القضية كيف تربح الأمة كلها

القضيّة كيف تربح الأمّة كلّها!

#بينات العلامة المرجع #السيد_محمد_حسين_فضل_الله (رض)

علينا أن نفتح قلوبنا بالمحبّة للمؤمنين جميعاً، وأن نتخفّف فيه من عصبياتنا وحساسياتنا وكل خلافاتنا، إننا نختلف ولكن علينا أن نرجع الأمر إلى الله ورسوله.

وعلينا أن نتواصى بالحقّ وبالصبر، وندعوه تعالى لأن يوفّقنا.

عباد الله.. اتّقوا الله في كلّ ما حمّلكم الله مسؤوليّته، وقد حمّل الله المسلمين جميعاً مسؤوليّة الاهتمام بأمور المسلمين؛ الاهتمام العقلي، بأن يفكروا بعقولهم كيف يمكن أن يرفعوا مستواهم ويدافعوا عنهم، والاهتمام بقلوبهم كيف يفتحون قلوبهم للمحبة للمسلمين، وكيف يحركون حياتهم للوحدة بين المسلمين، وكيف يفجّرون طاقاتهم من أجل الخير للمسلمين، في مواجهة كلّ الذين يكيدون للإسلام والمسلمين، ولا سيّما في هذه المرحلة الصعبة التي برز فيها الاستكبار كله والكفر كلّه للإسلام كله والمستضعفين كلهم..

لذلك، لا بدّ أن نبقى في وعي دائم، لنعرف من هم أعداؤنا ومن هم أصدقاؤنا، حتى لا تختلط الأمور على البعض، وقد وضع الإمام عليّ (ع) القاعدة لتحديد العدوّ والصّديق، فقال: “أعداؤك ثلاثة: عدوّك، وصديق عدوّك، وعدوّ صديقك، وأصدقاؤك ثلاثة: صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوّك”.

هذا المنهج الذي يمكن أن يكون منهجاً سياسياً واقتصادياً، أن تشعر من خلاله بأنك صاحب قضية ورسالة، وأن لا تكون قضيّتك كيف تحصل على الرّبح الذاتي، بل كيف تربح الأمّة كلّها.

*من أرشيف #خطب_الجمعة (الخطبة السياسية)، العام 2003.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …