سماحة العلامة السيد محمد علي فضل الله
الجمعة 3 ذو القعدة 1435هـ الموافق 29 آب 2014م
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ، وَأفَضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ عَلَى أَشْرَفِ خَلْقِ اللهِ وأعزِّ المُرسَلينَ سَيِّدِنَا وحَبيبِنَا مُحَمَّدٍ رسولِ اللهِ وعلى آلهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأصحَابِهِ الأخيَارِ المُنْتَجَبين.
في كتاب الله يحدِّثُنا سبحانه وتعالى عن أولئك النَّاس الَّذين أشركوا بالله، وأصمُّوا آذانَهم وعقولَهُم عن الاستماعِ إلى كلمةِ الحقِّ، الَّتي تحملُ في داخلِها الحُجَّةَ والدَّليلَ والبرهانَ على وجود الله، وعن طريقةِ مواجهتِهم لهذه المفاهيم والطُّروحات العُقلائيَّة الفكريَّة المنفتحة على العقل، فيقول عزَّ مِن قائل متحدثاً عن عقولِهم: بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [الزخرف: 22]، ويتحدَّثُ كذلك عنهم فيقول عزَّ وجلَّ في سورة البقرة: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [البقرة: 170].
وكذلك في سورة المائدة: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة: 105].
هذه هي الصورة الَّتي يرسمها لنا القرآن عمَّا واجهه أكثر الأنبياء(ع) مع أقوامهم ومع الشُّعوب الَّتي أرسلوا إليها، حيثُ رفضوا طُروحاتِ الأنبياءِ الفكريَّةَ والعُقلائيَّةَ الَّتي تقودُهم إلى الإيمانِ بالله، وإلى الالتزامِ بشرائعِه بما تحتويه من عدلٍ ومن تشريعاتٍ تهدفُ إلى إعمار الأرض.
وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز سبب هذا الرَّفض فقال: إِذْ جَعَلَ الَّذينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [الفتح: 26]. ومعنى الحميَّة هو التعصُّب والانحياز إلى فكرة ما أو معتقدٍ ما أو حتَّى إلى الأشخاص والدِّفاع عنهم أو الوقوف ضدَّهم وذلك بدافع من العاطفة ودون الرُّجوع إلى العقل.
وهذا ما تحدَّث به الله تعالى عن أقوام الأنبياء، فقد بدأوا حياتهم وهم يقدِّسُون أفكاراً واعتقاداتٍ باطلة كعبادةِ الأصنام، أو النُّجومِ أو الشَّمس أو القمر، أو يتحركون في حياتهم الاجتماعيَّة من خلال التعصُّب للعشيرة الَّتي هي عندهم مقياس الحقِّ، فيتعصّبون لها من دون تفكيرٍ إن كانت على الحقِّ أم على الباطل. فلمَّا جاء الأنبياء بدعواتهم، لم يستجب لهم أقوامهم بسبب تعصُّبهم لعقائد والعادات الاجتماعيَّة الَّتي ورثوها من آبائهم، بل حاربوا أنبياءهم وحاربوا دعواتهم، فنبيُّ الله نوح(ع) بقي يدعو قومه ليلاً ونهاراً، تسعمئةٍ وخمسينَ سنة، ليحوِّلهم من عبادةِ الأصنام الَّتي تسفِّه العقول والَّتي لا تضرُّ ولا تنفع، إلى عبادة الله الواحد الأحد الَّذي بيده ملكوت السماوات والأرض، والَّذي تسمو العقول بعبادته، لكنَّ ذلك لم يزدهم إلا فراراً، حتَّى حدث الطُّوفان.
وهذا ما نقرأه في معاناة إبراهيم ولوطَ ويونسَ وهودَ وموسى وعيسىعليهم السَّلام مع الأقوام الَّذين أُرسِلوا إليهم، حين تغلب منطق العصبيَّة العقائديَّة المتخلِّفة على فكرهم –أي فكر الأقوام-، فرفضوا منطقَ الحقّ.
وهذا ما واجهه نبيُّنا محمَّد(ص) حين دعا قومَه من قريش وغيرها حين قدَّم لهم الأدلَّةَ السَّاطعة من كلِّ شيء حولهم، وفي كلِّ ما يشاهدونه من المظاهر الكونيَّة المحيطة بهم كالشَّمسِ والقَمر والنُّجوم والأرض، بل حتَّى في أنفسهم، وَفِي الأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات:20-21]، ولكنَّهم رَفضُوا، ولم يؤمن أكثرُهم إلا قَسراً حين تمَّ فتحُ مكَّة.
والقرآن يحدِّثنا عن ذلك: قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [إبراهيم: 10].
لقد انغمسوا في تقليد الآباء والأجداد في كلِّ حركتهم وفكرهم وتقاليدهم الاجتماعيَّة : بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [الزخرف:22] وهذا هو منطقُ العصبيَّة الَّذي شدَّد الإسلام على رفضه وحرصَ على تحذيرِ النَّاس عامَّة والمسلمينَ خاصَّة منه، وذلك لما له من دور في تجميد الفكر الإنسانيِّ وتعطيلِه عن كلِّ نشاط يرتقي به ويسهم في تطوُّره وتقدُّمه.
والعصبيَّةُ العمياء في كلِّ مجالٍ مرفوضةٍ حتَّى للدِّين والمذهب فضلاً عن العصبيَّةِ للآباء والأجداد والعشيرة.
ولا بدَّ من أن ننتبه إلى الفارق بين مفهوم العصبية، ومفهوم تبنّي الفكرة الإيمانيَّة والاعتقاديَّة، فالعصبيَّة للشَّيء هي أن تتبنَّى أو ترفض الفكر أو المعتقد أو العادة الاجتماعيّة بعيدًا عن حركة العقل والمنطق، في حين أنَّ الإيمان لا يمكن أن يبتني على غير العقل والتعقُّل والتفكير المنطقي والعقلائيّ.
لقد أراد لنا الإسلام، أن لا نؤيِّد أو نرفض أيَّ شيءٍ إلَّا من خلال العقلِ والدَّليلِ والبُرهان. ومن هنا، ورَدَت الأحاديثُ عن النبيِّ(ص) والأئمَّةِ(ع) في رفضِ العصبيَّةِ والتعصُّب، فقد ورد عن أبي عبد الله الصَّادق(ع) قال: مَن تعصّبَ أو تُعُصِّبَ له فَقَد خَلَعَ رَبقة الإيمانِ مِن عُنُقِه وفي نَقلٍ آخَر: فَقَد خَلَعَ رَبقةَ الإسلام في عُنُقِه. وعنه(ع) قال: قال رسول الله(ص): مَن كانَ في قَلبِه حبَّةُ خَردَلٍ مِن عَصَبيَّةٍ بَعَثَهُ اللهُ يَومَ القيامَةِ مَعَ أعرَابِ الجاهليَّة، وعنه(ع) قال: مَن تَعَصَّبَ عَصَبَهُ اللهُ بعِصَابَةٍ من نَار. وعنه –الإمام الصَّادق(ع) أيضًا- قال: إنَّ الملائكة كانوا يحسبون أنَّ إبليسَ مِنهُم، وكانَ في عِلمِ الله أنَّهُ لَيسَ مِنهُم فاستخرَجَ ما في نَفسِه بالحَميَّة والغَضَب فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين.
وعن الزهري عن عليِّ بن الحسين (ع) أيضًا قال: العصبيَّة الَّتي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبيَّة أن يحبَّ الرَّجل قومه، ولكن من العصبيَّة أن يُعينَ قومه على الظُّلم.
وهذا كلُّه في العصبيَّة المذمومة والمرفوضة والَّتي تنطلق من حالات الانفعال الَّذي لا يرتكز على الفكر والعقل والتَّفكُّر والتَّدبر في الأمور المختلفة. غير أنَّ هناك عصبيَّة مقبولة وغير مرفوضة وهي العصبيَّة للحقّ، لأنَّ العصبيَّة للحقَّ لا بدَّ من أن تكون مسبوقة بالتَّفكر، وإلَّا فإنها لا تستمرّ، وتنتهي عند أول اختبار جدّيِّ وعند أول مفاضلة بين الحق وبين الباطل.
وهذا ما نقرأه في أحاديث الأئمَّة من أهل البيت(ع)، فعن علي بن الحسين(ع) قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك حين أسلم غضباً للنبي(ص)، وذلك بعد حادثة السلا الَّذي أُلقي على النبي(ص)، وإسلامُ الحمزة رضوان الله عليه لم يكن فقط لصلة القرابة بينه وبين النَّبي، بل كان النبيُّ يدعو كلَّ أعمامه وقرابته كما كان يدعو بقيَّة النَّاس ولذلك كانت الدَّعوة تتفاعل في نفوسهم ولعلَّ الاقتناع بالإسلام كان مُعتملاً في عقل الحمزة وقلبِه إلى أن جاءت هذه الحادثة الَّتي عجَّلت به ودفعته إلى إشهار إسلامه.
وعن أمير المؤمنين(ع) قال: فإن كان لا بد من العصبيَّة فليكُن تعصُّبُكُم لمكارمِ الخِصَال، ومَحَامِدِ الأفعال، ومَحَاسِنِ الأمُور، فتعصَّبوا لخِلالِ الحَمد من الحِفظِ للجِوار، والوَفاءِ بالذِّمام، والطَّاعة للبِرّ، والمعصية للكِبر، والأخذ بالفَضلِ.
أيُّها الإخوة… إنَّ علينا أن نتمسَّكَ بالعقل، وأن ننبذَ العصبيَّات المختلفة، الدينيَّة والطَّائفية والحزبيَّة والعشائريَّة، لأنَّ العقل هو المسلكُ الوحيد الَّذي يقودُنا إلى حفظِ أنفسِنا ومجتمعاتِنا وأوطانِنا في وسط هذا العالَم المأزوم والَّذي تتفجر فيه الصِّراعات وينحاز إلى العنف يوميًّا، وهذا ما نشاهده في عالمنا العربيّ والإسلاميّ حيثُ يطالعنا ما جرى في غزة، إذ تمَّ قبل أيام إقرارُ إتفاقٍ لوقف إطلاق النار، بعد حوالي شهرينِ من العدوانِ الصّهيونيَ المتواصل على غزَّة.
ومع نهاية هذه الحلقة من العُدوان، استطاعتِ المقاومة أن تفرض موقفَها على العدوّ، بعد أن عجزَ عن إسقاطها، وسطَّرت بصمودها إنتصاراً جديداً للأمَّة، بفضلِ التَّلاحُم بين شعبها ومقاوميها، وبفضلِ ما تلقَّته من دَعمٍ مُطلَق من الجمهوريَّة الإسلامية في إيران ومن محورِ المقاومة.
وبالعودةِ إلى النَّتائجِ الَّتي ترتَّبت بعد توقّف هذا العدوان، نجد أن المقاومة استطاعت أن تُسقط هيبة الرَّدعِ الصّهيونيّ، كما أسقطت سياسة القوَّة الَّتي اعتمدها كيانُ العدوّ، ذلك أنَّ إجرامَه واستهدافه المتكرِّرَ للمدنيِّين، لم يُفلحْ في كسرِ إرادةِ المقاومة، وفَشلَ في فكِّ الارتباط الشَّعبيِّ بها.
كما إنَّ العدوَّ، فشل أيضًا في حمايةِ أمن مستوطنيه، الَّذين نَزحَ الآلاف منهم، مِن المناطِقِ المحيطةِ بقطاع غزَّة، فقد كانت حروبُ العدوّ في السَّابق تتمُّ بعيداً عن جبهته الدَّاخليَّة، لكنَّه بات يُدركُ أنَّ أيَّ عدوان، سيدفعُ ثمنَه غاليًا في جبهتِه الدَّاخليَّة.
وتؤكِّدُ مبادرةُ العدوّ إلى تشكيل لجنةِ تحقيقٍ في وقائعِ الحرب، أنّه تلقَّى هزيمةً جديدةً أمام إرادة المقاومين، لا يمكن إنكارها، فرغم الفارق الكبير على مستوى التَّسليحِ والقِوى المَادِّيَّة، فإنَّ الإرادةَ الصُّلبةَ والإيمانَ بالقضيَّةِ العادلة، استطاعَ تغييرَ كلِّ الموازين، وتحقيق الانتصار المؤزَّر، وهذا ما كشف أنَّ قوّة هذا الكيان مُصطنعة، وتعتمدُ على الدَّعم الاستكباريّ الغربيّ له، لذلك فإن وحدةَ المسلمين، واجتماعَهُم حولَ قضيَّتِهم، يُمكن أن يُلحِقَ به الهَزيمة، حيثُ أنَّ كلَّ ترسانَتِه، لم تستطِعْ أن تَمنعَ عنه الهزيمة، الَّتي اعترف بها وزراءٌ في حكومته، فاعتبروا أنَّ اتِّفاقَ وقفِ النَّار هو عارٌ على “إسرائيل”، مما يبرزُ الشُّعورَ بالفشل والهزيمةِ، الَّذي يَسودُ أوسَاطَ العَدوّ.
وقد ترك إجرام العدوِّ، أثرًا كبيرًا لدى الكثير من شعوب العالم، الَّتي شاهدت مدى وحشيَّتِه وإجرامه، رغم الصَّمتِ المشبوه للأمم المُتَّحدة والمنظَّماتِ الدَّوليَّة عنه، لكنَّ كلَّ صاحب ضميرٍ في العالم لا يُمكنُ إلَّا أن يستنكرَ هذا التَّمادي في القتل والإجرام، حيثُ برزَ الجيش الصَّهيونيُّ، كجيشٍ جبَانٍ يُرسلُ طائراتِه لقتلِ الأطفالِ والنِّساء، في تجسيدٍ للوصفِ القُرآنيّ: لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءجُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر: 14].
إنَّ صمودَ غزَّةَ وانتصارَها، هو أيضًا انتصارٌ للمقاومة في لبنان، لأنَّه يردعُ العدوَّ عن التَّفكير في الاعتداء على أرضنا، كما يثبُتُ أنَّ القوَّةَ هي السَّبيلُ الوحيدُ للتَّعامُلِ معه، وليسَ المفاوضات.
كما إنَّه انتصارٌ للجمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ في إيران، الَّتي كانت وما زالت أكبرَ داعمٍ للقضيَّةِ الفلسطينيَّة، وأكبرَ خطرٍ استراتيجيٍّ على العدوّ، لذلك تبرُزُ دائمًا النَّوايا الصّهيونيَّة العدوانيَّة تُجاهها، وقد حقَّقت إيرانُ إنجازًا جديدًا، عندما أسقطت طائرةَ تجسُّسٍ إسرائيليَّةٍ على أحد مفاعلاتِها النَّوويَّةَ السِّلميَّة، لِتُثبتَ أنَّ الحربَ مع العدوّ مستمرَّةٌ في كافَّةِ الميادين، بما فيها الميدان العلميّ والإستخباراتيّ، كما وجَّهت له رسالةً عمليّةً تفيد بأن عينَها منتبهةٌ لكلِّ محاولاته، وأنَّها ستبقى رأسَ حربةٍ في مواجهة كلِّ ظُلمِه وعدوانه على الأمّة ومقدَّساتِها.
ختاماً، إنَّ حربنا مع هذا العدوّ، هي حربٌ مستمرّةٌ ومفتوحة، وهي لن تتوقف إلَّا بالقضاء على كيانه، وتحرير المقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة، وعلى رأسها المسجدُ الأقصى الشَّريف، من رجسِ احتلالِه وفساده، وتحقيق الوعد الإلهي بانتصار المؤمنين والمستضعفين، وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُوْلاً [الإسراء: 5].
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ [التوبة:105] والحمدُ للهِ ربِّ العالمين