المجلس البلدي يتعثر في حاروف

تتعثر خطى تشكيل المجلس البلدي لبلدية حاروف، اذ لم تفلح كل “الوساطات” المبذولة حتى الساعة، لانتخاب رئيس ونائبه من الاعضاء الذين انتخبتهم البلدة.قد يرتبط السبب الاول بانّ نتائج الانتخابات أتت على عكس توقعات المتحالفين، فسقطت الرهانات على نجاح مجلس بلدي بالتوافق. وكانت النتائج قد سجلت 7 فائزين محسوبين على “حزب الله” و5 “حركة أمل”، و3 مستقلين من خارج اللائحة. نتيجة كان من شأنها ان تقلب المعادلة والعرف المتبع بعد اعطاء ما اعتبره الاهالي “فيزا للحزب لان يكون الاكثرية في بلدية “محسوبة” على “الحركة” برئيسها مع 7 اعضاء، فيما حصة “الحزب” من خلطة التوافق 7 من ضمنهم نائب الرئيس. 

حل البلدية 

فكانت النتيجة ان “جُمّدت” البلدية ريثما يُصار الى حلحلة العقدة، وحسبما تشير المعطيات فانّها غير مرجحة الى الحل، “الاّ بفرط البلدية واعادة انتخابها من جديد على صيغة التوافق”. لم يتبق سوى ثلاثة ايام على دعوة محافظ النبطية قانونيا لانتخاب المجلس البلدي لحاروف، غير انّ تلك الدعوة قد تتوقف، طالما انّ طبخة تسوية الحل لم تنضج بعد. فالمفاوضات القائمة داخل فرقاء البلدة تصطدم بموقف العائلات، التي تشير مصادرها “انها ترفض مصادرة رأيها وصوتها الذي انتج مجلسا بلديا يرضي طموحاتها”، وتعتبر ان حل البلدية يعني الغاء رأيها.

الى ذلك يلوّح الاهالي بالتصعيد والتظاهر، اذا قرر”قطبا الجنوب” حل البلدية والاتيان بأخرى من خلال التزكية او الانتخابات على حد سواء، فهذا الاجراء يعني بنظرهم الوصول الى حد التهميش ومصادرة رأيهم ليحل مكانه التعيين الانتخابي الذي يرضي غرور بعض الاطراف.
خرق التحالف 

تعتبر حاروف واحدة من القرى التي “خرقت” التحالف، فالتشطيب الذي ساد إبان معركة الاقتراع، والاسماء التي طُرحت على لائحة التوافق سيما من قبل مرشحي “حركة امل” أسهمت في الوصول الى تلك النتيجة. فبحسب المصادر، فانّ “الاسماء التي طرحتها “الحركة” كانت “غير مرضية بالنسبة الى الاهالي، يُضاف الى انّها استبعدت عائلات عن التمثيل البلدي، وطرحت اشخاصا لا ثقل لهم على الساحة الحاروفية ولا شعبية”. ذلك الأمر أثار ايضاً حفيظة الاهالي ما دفع كثيرين الى التمسك بخيار التشطيب، وبالتالي خرق الاسماء التي ترشحت مستقلة، فكان ان خسرت “الحركة” 3 اعضاء من حصتها في بلدية الرئاسة، على الرغم من ان هذا الفريق لا يزال مصرا على وجوب استقالة البلدية واعادة الانتخاب.
استقالة البلدية 

يبدو ان الامور في حاروف تتعقد، وسط مطالبة “حركة امل” باستقالة البلدية، وتريث “حزب الله” في الامر، اذ “يبدو الاخير ينظر بعين الحذر الى العائلات، ولا يريد ان يحدث شرخ مع استمرار اتباعه مبدأ الوقوف عند رأيهم”. وتشير المصادر “ان حزب الله طلب من ثلاثة اعضاء تحضير استقالاتهم، بانتظار تسوية الساعات الاخيرة، اذ تتمسك الحركة بموقفها، مطالبة بالرئاسة و7 اعضاء وفق التفاهم، وهذا تعتبره مصادر مواكبة “اسقاطا لروحية العائلات من الانتخابات، فالعائلات قالت كلمتها، وهي اختارت لما لا يؤخذ به على انه واقع”.
لم يتم التوصل حتى الساعة الى بلورة الصورة النهائية للمسألة الانتخابية “المتشنجة”. وبحسب المعطيات هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة لحل الاشكالية “الحركية”: السيناريو الاول يقضي باستقالة ثلاثة اعضاء من حزب الله وتعيين ثلاثة حركيين من بينهم الرئيس، الثاني المداورة في الرئاسة كحل وسط لتجنب غضب العائلات التي تعيش حالة استياء كبرى، والثالث يقضي باستقالة جماعية للبلدية واعادة انتخابها من جديد على قاعدة التحالف.
مصادر في حركة امل اكدت لـ”البلد”، أن “حل عقدة حاروف يتمثل باستقالة نصف اعضاء المجلس زائد واحد ، واعادة انتخابها من جديد، فـ”حزب الله” اخلّ بالتوافق، وهذا يُعد خرقا، وهو مُلزم بالتوافق، فالمستقلون محسوبون ايضا على “الحزب”. لافتا الى أن “الامور تتجه نحو تلك الصيغة برضا الطرفين”. ويشدد المصدر “اننا نسعى للتزكية ولكن اذا حصلت انتخابات ستكون لائحة في وجه بعض المستقلين”، ولا يخفي “ان بوادر الحل قريبة جدا وقد تكون قبل عيد الفطر”.

الا ان مصادر مقرّبة من “حزب الله” اشارت الى ان “قرار حزب الله في حاروف واضح، اما ان تختار حركة امل رئيسا من بين الخمسة أعضاء الذين فازوا، وتسير في البلدية، وهذا ما ترفضه الحركة التي تُصّر على حصتها كاملة، ما يعني مواجهه العائلات التي ترفض تهميشها، او ان الامور تتجه نحو انتخابات بين لائحتين: “حركة امل” بمواجهة العائلات. ووفق المصادر فان “حزب الله” سيدعم العائلات لانه لن يقف بوجه عوائل الشهداء الذين سيترشحون للانتخابات، ولن يخزل جمهوره. فالمتعارف عليه ان 85 بالمئة من جمهور حاروف من “حزب الله” وكذلك عائلاتها. وهذا الامر قد يحرج موقفه مع حليفته حركة امل الامر الذي يدفعه ليكون داعما للعائلات لتقرر مصير بلدتها. 

ولا تخفي مصادر عائلات حاروف ” ان الذي دفع الامور الى هذا الحد هو السياسة العامة السيئة للبلديات السابقة، والتي همّشت خلالها العائلات الكبرى، وهذه السياسة نتجت نتيجة الانتخابات. ولا تتردد المصادر بالقول: “الامور كانت تتجه نحو تزكية في حاروف لو سحبت الحركة المرشح المثير للجدل، ولكن تعنتها ادى الى هذه النتيجة، واليوم تتفاقم المشكلة اكثر، اذ كل العائلات تريد الرئاسة، فكيف ستُحل المعضلة واي بلدية ستتشكل؟”. 

بين فرضية حصول “تزكية” والتوجّه نحو صندوق الانتخاب مجددا للاحتكام للاصوات الناخبة ، كل المؤشرات تشير الى ان مفاجآت كبرى قد تحدث. اذ تؤكد المصادر استحالة حصول ” تزكية” وفق رؤية ورغبة حركة امل، واذا حصلت انتخابات فنقطة ضعف الحركة انها لا تملك قوة عائلات كبيرة داخل البلدة، وكفة الترجيحات قد تذهب باتجاه لائحة العائلات، وبالتالي يكون على حاروف ان تختار مجددا من يمثلها ولكن من سيكون؟ هنا مربط الفرس الذي ستحسمه مفاوضات الساعات الاخيرة.

المصدر: موقع النبطية

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …