السيد عبد الرؤوف فضل الله

هو سماحة آية الله السيِّد عبد الرؤوف فضل الله، ابن سماحة السيِّد نجيب بن السيِّد محي الدِّين بن نصر الله بن محمَّد بن عليّ بن يوسف بن محمَّد بن فضل الله ابن الشّريف حسن ابن السيِّد جمال يوسف بن الحسن بن محمَّد بن عيسى بن فاضل بن يحيى بن جوبان بن دياب بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السَّلام) ـ من أسرة آل فضل الله ـ المعروفة بالعلم والأدب.

ولد في بلدة عيناثا ـ قضاء بنت جبيل في جبل عامل ـ في السابع من شهر محرّم الحرام لسنة 1325 هجرية.

والده: سماحة آية الله السيِّد نجيب فضل الله، أحد أهم علماء الشيعة ومراجعهم في جبل عامل، وصاحب إحدى مدارسه العريقة والتي تخرَّج منها الكثير من أكابر علماء تلك الفترة.

والدته :كريمة العلاّمة السيِّد جواد مرتضى من كبار علماء تلك الفترة.

فقد والده وهو في العاشرة من عمره، في الأوَّل من ربيع الأوَّل لسنة 1335هـ. وفي تلك السنة المبكرة، بدأ بممارسة حياته الدراسية في مدرسة بنت جبيل، ودراسة القرآن الكريـم وبعض المقدّمات العلمية على شيوخ بلدته، واتجه اتجاهاً أدبياً إلى جانب الاتجاه العلمي، فنظم الشعر، وقام بحفظ نهج البلاغة، وديوان المتنبي، وغير ذلك من الكتب العلمية والأدبية.

تزوَّج من كريمة الحاج حسن بزي، وهي شقيقة عقيلة الإمام السيِّد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس)، وهاجر معها إلى النجف الأشرف في العام الذي اقترن بها. (ذي الحجّة من سنة 1346هـ)، ورزق منها في النجف الأشرف بخمسة ذكور وخمس إناث (السادة/ محمَّد جواد ـ محمَّد علي ـ محمَّد رضا ـ محمَّد باقر ـ محمَّد حسين).

التحق في النجف الأشرف بشقيقه آية الله العظمى السيِّد محمَّد سعيد فضل الله (قده)، حيث وجد فيه الأخ والمعلم والصديق، وقد ابتدأ دراسته المنهجية تحت إشراف أخيه، ودرس المقدّمات والسطوح عليه وعلى الميرزا فتاح الشهيدي، والسيِّد محمود الشاهروردي، والسيِّد عبد الهادي الشيرازي.

لازم السيِّد الشيرازي حتّى حاز الاجتهاد، وكان السيِّد الشيرازي يرجع المؤمنين إليه في جبل عامل ولبنان عامّة في الفتوى والقضاء وأمهات المسائل العلمية والقضائية.

تتلمذ على يديه في النجف الأشرف عددٌ من أهل العلم والفضل، أبرزهم السيِّد عباس أبو الحسن، والسيِّد عبد المحسن فضل الله، والشيخ بشير حمود الشوكيني، والسيِّد علي مهدي إبراهيم، والشيخ علي عسيلي، والشيخ حسن عسيلي، والشيخ محمَّد مهدي شمس الدِّين، والسيِّد عبد الكريـم نور الدِّين، والسيِّد علي فضل الله، والسيِّد محمَّد علي الأمين، وأولاده الثلاثة: السيِّد محمَّد حسين والسيِّد محمَّد جواد والسيِّد محمَّد علي.

يقول عنه ولده العلاّمة السيِّد محمَّد علي: “كان في نهجه التدريسي ذا أسلوب مميّز، وكان يستدرج طلابه للمناقشة ونقد الآراء العلمية الصادرة عنه أو عن كبار العلماء المجتهدين، حيث يشعر الطالب أنَّه يناقش أستاذه مناقشة الند للندّ”.

العودة إلى لبنان:

طلب منه العديد من كبار علماء النجف البقاء في النجف وعدم المجيء إلى لبنان عند عزمه الهجرة إليه، وأنَّ مركزه العلمي يفرض عليه المكوث في النجف لكونه من القلّة التي تصل إلى هذه المستويات المميزة، ولكنه أصرَّ على الرجوع إلى لبنان، فعاد في 25 ذي القعدة سنة 1375هـ، وذلك بعد مراجعات كثيرة وإلحاح من أهالي مدينة بنت جبيل ووجهائها، طالبين منه العودة ليكون إماماً ومرجعاً لهم ولسائر القرى العاملية، وظل يتردّد بين بنت جبيل والضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بقية حياته.

له مصنَّفات في الفقه والأصول، قام ولده السيِّد محمَّد علي بكتابة القسم الأكبر من بحوثه ونظرياته الفقهية والأصولية من خلال دارسته عليه لأكثر من عشرين عاماً.

سعى إلى تشجيع بناء المساجد والحسينيات في جبل عامل، ومساعدة المحتاجين واليتامى وتربية الجيل على الأخلاق الإسلامية.

ووقف إلى جانب الثورة الإسلامية في إيران، وشهد احتلال جبل عامل من قبل الصهاينة، ودعا النَّاس إلى مقاطعة المحتلّين وحثّهم على الجهاد.

وفاته: انتقل إلى جوار ربّه يوم الثلاثاء الواقع في 11 ربيع الأوَّل لسنة 1405هـ / الموافق في 4 كانون الأول لسنة 1984م.

نقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، وقد صلّى عليه المرجع السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قدس) ودفن في وادي السَّلام

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …