبيل نقل التجربة وهذا أمر غير مخفي. لكن منذ وقت طويل لا يوجد أحد من إخواننا في اليمن
• غسان بن جدو: منذ وقت طويل، منذ متى؟
• السيد حسن نصر الله: يمكن أن تتحدث منذ سنة ونصف او سنتين
• غسان بن جدو: أي الحركات التي قام بها “أنصار الله” لا علاقة لكم بها؟
• السيد حسن نصر الله: كلا، هذا قرارهم حتى محاولة نسب هذا الأمر إلينا أو إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير صحيح
• غسان بن جدو: إيران لا علاقة لها أبداً؟
• السيد حسن نصر الله: ابداً،
• غسان بن جدو: لم يكن رداً على ما فعله داعش في الموصل؟
• السيد حسن نصر الله: هذه تحليلات، ولكن ما حصل في اليمن سواء في صنعاء وقبل صنعاء وبعدها هو قرار يمني داخلي بحت مرتبط بحركة “أنصار الله” وقائدها وقيادتها وجمهورها وأحداث وتطورات ومطالب وأداء له علاقة بالحكومة وما فرضته من شروط وله علاقة بموضوع الحوار والموضوعات الأمنية الميدانية. بل أنا اقول لك أكثر من ذلك، حتى على مستوى حركة أنصار الله لم يخططوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه. الأحداث في اليمن تدحرجت، في بداية الأحداث في الحقيقة تم استضعاف حركة أنصار الله والهجوم عليها لاستئصالها من إحدى المحافظات. فهي قامت برد فعل ودافعت عن وجودها وانتصرت في المعركة وأصبحت على بوابات صنعاء. ثم أتت إجراءات الحكومة التي يسمونها الجرعة التي طالت كل الشعب اليمني. أتى أنصار الله وتبنوا المطالب الشعبية وذهبوا للتظاهر. ضربت المظاهرة فذهبوا باتجاه السيطرة على صنعاء. انا معلوماتي أن حركة أنصار الله لم تجلس في اليوم الأول ووضعت خطة للسيطرة على هذه المحافظة أو صنعاء أو استغلال هذه الظروف..
• غسان بن جدو: أنتم تؤكدون أن لا علاقة ميدانية لإيران بما يحصل في اليمن؟
• السيد حسن نصر الله: لا أبداً.. ولا نحن. هذه حركة يمنية داخلية حقيقية ذاتية. نعم عندما يكون هؤلاء محسوبين أنهم أصدقاؤك وإخوانك وفي الموقف العام بما يتعلق بالنظرة للمشروع الأميركي والمشروع الصهيوني والقرب النفسي والعاطفي، بالتأكيد هذا سجل انتصاراً لكل أصدقاء “أنصار الله”.
• غسان بن جدو: أنا أعرف أننا أطلنا عليك سماحة السيد ولكن هذا هو حوار العام ما يزال لدينا بعض الوقت قبل أن ندخل وأنهي تماماً مع الملف اللبناني. هناك موضوعان موضوع يتعلق بالإخوان وموضوع يتعلق بمصر. الآن مصر وكأنها تريد أن تعود وتقوم بدور إقليمي ما. تعود مصر لتلعب دورها في الساحة العربية وربما الملف السوري يكون بوابة لهذا الأمر. وبيان الخارجية الأميركية أثنى وأشار بإيجابية بالغة إلى دور مصري ما. هل أنتم مع استعادة مصر لدورها بأن تكون لاعباً عربياً وإقليمياً جدياً أم تريدونها بمنأى عن كل هذه الأمور؟
• السيد حسن نصر الله: من المفيد أن تعود مصر وتلعب دوراً إقليمياً وعربياً بل على مستوى المنطقة كلها. حتى الجمهورية الإسلامية عندما سعت إلى علاقة مع مصر على قاعدة أنه حين تكون هناك قوى إقليمية كبيرة ووازنة وحقيقية من خلال التواصل والحوار يمكن التعاون في ما بينها لحل مشكلات المنطقة. كل دور إيجابي يمكن أن تقوم به دولة إقليمية لمصلحة حل المسائل ولم الخلافات ومعالجة الجراحات التي أحدثتها السنوات الماضية هو دور إيجابي وندعو إليه.
• غسان بن جدو: هل يمكن أن تكون القاهرة بوابة مقبولة من قبل الجميع لإخراج حل سياسي في سوريا؟
• السيد حسن نصر الله: ممكن..
• غسان بن جدو: تقبلونه وتشجعونه؟
• السيد حسن نصر الله: بالنسبة لنا لا مانع لدينا إذا قامت مصر اليوم بأي مبادرة لمعالجة الموضوع السوري. لا مشكلة في ذلك.
• غسان بن جدو: إيران هل يمكن أن تقبل بأن يكون الإخراج لمصر؟
• السيد حسن نصر الله: إيران تريد حلاً، إذا مصر أو السعودية أو تركيا أتت لتقوم بحل الإتكال على الله، هناك هدف بالنسبة لإيران بأن يحصل حل وتنتهي الأزمة في سوريا والعراق والمنطقة. أي قوة إقليمية قادرة أن تفعل شيئاً إيجابياً في هذا الاتجاه أنا أجزم لك أنها سوف تجد في المقابل يداً إيرانية ممدودة.
• غسان بن جدو: في العام 2014 حركات الإخوان المسلمين بشكل عام تراجعت، ربما الكبوة المصرية كانت مؤثرة بشكل كبير والثغرة الوحيدة هي في تونس بحيث استطاعت حركة النهضة أن تنقذ وضعها وأن تنقذ حتى البلد وتكون أكثر ذكاء. لديكم علاقات مع الإخوان أم انتهت؟
• السيد حسن نصر الله: ليس لدينا الآن أي اتصال.
• غسان بن جدو: بسببكم أم بسببهم؟
• السيد حسن نصر الله: حتى أيام حكم الإخوان في مصر ووصولهم إلى السلطة، لم تفتح الأبواب.
• غسان بن جدو: انتم طرقتم الأبواب؟
• السيد حسن نصر الله: نعم لم يفتحوا الأبواب ربما كانت لديهم حساباتهم. هناك شخصيات من الإخوان المسلمين مثلاً كانت ولا تزال موجودة خارج مصر، توجد علاقات شخصية بينها وبين بعض إخواننا لكن لا يمكن وصفها بعلاقة بين حزب الله والإخوان المسلمين.
• غسان بن جدو: هم امتنعوا يعني؟
• السيد حسن نصر الله: نعم، نحن لم تكن لدينا مشكلة بأن نجري اتصالاًوهذا قبل تدخلنا في سوريا حتى لا يقال إن هذا سببه التدخل في سوريا. هذا قبل التدخل في سوريا.
• غسان بن جدو: حتى مع إيران؟
• السيد حسن نصر الله:حتى مع إيران، أو في الحد الأدنى مع إيران تعاملوا بجفاء.. وأنا أعيد هذا إلى قراءة. هم في النهاية كانوا يفترضون أن يسيطروا في المنطقة ويمسكوا حكومة هنا ورئاسة هناك، هذا فهمي لما جرى وأريد أن أجد لهم حجة لأني لم أسمع منهم شيئاً، وبالتالي قالوا دعونا لا نفعل شيئاً يثير حساسية الأميركيين أو السعوديين على سبيل المثال فكانوا يفترضون أن أي اتصال أو علاقة مع أي دولة أو جهة قد تؤدي إلى إثارة حساسيات من هذا النوع أو تشير إلى قيام حلف مثلاً أو محور مقاومة جديد أو حلف إسلامي جديد أو ما شابه لا نريد أن نثير الشبهات لنبقى بعيدين. إذا أردت أن أحسن الظن هذا ما استخلصه.
• غسان بن جدو: هذا للتاريخ سماحة السيد، إيران لماذا لم تقدم على خطوات، عدا زيارة الرئيس أحمدي نجاد والتي لم تكن ناجحة بالمناسبة كثيراً بل أهين الرجل هناك، لماذا لم تقدم على عمل عيني، في ذلك الوقت مصر الإخوان المسلمين كانت تعاني مشكلة اقتصادية وكانت تريد حتى أخذ قرض من صندوق النقد الدولي، لماذا إيران لم تعرض عليهم المساعدة؟
• السيد حسن نصر الله: سدّت عليها الأبواب. الحكومة الجديدة في زمن الرئيس مرسي لم تفتح الأبواب. مصر بالنسبة لإيران مهمة جداً..
• غسان بن جدو: نحن لا يمكن سماحة السيد أن نتحدث عن كل الدول ولا نتحدث عن إيران، في نهاية الأمر هي حليفكم، هل تشعرون أن إيران رغم كل تقدمها على الأرض تعاني مشكلة نتيجة عدم تقدمها في الملف النووي وقد ينسحب على وضعها الداخلي، هل هذا التشريح هو دقيق أم مبالغ به؟
• السيد حسن نصر الله: إيران تعاني عقوبات اقتصادية ومالية هذا صحيح ولا يستطيع الإنسان أن يتنكر لذلك أو يكابر، لكن هذه العقوبات على إيران هي منذ سقوط الشاه، العقوبات والحصار والحرب المفروضة عليها وما بعد الحرب كذلك. نسبة لأي وقت مضى إيران في أفضل حال. الملف النووي هو ملف للضغط على إيران وإلا فإن إيران قدمت كل الضمانات المطلوبة والمنطقية لأن يكون الملف سلمياً. هذا فقط للضغط على إيران لكي يأخذوا أموراً أخرى في مجالات أخرى، أو للضغط على إيران للتأثير على استراتيجيتها واستقلالية قرارها. أهم ميزة في إيران هي استقلالية القرار. إيران لا تتبع في قرارها لأحد في الدنيا. عندها مؤسسات وعندها قائد ورئيس جمهورية ومجلس وزراء ومؤسسات حقيقية. تجلس وتناقش وتقرر. العالم خصوصاً الأميركيون والغرب لا يتحملون أن تكون هناك دولة في المنطقة غنية وقوية ومؤثرة وإقليمية وصاحبة قرار مستقل. هذه واحدة من المشاكل الأساسية لذلك هناك ضغط على إيران في هذا الموضوع. أحياناً أقرأ عند اللبنانيين وبعض العرب وأضحك، بعض الكتاب والمعروفين أن هذه تنتظر الملف النووي الإيراني، مثلاً الرئاسة في لبنان، لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، أو الملف الإقليمي والعراق وسوريا، هناك أمر تحدثت به سابقاً وأنا على يقين والمسؤولون الإيرانيون عادوا وقالوا لي، على الطاولة هناك قرار إيراني حاسم مع دول الخمسة زائداً واحداً وكل الدنيا، تريدون الحديث معنا نتحدث في الملف النووي فقط، لا نقبل أن يوضع على الطاولة الملف النووي وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، الإيراني لا يقبل وهذا دليل قوته وحكمته، لأنه حين يضع هذه الملفات في عرض واحد ماذا سيفعل؟ ليحصل على حقه الطبيعي في النووي، يجب أن يقدم تنازلات على حسابات قناعاته وعقيدته وحلفائه في كل الملفات الأخرى وهو ليس مضطراً لذلك لأنه يأخذ حقه الطبيعي. لذلك أنا أطمئن كل الناس الدول والأصدقاء والأعداء والأخصام في الملفات السياسية أن لا شيء آخر يناقش مع الملف النووي الإيراني ولن يناقش. الإيراني هذا قراره، ينتهي الملف النووي وتأخذ إيران حقها الطبيعي، هناك ملفات أخرى في المنطقة يريد العالم أن يناقشنها بها ونستطيع أن نساعد بها نحن جاهزون..
• غسان بن جدو: ألا تستنزف إيران بهذا الضغط؟ حتى أسعار النفط الآن انهارت ووصلت للمرة الأولى إلى أقل من خمسين دولار؟ ألا يتم اللعب مع إيران الآن لعبة حافة الهاوية في النهاية؟ كأن إيران مضطرة لأن تتنازل؟
• السيد حسن نصر الله: هذه من تبعات إصرار أي بلد على الحفاظ على استقلاله. الموضوع ليس موضوعاً نووياً. الموضوع النووي هو الحجة. الموضوع الحقيقي هو الذي ذكرته لك. التدخل في القرار الإيراني ليس فقط القرار السياسي بل الأمني والاقتصادي والثقافي والاجتماعي. إيران من أجل الحفاظ على استقلالية قرارها حاربت منذ سنين، وصمدت في وجه العالم وتصمد إيران. الآخرون ينهارون قبل أن تنهار هي. هي لن تنهار، نعم هي تعيش على النفط ولا شك أن النفط مؤثر ولكن كم مضى على العقوبات؟ عدة سنوات. الآن إيران تملك عشرات مليارات الدولارات في البنوك الخارجية ولكنها لم تقع ولم تسقط. يتم الضغط عليها صحيح، ولكن قدرتها على التحمل عالية جداً. وتستطيع أن تسجل علي أن كل الذين يخططون بالنفط وغير النفط وبالعسكر ومن دول كبرى وإقليمية، اكتب عندك، ستنهار وإيران سوف تبقى واقفة. لا أنجم كوننا في آخر السنة.. في القراءة والمعطيات والأسباب والعوامل في كل شيء هؤلاء سينهارون أما إيران فمستقبلها واعد جداً على مستوى المنطقة والعالم. وهذا لن يسقطها ولن يوقعها وقدرتها على الصمود والوقوف والتطور قدرة عالية. أنا لا أتحدث معنويات فأنا أعرف إيران جيداً. يمكن أنا أكثر عربي يعرف إيران.
• غسان بن جدو:ونحن نعتقد أنك أكثر عربي يعرف إيران هذا صحيح. تعلم نجم النجوم الساطع نجمه الآن حتى إن مجلة “نيوزويك” أفردت له صفحة كاملة على الغلاف هو الجنرال قاسم سليماني. تعرفه هذا الرجل سماحة السيد؟
• السيد حسن نصر الله: طبعاً. هو أخ عزيز وحبيب وصديق وقريب. نعم أعرفه جيداً.
• غسان بن جدو: هو قريب؟ هناك علاقات..
• السيد حسن نصر الله: طبيعي جداً، الحاج سليماني هو قائد قوة القدس، قوة القدس مهمتها ماذا؟ مهمتها الأساسية هي مساعدة حركات المقاومة في المنطقة. اسمها قدس. وفي طليعة حركات المقاومة في المنطقة موجود حزب الله. فمن الطبيعي والمنطقي جداً أن يكون الأقرب والأوثق والأعرف في العلاقة معه.
• غسان بن جدو: لماذا هذا التركيز من قبل الإعلام العالمي عليه بشكل كبير؟
• السيد حسن نصر الله: في النهاية قوة القدس تشكل الخط الأمامي أو رأس الحربة في حركة الجمهورية الإسلامية وقدرتها على إسقاط المشاريع ومساعدة حلفائها في المنطقة. مثلاً حين جرى ما جرى في العراق، سقطت الموصل، سقطت صلاح الدين وجزء من ديالى وداعش أصبح على طريق بغداد وصار يحكي عن إسقاط بغداد، طبيعي جداً أن أول من جاء إلى بغداد بعد ساعات قليلة جداً من الحدث هو الحاج قاسم سليماني نفسه مع طاقمه وهذا كل العراقيين والعالم كله يعرفه جيداً والأميركيون أيضاً. فجاء الرجل مع إخوانه وطاقمه وهو له علاقات قوية ومتينة داخل الوضع العراقي واتصل بفصائل المقاومة المختلفة واتصل بالحكومة العراقية وصار هناك تنسيق لعمل هذا الحشد الشعبي وبدأ الاستنهاض وصدرت فتوى آية الله العظمى السيد السيستاني التي جعلت كل الناس يأتون، وكان هناك إطار اسمه الحشد الشعبي قد حضر لاستيعاب هذا الوضع وبدأت المواجهة. هذه الحركة السريعة هي التي أوقفت داعش. من الذي أوقف داعش؟ الأميركيون؟ الائتلاف الدولي؟ داعش وقف في الأيام الأولى وقبل أن يأتي الأميركيون وقبل أن يتحرك كل الوضع الدولي والإقليمي. من أوقف داعش هم العراقيون أنفسهم وبمساعدة الإخوة الإيرانيين الذين كان لديهم دور قيادي واستشاري ولوجستي وفتحوا للإخوة العراقيين أبواب مخازنهم من سلاح وذخيرة وإمكانات ومدافع وقذائف وإلا فإن مخازن العراقيين كانت خالية فالأميركيون لم يعطوهم سلاحاً أو ذخائر. حين أسقطت هذه الحركة في العراق مشروعاً كان يعد له، من كان الأساسي في إسقاط هذا المشروع؟ أحد العوامل الأساسية هو شخص الحاج قاسم ومبادرته وحضوره وفاعليته وعلاقاته وحضوره الميداني المباشر في الخط الأمامي للجبهة. طبيعي لذلك أن يكون تحت الضوء وموضع اهتمام إعلامي كبير جداً. هذا مثل العراق وهكذا في ساحات أخرى
• غسان بن جدو: سماحة السيد في ما يتعلق بلبنان طالما نتحدث الآن عن الحوار، الحوار الآن مع تيار المستقبل، ما أفقه بالنسبة لحزب الله؟
• السيد حسن نصر الله: نحن منذ البداية اتفقنا مع قيادة التيار أو من كان يفاوض عنها برعاية دولة الرئيس نبيه بري لأنه هو دخل على هذه التفاصيل طبعاً وإن كان في البداية الرئيس بري والاستاذ وليد جنبلاط حتى ننصف الرجل، هو بذل جهداً اساسياً في هذا الاتجاه. لكن لاحقاً العناوين والتحضير المباشر لبدء الحوار الرئيس بري أخذ الملف وعمل فيه بشكل أساسي وتفصيلي ويرعاه الآن. نحن اتفقنا على ما يلي وهذا تحدثت به في الخطاب، أنه إذا أردنا الآن أن نتفق على الوضع الإقليمي والدولي والقضايا الاستراتيجية لن نصل إلى نتيجة وبلدنا وضعه صعب، ولكن إذا استطعنا أن نتحاور سقف الحوار ما هو؟ حفظ البلد ومنع انهياره والاستقرار في البلد، ووقف الاحتقان والتوتر وصولاً إلى التعاون. في حال نستطيع أن نتعاون في موضوع الرئاسة فلنتفضل لكي نتعاون، وكذلك بالنسبة لتفعيل عمل الحكومة وقانون الانتخابات وكل ما نستطيع أن نتعاون فيه. هذا السقف معقول ومنطقي ونستطيع أن نصل فيه إلى نتائج. انا شخصياً متفائل جداً طالما هناك إرادة جدية عند الطرفين. هناك تجربة لا بأس بها نجحت، نحن والحزب التقدمي الاشتراكي أنه في لبنان نتعاون وفي سوريا نحن مختلفون، كل واحد فليقل ما يريد، موقفنا في سوريا يختلف 180 درجة عن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي، في الموقف والأدبيات والممارسة. يعني إذا اختلفنا في سوريا هل نتقاتل في لبنان؟ إذا استطعنا أن نحيد بلدنا ونحميه ونتفاهم عليه ونعالج مسائله وقضاياه. هل يجب أن نخرب لبنان لأننا مختلفون في سوريا. منهجيتنا منذ اليوم الأول في الأحداث في سوريا كانت ليس النأي بالنفس ولكن تحييد لبنان عن الصراع القائم في سوريا. وكان هناك التباس بين الأمرين، ولذلك أنا في خطاب المقدمة الخاص بالقصير وبعض الناس اعترضوا على هذا الخطاب، حين قلت نريد ان نتقاتل فلنذهب الى سوريا لنتقاتل، هناك قتال في سوريا وليس أنا من أوجد القتال في سوريا. أنت مع المعارضة تريد أن تقاتل قاتل معها هناك، أنا مع الطرف الآخر أريد أن أقاتل أذهب لأقاتل هناك. ولكن ليس أن أكون مع النظاموأنت مع المعارضة فنقاتل بعضنا في لبنان، اذا استطيع أن احيد لبنان لماذا أخربه اذاً؟ هذا كان منهجنا منذ اليوم الأول.
الآن بموضوع المستقبل، إذا استطعنا تخفيف الاحتقان وتفاهمنا، ونحن قادرون أن نتفاهم، نحن عملنا في حكومات سابقة مع بعض وتفاهمنا على الكثير من الملفات. ما المشكلة. إما ان نتفق على كل شيء أو نتقاتل؟
• غسان بن جدو: ما هو الأفق بالنسبة لحزب الله والذي يأمل الوصول إليه من خلال هذا الحوار مع تيار المستقبل؟
• السيد حسن نصر الله: وقف الاحتقان والتوتر وهذا أنجز بدرجة كبيرة جداً. تصور أنت مثلاً أن التفجيرين الانتحاريين العدوانيين على أهلنا في جبل محسن المظلومين وقعا في مناخ مختلف، كانت ستشتعل طرابلس والمنطقة أيضاً. إذاً جزء كبير من الاحتقان تعالج ويمكن معالجته. ثانياً تفعيل الحكومة وعدم السماح بإسقاطها خصوصاً في ظل غياب رئيس. ثالثاً مكافحة الإرهاب الذي يستهدف الجميع وليس طائفة أو حزباً معيناً أو جماعة معينة. داعش والنصرة ضد الكل.
مكافحة الإرهاب إذا ملف نستطيع أن نصل فيه إلى نتائج. الحكومة الجديدة والتعاون الأمني أيضاً أثر إيجاباً على الأمن في البلد. اليوم أين السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية؟ باستثناء ما حصل في منطقة جبل محسن. هذا لا يعني أننا في الموضوع الأمني نعتقد أنه لن يحصل شيء على الإطلاق. لا أحد يستطيع أن يعطي هكذا وعداً للبنانيين، لكن بالتأكيد التقارب والتواصل وتفعيل الحوار والحكومة والتعاون الثنائي أيضاً يعزز الموضوع الأمني.
• غسان بن جدو: لا يوجد نقاش حول ملف الرئاسة؟
• السيد حسن نصر الله: الآن كلا..
• غسان بن جدو: بطلب منكم أو المجال مقفل؟
• السيد حسن نصر الله: فعلياً حتى لو صار حوار على موضوع الرئاسة سأقول لك ماذا سيحدث. إذا هم قالوا فلنتحدث بموضوع الرئيس سنقول لهم حسناً هناك شخص اسمه العماد ميشال عون يمثل أغلبية مسيحية أكبر كتلة مسيحية حتى على المستوى الشعبي في استطلاعات الرأي هو الأول. ويحظى بتأييد حلفاء أساسيين. مثلاً من الشخصيات السياسية المطروحة في الموضوع الرئاسي سليمان فرنجية، الوزير فرنجية يقول أنا مع الجنرال عون رئيساً للجمهورية. هناك الجنرال تفضلوا، اذا كنتم تقبلون به فلنذهب كلنا إلى مجلس النواب ولننتخبه. عندكم نقاش الطرف المعني بهذا النقاش هو شخص الجنرال عون.
• غسان بن جدو: هل يمكن أن تصلوا إلى ورقة تفاهم بينكم وبين تيار المستقبل على غرار ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر؟
• السيد حسن نصر الله: المهم أن نصل إلى تفاهم وليس المهم الوصول إلى ورقة.
• غسان بن جدو: ولكن كل جلسة فيها محضر جلسة؟
• السيد حسن نصر الله: قد نصل إلى تفاهم دون أن يكون هناك ورقة اسمها ورقة تفاهم لأن في لبنان هناك حساسية أحياناً من بعض المصطلحات. هناك بعض القوى السياسية تقول نجري اتفاقاً للهروب من كلمة تفاهم وكأنها اصبحت اسم علم لحزب الله والتيار الوطني الحر. لذلك أنا أهرب من العبارة فقط. ولكن يمكن أن نصل إلى اتفاق مكتوب. الطبيعي أن نصل إلى اتفاق مكتوب أي ما نتفق عليه سيكتب ويمكن أن تسميه ما شئت.
• غسان بن جدو: هل بشكل آلي يختم هذا الحوار بلقاء بينك وبين الشيخ سعد الحريري؟
• السيد حسن نصر الله: ممكن
• غسان بن جدو: ليست لديكم مشكلة في هذا الأمر؟
• السيد حسن نصر الله: نحن حين أخذنا قراراً أننا نريد أن نتحاور ونتعاون لمصلحة البلد لم نضع شروطاً، يوم قيل لنا عما إذا كنا نقبل بالذهاب إلى الحوار قلنا نذهب دون شروط، لا نحن نضع شروطاً ولا هم.
• غسان بن جدو: هل تشجعون الشيخ سعد الحريري على العودة إلى لبنان؟
• السيد حسن نصر الله: من الطبيعي أن يكون موجوداً في لبنان
• غسان بن جدو: هل أنتم مع الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟
• السيد حسن نصر الله: انا أحب أن أقول أكثر من ذلك، أي طرفين في لبنان يجلسان ويتحاوران نحن نؤيد ذلك وبقوة سواء كان الطرفان مسيحيين أو مسلمين أو طرفاً مسيحياً وطرفاً مسلماً أيا تكن العناوين. منذ أشهر قليلة كان لدي خطاب ودعوت إلى الحوار الثنائي والثلاثي ومزحت آنذاك مع الناس وقلت بدون الرباعي، وأي حوار أكيد يمكن أن يوصل إلى نتائج ويعطي دفعاً للأمام خصوصاً الحوار بين أطراف مسيحية سيساعد في الوصول إلى نتيجة في موضوع رئاسة الجمهورية.
• غسان بن جدو: هل حليفكم التيار الوطني الحر يضعكم في صورة ما يدور الآن بينه وبين القوات؟
• السيد حسن نصر الله: نعم من الطبيعي..
