معادلتنا رباعية
من موروثات الإنتداب الفرنسي للبنان مدارس وإرساليات ركزت في تعليمها على جعل اللغة الفرنسية أولوية في تعليمها فيما جرى تهميش ممنهج للغة العربية وقيمتها. من هنا نرى كيف ان اللبناني يتفاخر على أبناء الإقليم بالكلمة واللكنة الفرنسية والإنكليزية حتى لو كان الكلام في ذكر النفايات والمراحيض ويهزأ من الآخرين حتى ولو كانوا يتكلمون عن عظماء العلم والثقافة والطب عند العرب، ذلك هو الجهل المركب.
من هذا الجهل المركب نستخلص أن من يرجمون الكلمة العربية الأسمى الا وهي ‘المقاومة’ سواء كان الرجم مباشرا على المنابر او من خلال رسائل ترسل تحت جنح الظلام إنما يصدر هكذا تجريح من خريجي إرساليات غسل الثقافة والأدمغة. هؤلاء لا قيمة ولا معنى عندهم للغة العربية كلها ولكل هذا التاريخ القديم والحديث، إنما هم يعيشون ثقافة اللاثقافة.
المشكلة هي في أرباب هؤلاء.
ان تجارب السنين الطوال لأمتنا أوصلتنا الى نتيجة واحدة مفادها أن بقاءنا في ارضنا مرتبط بقوتنا التي لا بد لها من ان تتزايد عبر السنين. ولما كنا قوم البلغاء وكانت البلاغة في إيصال كل المعنى بأقل الكلام، اجترحنا كلمة مقاومة.
اما المستكبرون المستعمرون ومن بعدهم العملاء، فثقافتهم تقوم على استعبادنا. بما مفاده ان معنى ان نكون بالنسبة لهم هو ان نمتثل لأوامرهم ومشيئتهم ونحيا عبيدا في خدمة مشاريعهم.
هنا كان جوهر الصراع. نريدها حياة سيادة وعزة ويريدونها لنا حياة عبودية.
من هنا إصرارنا على ان تكون نصاً صريحا لأن عكس ذلك يعني ان القوم الآخرين لا يريدون ان يفقهوا كنه بلاغتنا وبالتالي بات علينا ان ننطلق الى الشرح والتفصيل وعندها لا يمكن للآخرين الا ان يترحموا على بلاغة قولنا لأن بلاغة فعلنا خبرها التاريخ وكفى.
المتقلبون كثر، الشتامون كثر، السماسرة كثر ولكنهم كلهم صغار في معركة الكبار مع الكبار.
ليت هؤلاء يفهمون اننا في مرحلة نعتبر فيها الثلاثية تحصيل حاصل، لأننا نعيش منذ انتصار ٢٠٠٠ المعادلة الرباعية والتي تقول بالله ربا، وبمحمد نبيا، وبعلي وليا وبالمقاومة واجبا وحقا طبيعيا!
نضال