يقبع الطفل الفلسطيني السوري منير ابن الخمسة اعوام في مستشفى المقاصد في بيروت، بعد ان تلقى رصاصة طائشة من تشييع احد شهداء المقاومة في رأسه كانت كفيلة برميه في السرير في موتٍ سريري في زهرة عمره.
الطفل الذي فرّ من الحرب في سوريا املاً في إيجاد الحياة الامنة له ولاسرته في لبنان، كان يلهو اول من امس الاربعاء قرب منزله الكائن في مخيم شاتيلا على اطراف الضاحية الجنوبية لبيروت على ارجوحته، وما هي إلا لحظات حتى سقط الطفل ارضاً مدرّجاً بدمائه. والدته وشقيقته اللواتي لم يتحملنّ الصدمة، بادرتا بالصراخ حتى حضر مواطنون وتوجهوا بالطفل فوراً نحو مستشفى المقاصد حيث ادخل غرفة العناية المشددة في شبه موت.
وبحسب المعلومات الطبية، فإن الرصاصة إستقرّت في رأس الطفل بعد ان إخترقت غشاء الراس، وهو بحاجة إلى عناية الهية لكي تنقذه مما هو فيه. الاهل لم يحملوا المقاومة مسؤولية ما جرى، بل اشخاص باتوا يسيئون إلى المقاومة أكثر من تقديم الخدمات لها. وعلى الرغم من طلب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مناصري حزب الله دوماً وفي كل مرة يخرج فيها على الهواء للحديث، من وقف ظاهرة إطلاق الرصاص، إلا ان هؤلاء لا يبادرون إلى التقيد في كلام السيد.
حزب الله بدوره يسعى إلى وقف هذه الظاهرة. إصابة الطفل “منير” اتت وفق الاعتقاد، في تشييع الشهيد محمود إبراهيم في روضة الشهيدين. هذا التشييع تخلّله إشكال في نهايته بين اصدقاء الشهيد من مطلقي الرصاص، وعناصر الحماية في حزب الله الذين عملوا على محاولة تطويق موضوع إطلاق الرصاص بكثافة، ايضاً، حصل قبل يوم إشكال آخر مع اصدقاء الشهيد رواد المقداد في نفس المنطقة لكن بشكلٍ اوسع بعد ان رفض هؤلاء طلب افراد الحماية في المقاومة وقف إطلاق الرصاص في الهواء، وذلك وفق معلومات “الحدث نيوز”.
وفي هذا السياق، علمت “الحدث نيوز” ان “قيادة المقاومة عمّمت على وحداتها في المناطق المولجة متابعة امور تشييع الشهداء، ان تكون صارمة في الحد من عمليات إطلاق الرصاص، والطلب بهدوء من الشبان التبرّع بتلك الرصاصات إلى المقاومة عوضاً عن إطلاقها لتصيب الابرياء”. وبحسب معلومات موقعنا، فإن “عمليات توعية سيقوم بها المولجين قبل اي تشييع مع التمني الحار عدم إطلاق الرصاص، وبالحد الادنى الاستعاضة عنه بإطلاق المفرقعات”.
إذاً، فإن المشكلة هي بالفهم لدى بعض الاشخاص الذين يستغلون تشييع الشهداء من اجل القيام بعملية “تشبيح” و “شوفت حال” عبر إطلاق الرصاص، هؤلاء لم يعد يردعهم طلب الحزب وقف إطلاق الرصاص، ولا طلب ذوي الشهيد، وبات الامر بحاجة إلى تصرّف مغاير.