حزب الله …. حالة ام حاجة ؟
كنت قد أليت على نفسي ان ابتعد عن الكتابة السياسية ليس فقط شعوراً مني بعبثية الكتابة والاشمئزاز من هذا الستاتيكو القائم بل ايمانا يترسخ بان لعبة الامم اقوى من قدرتنا على التغيير واننا مجرد وقود في تلك اللعبة .
ولكن , استوقفني اليوم موقف لاحد الاصدقاء يعتبر فيه ان حزب الله يشكل حالة ” اصولية” و ” صدامية ” تؤثر , بحسب زعمه , على حياتنا من جهة انخراط الحزب بحروب لا طائل لنا بها وبتوجيه المجتمع عن ” المزيد من الاسلمة ” . !
اي تفكير يحكم هذا الصديق ” المتنور ” و ” الفهيم ” الذي لم يخدمه تفكيره في تصور حالة معيشه وحياته لو لم يكن حزب الله موجوداُ ؟ سوريا كانت قاب قوسين من الانهيار والسقوط بيد الارهاب ولبنان كان نائما على قنبلة موقوتة فككها حزب الله بحربه الصامتة مع الامن العام .
هل يمكن ان يتصور احد , اي احد , ان داعش في قريته تجوب الساحات وتستبيح كل شيء من الحجر والبشر ؟ تصوروا ان في كل مدينة وكل قرية وكل بلدة فيها احمد الاسير او ما شاكل من عشرات التكفيريين ؟ وان مناطقا في لبنان تحولت الى مصراطة والزنتان والموصل او مخيم اليرموك او حتى الرقة ؟
نعم ايها السادة , ان حزب الله حالة مقاومة اخلاقية انسانية ملتزمة وجادة في زمن سقطت فيه العديد من العناوين الوطنية , وهي تعلم صوابية رؤيتها كما قال سماحة امينها العام في احد خطاباته الماضية , وهي حاجة امنية وكيانية ووجودية في زمن يراد سحق شعوب المنطقة وتدميرها وخرابها . ولذلك , فان كل من يرشق حزب الله بالباطل في هذه المرحلة بالذات هو كمن يساعد الذئب على النيل من حارس بيته .!
حسن غندور – كاتب صحفي