ان تولد في بلدنا فهو نقمة بحد ذاته. هذه النقمة نابعة من ضرورة تعلقك بهذه الأرض التي هي مسقط رأسك ومرتع طفولتك وحضن عشقك الأول وبيتك وأهلك وما عنته الدنيا لك. كل ذلك مقرون بكون العيش في هذه الأرض من المستحيلات.
اما ونعرف وبحكم الغريزة لماذا لا يستطيع احدنا رمي هذه الأرض بيمين الطلاق النهائي ، فإننا نجد من الصعوبة بمكان أن نصف بشكل كامل كنه الكراهية الذي تكنه هذه الأرض لنا. إليكم بهذه الحاولة!
من بلاوي القدر ان بلدنا وقع على مثلث بين مهبط ومهد الديانات السماوية الثلاث. يمكن ان يعتبره البعض نعمة لكنه شر نقمة حيث ان هذه الديانات نزلت بين بشر لا بين ملائكة. منذ الأزل وكلما تشاحن المتدينون حل بنا البلاء والتعنت انفاسنا.
بعد البلوة الأولى تأتيك بلوة الإنشطار الديني الداخلي. الكل يدعي التدين والدفاع عنه فيما معظمهم من تجار الدين يأخذونها مطية للتجارة والمصالح.
أهوال البلوة الأولى والثانية عبر التاريخ ولدت عندنا أناسا ومجتمعا متخلفين. لا نظام ولا انتظام. القوي يأكل الضعيف ودولة كل مين إيدو الو.
بنتيجة البلاوي الثلاث تمخض في بلدنا ما يسمى طبقة سياسية حاكمة. شلة جلاوزة وتجار يبيعون الكلام الممجوج والمُجتر والنفاق وهم أشد الخصام لشعب مسحوق ضائع في المتاهات والأهوال.
بلدنا مظلم ومعتم وليس فيه الا شمعة للمقاومة العسكرية فقط التي يقدم فيها شباب طيبون ارواحهم في سبيل قضية صدق وعدالة. اما ما عدا ذلك فما حدا فوق الغربال.
امام هذا الواقع المرير نسأل، هل من العقل أن يكون هناك أمل بغد أفضل وما السبيل لذلك؟
نضال