• غسان بن جدو: الأمور متقدمة؟
• السيد حسن نصر الله: هذا أصبح شأنهم، هم يتحدثون عن هذا الموضوع
• غسان بن جدو: في كل الأحوال سماحة السيد هل يمكن القول حتى لو كانت السعودية موافقة وراضية على حوار تيار المستقبل معكم، لكن يحسب لشخص سعد الحريري أنه دفع بقوة مع وجود من يوصفون بالصقور داخل تيار المستقبل؟
• السيد حسن نصر الله: نعم صحيح.
• غسان بن جدو: هناك صقور داخل تيار المستقبل كانوا رافضين؟
• السيد حسن نصر الله: نعم طبعاً
• غسان بن جدو: تعرفونهم؟
• السيد حسن نصر الله: اللبنانيون كلهم يعرفونهم هذا ليس خافياً على أحد.. لا شك أن الرجل هو صاحب القرار بنهاية المطاف وهو الذي دفع في هذا الاتجاه
• غسان بن جدو: هل بكل صراحة كذلك لا زلتم تعتبرون أن بيئتكم الاجتماعية والمذهبية وغيرها معكم وتحتضنكم كما كانت في 2006؟
• السيد حسن نصر الله: الآن أكثر من أي وقت مضى..
• غسان بن جدو: رغم الصعوبات في لبنان؟
• السيد حسن نصر الله: رغم ذلك
• غسان بن جدو: على ماذا تبنون هذا التقدير؟
• السيد حسن نصر الله: أولاً استطلاعات الرأي التي أجراها الأميركيون وليس نحن، أجرتها السفارة الأميركية واعتمدت فيها على مراكز دراسات تمولها هي ومراكز دراسات تابعة لشيعة أميركيين إن صح التعبير أي مرتبطين بالسفارة الأميركية. الآن ممكن أن تنسجم بيئتك في الموقف من إسرائيل هذه تربت منذ ستين سنة على هذا لكن موضوع الدخول في سوريا أكيد هو موضوع إشكالي ويمكن للوهلة الأولى أن يكون هناك نقاش حوله، وخصوصاً أنك تقدم شهداء وجرحى وهناك تبعات كبيرة جداً لهذا الحضور وصولاً إلى أن مناطقنا ضربت بسيارات مفخخة أي إن بيئتنا قدمت شهداء وليس فقط مقاتلونا من قدموا شهداء. مع ذلك حين أجري واحداً من استطلاعات الرأي التي أشير لها تبين أن 98 في المئة من بيئتنا تؤيد دخول حزب الله إلى سوريا وبقاءه في سوريا. هذه لا تؤيد نظرياً بل تؤيد وهي دفعت أثمان هذا الدخول. هذا يعني أن هناك احتضاناً من هذه البيئة حتى في الموضوع الذي يبدو للوهلة الأولى أنه إشكالي.
• غسان بن جدو: سماحة السيد طبعاً مع المحبة والتقدير الكبير لشخصكم الكريم بين 1985 يوم الإعلان إلى يوم استشهاد السيد عباس الموسوي، ثلاثة أشخاص كانوا قادة للحزب، الأول كان السيد ابراهيم أمين السيد الذي تحدث باسم الحزب، ثم الشيخ صبحي الطفيلي ثم السيد عباس الموسوي. أعود وأقول مع الاحترام لشخصكم الكريم منذ عام 1992 إلى 2015 شخص واحد يقود حزب الله لماذا؟ ألا توجد لديكم انتخابات؟
• السيد حسن نصر الله: اولاً للتصحيح في حزب الله لا يوجد قائد يوجد أمين عام والذي يقود حزب الله هي قيادة جماعية يرأسها الأمين العام. هذه القيادة الجماعية بين فترة وأخرى تتم إعادة انتخابها يتغير بعض الأشخاص ويبقى بعض الأشخاص وهذا حصل طيلة الفترة الماضية، في ما يعني جنابي في هذا الموضوع، هذا الأمر مرتبط بإرادة الإخوة، الموضوع ليس له علاقة بالانتخابات، هناك انتخابات تنتخب الشورى وهذه القيادة الجماعية تنتخبني أميناً عاماً. نحن ليس لدينا قيد تنظيمي يمنع انتخاب الأمين العام لأكثر من مرة وطالما أن الإخوة يرغبون في هذا الانتخاب هذا الأمر يحصل، والكل يعرف أنه منذ اليوم الأول حتى بعد استشهاد السيد عباس رحمة الله عليه، أنا لم أكن أرغب في تحمل هذه المسؤولية ولم أعمل لهذا الأمر بل عملت وبذلت جهداً ليتولاها شخص آخر في ذلك الوقت ولكن هذا الأمر لم يحصل.
