كلنا سمع بمقولة خذ أخاك على سبعين محملاً، بما معناه أن تعطي للطرف الآخر سبعين عذراً قبل أن تحكم بإساءته إليك.
ولما لم يكن كاتب هذه الكلمات محللاً سياسياً ولا نية أو مشروع لديه ليكون كذلك، فإنه وجب التنويه. إلا أنه وككل من مر عليه نسيم لبنان وحروبه وتجاربه وسياسيوه وما إلى ذلك فلقد تكونت لدينا حكمة القراءة والتمعن والإستنتاج والتي هي من صفات العقل والحكمة اللذان نبتغيهما.
بالتحليل مضافاً إلى بعض الوقائع تتجلى صورة الوضع اللبناني كالآتي،
سعد الحريري في أزمة خانقة يريد معها مخرجاً مفتاحه بيد السيد. والسيد للأسف في مأزق لا يمكن لأحد أن يساعده في الخروج منه غير سعد. هو زواج وغرام بالإكراه! أما أزمات الطرفين فهي على الشكل التالي.
سعد الحريري اصطدم بما آل اليه الموقف الرسمي السعودي. إفلاس أمني وسياسي في سوريا. في ظل تفاهم إيراني أمريكي. يضاف إلى ذلك غياب الرأس القطري عن عن الساحة في ظل ضربات متتالية على الرأس التركي التي ستؤدي إلى سقوطه الحتمي. أضف إلى ذلك انفلات الجماعات المسلحة في سوريا من اي رابط إقليمي وبروز دلالات قيام امتدادات لها على الأرض اللبناني وأبرزها كون معظم انتحاريي لبنان من جماعة الأسير اللبنانيين والفلسطينيين اللبنانيين. مما بات يسحب البساط من تحت أقدام سلطة الحريري في صفوف السنة في لبنان. وكل ذلك يتبلور ويتطور في ظل صمود أسطوري للقيادة السورية المنتصرة.
بالنسبة للسيد فهو أيضاً ومعه بالمحصلة شيعة لبنان باتوا في وضع صعب هم الآخرين. إسرائيل لا زالت على الحدود في وضعية تأهب وترقب للفرص. انفلاش للحزب على المساحة السورية الشاسعة وتقديم المزيد من التضحيات البشرية. خروج الأمن عن السيطرة في لبنان عموما وحتى عقر داره. حتى بات الإنتحاريون يأتون مجموعات فيما يشبه مشروع بمبادئ ومدارس وأهداف وهو السلاح الذي انتصر به الحزب على اسرائيل فإذا بالتكفيريين يستعملونه ضده. وهو سلاح يستحيل التغلب عليه اذ لا يمكنك ان تنتصر على من يقاتلك بجسده ويجد في الموت هدفا ساميا. أضف الى ذلك تغير القيادة الإيرانية التي تعتمد الظهور بمظهر النعامة والتي لا تريد لأحد أن يصورها مشاكسة او مسببة للمشاكل الإقليمية وخارج حدودها.
اذا هي هذه اللحظة الحرجة التي نظر فيها السيد وسعد الى بعضهما وصرخا سوياً، النجدة!
وبرز في هذه الفترة الزيارة السرية التي قام بها عون الى الرياض بعد زيارة مماثلة قام بها الى الحارة لتنفرج بعدها الأمور وتبدأ قصة العشق المستحيل بين الحارة وقريطم.
ولرب ضارة نافعة!
إذا صح التحليل الوارد أعلاه فإن الأيام القادمة سترينا المزيد من التقارب بين الطرفين لأنهما سيكونان في موقع الحليفين في سباقهما مع الوحش التكفيري الذي اذا ما انتصر او حتى قوي عوده حرق الأخضر واليابس.
إذا ما صح التحليل سنكون امام فريقين لبنانين التقيا واتفقا بعد أن ضلا. اما السؤال فهو هل للطرفان الجرأة على مصارحة الناس؟ والسؤال الثاني هل يعترفان بأخطائهما. أما السؤال الثالث والأهم فهو هل يقدمان على مبادرات تخفف عن المواطن أعباء أخطائهما في الأشهر والسنوات الماضية؟
لكل هذا فإنا وإن بدأنا كتابة هذه الكلمات بنية التفهم والصفح، فإن النتيجة المنطقية للتحليل تدعو الى المعارضة للسلطة الجديدة مالم يكن هناك مصارحة ومكاشفة مع الناس!
نضال