• غسان بن جدو: معروف هذا الشخص الآخر؟
• السيد حسن نصر الله: في دائرتنا الضيقة يعرفون ذلك لكن لا نستطيع أن نتحدث الآن في الإعلام. عملياً الإخوة يعيدون انتخابي وأنا لا أخفيك لو كان لدي باب للتنصل من المسؤولية أنا دائماً أقول للإخوة أنا أحب أن أعمل في موقع آخر، طبعاً لا أفكر نهائياً في أن أكون خارج حزب الله لا عندي طموحات علمية ولا سياسية ولا شخصية أبداً، أنا أعتبر أنه شرف كبير لي أن أكون عضواً فرداً مجاهداً في مسيرة حزب الله الإيمانية الجهادية وكنت أقول للإخوة دعوني أكون في موقع آخر في الحزب ويأتي شخص آخر ليتحمل المسؤولية هم لا يقبلون. حتى إنني عرضت مرة فكرة أن نبدل كل المواقع للقيام ببعض الحركة داخل الحزب، مؤخراً إذا نقل شخص من مسؤولية إلى أخرى في الحزب أو استقال عليك أن تقوم بمحاضرة في وسائل الإعلام لتشرح الأمر. اقترحت أن نجري بعض الحراك في الجسم وليبدأ الحراك من الأمين العام شخصياً لأنه عندما يتغير الأمين العام بقية الإخوان سيتزحزحون ولن يبقى أحد متمسكاً بموقعه. مع ذلك لم يقبل الإخوان. طبعاً أنا أشكر ثقتهم لكن هذا واقع الحال.
• غسان بن جدو: فيما يتعلق بقيادتكم ودوركم ولماذا، كان يفترض أن نسألها لشخص آخر، أو نحن نتحدث عنها، أنا شاكر لكم لأنكم قبلتم الإجابة على هذا السؤال لكن نحن نستطيع أن نتحدث عنك وعن قدراتك وعن كفاءتك ولماذا تم انتخابك مرات ومرات ربما نحن نتحدث بأكثر أريحية وبدون حرج. أنا شاكر رحابة صدرك وتواضعك المعروف دائماً في قبول كل شيء واذا لاحظ السادة المشاهدون أوراقك كلها بيضاء لم تكتب كلمة واحدة. هو حوار العام.
• السيد حسن نصر الله: لم تدع لي شيئاً لأكتبه.
• غسان بن جدو: الله يبارك فيك، حوار العام كان حواراً طويلاً وأنا شاكر من جديد تفضلك الدائم على قبول هذا الطلب.. لديكم كلمة أخيرة؟
• السيد حسن نصر الله: الله يبارك فيكم ان شاء الله يكون هذا العام على لبنان وعلى الأمة العربية والإسلامية أفضل من أي عام مضى. ونأمل أن يكون العام 2015 عاماً للانفراجات والتسويات والحلول السياسية والمعالجات والحوار ولملمة الجراحات وتوحيد الكلمة.
• غسان بن جدو: شكراً لكم سماحة السيد حسن نصر الله شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، فقط شخص واحد أذكر اسمه الأخ الذي ساعدنا في الماكياج الأخ صالح صادق. بأمان الله.
كلمات المفتاح: سوريا ، لبنان ، العراق ، تركيا ، السعودية ، مصر ، فلسطين ، تونس ، الكويت ، داعش ، المقاومة الاسلامية ، حزب الله ، اسرائيل ، غزة ، البحرين ، الحدود ، تيار المستقبل ، بغداد ، النفط ، السلاح ، جبهة النصرة ، الدين ، «الإخوان المسلمين» ، اليمن ، المجتمع الدولي ، سعد الحريري ، حسن نصرالله ، التيار الوطني الحر ، الجيش العراقي ، الانتخابات ، الخلافات ، افغانستان ، المفاوضات ، قطر ، الانتخابات الرئاسية ، الجيش اللبناني ، ميشال عون ، الاقصى ، الاتصالات ، طرابلس ، رفيق الحريري ، السيارات ، باكستان ، البيئة ، السياسة ، روسيا ، المعارضة السورية ، الجهاد ، الجبهة الاسلامية ، الجيش الحر ، الجرحى ، جون كيري ، السيارات المفخخة ، سليمان فرنجية ، حركة فتح ، حسان اللقيس ، المعارضة البحرينية ، الحكومة البحرينية ، مخيم اليرموك ، رئاسة الجمهورية
المصدر: السفير