الرسالة الخاتمة

سماحة العلامة السيد محمد علي فضل الله
الجمعة 27 صفر 1436هـ الموافق 19 كانون الأوَّل 2014 م

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ، وَأفَضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ عَلَى أَشْرَفِ خَلْقِ اللهِ وأعزِّ المُرسَلينَ سَيِّدِنَا وحَبيبِنَا مُحَمَّدٍ رسولِ اللهِ وعلى آلهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأصحَابِهِ الأخيَارِ المُنْتَجَبين.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: 110].

الموت هو من صفات البشر الفارقة الَّتي يتحسَّسون من خلالها ضعفهم التكوينيَّ، والَّتي يتساوون أمامها فلا يفترق فيها الإنسان العاديُّ عن الأنبياء والأولياء. وقد مرَّت علينا في الأسبوع الماضي ذكرى أربعين سيِّد الشُّهداء الإمام الحسين(ع) بما تحمله من معانٍ وعبرٍ وما تنطوي عليه من روح التَّجديد والثَّورة على الفساد والظُّلم. ونقف اليوم على أعتاب ذكرى وفاة سيِّد البشريَّة وخاتم الرُّسل رسول الله محمَّد بن عبدالله(ص) حيث تصادف يوم غدٍ السَّبت الثامن والعشرين من صفر الخير.

والرَّسول(ص) هو الشَّخصيَّة الرِّساليَّة الأولى الَّتي نرتبط بها كمسلمين في حياتنا الرِّساليَّة، فهو الأسوة الحسنة الَّي أراد الله سبحانه وتعالى لنا أن نرتبط بها ونتحرَّك من خلال حركتها قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]، فهو إذن الأسوة الحسنة الَّذي نأخذ عنه كلَّ معالم ديننا في العقيدة والفقه والأخلاق وغيرها ممَّا يتَّصل بحاجاتنا في الحياة، لأنَّه الإنسان المعصوم الَّذي يتحرَّك من خلال الرِّسالة، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حين قال: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، فكلُّ ما يصدر عنه من قولٍ أو فعلٍ أو إقرارٍ يمثِّلُ سُنَّةً يجب اتِّباعُها والعملُ بها في الحياة.

إنَّ الرِّسالة الإلهيَّة ممتدَّة بامتداد الزَّمن، لأنَّها الرِّسالة الخاتمة، وإنَّ رسول الله(ص) هو الرَّسول الخاتم للرُّسل، ولذلك فهو الرَّسول الَّذي يجب على النَّاس اتِّباعه إلى قيام السَّاعة، قالتبارك وتعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ[آل عمران: 144].

ومن هنا لا بدَّ لنا من دراسة حياة الرَّسول ومنهجه وأخلاقه وأسلوبه في العمل من أجل الوصول إلى الكمال الَّذي أعدَّه الله للنَّاس وذلك من خلال طاعة الرَّسول كمقدِّمة لطاعة الله عزَّ وجلَّ.

وحياة رسول الله(ص) أيُّها الإخوة تمتلئ بالدُّروس والعبر، لأنَّها كانت تمثِّلُ رسالة الله في كلِّ أبعادها المعرفيَّة والرُّوحيَّة والأخلاقيَّة، فكان رسول الله(ص) هو الإسلام، وكان الإسلام هو رسول الله(ص)، فكان(ص) يعيش الواقع الإسلاميَّ في القرآن بكلِّ أبعاده وحدوده وتشريعاته ومفاهيمه وأخلاقيَّاته حتَّى وصفته إحدى زوجاته فقالت: كان خُلقُه القرآن، وكان القائد الَّذي يشارك أتباعه وجنوده في كلِّ همومهم وشؤونهم وشجونهم، فكان يعاني كما يعانون ويساوي نفسه بأقلِّهم، حتَّى أنَّه كان يربط حجر المجاعة على بطنه في أيام الجدب، ويلبس مثل لباسهم ويجلس بينهم مثل جلستهم لا يتميَّز عنهم بشيء حتَّى أنَّ الغرباء الَّذين يقصدونه بين أصحابه كانوا يسألون: أيُّكم محمَّد لأنَّه كان لا يتميَّز عن أصحابه بشيءٍ في لباسه وفي مجلسه.

ولأنَّ رسول الله هو القدوة لنا في كلِّ حركتنا في الحياة، وخصوصًا فيما يرتبط بمجال الدَّعوة، فلا بدَّ لنا كمؤمنين عاملين في سبيل الله من التَّوقُّف أمام أسلوبه في العمل الرِّساليِّ، سيَّما حين بدأ المسلمون يتَّسع إطارهم ويتكاثرون والإسلام يقوى ويشتدُّ، وذلك حين بدأ يتحرَّك على أرضيَّةٍ ثابتة حين تمَّ بناء الدَّولة الإسلاميَّة الأولى في المدينة المنوَّرة.

فقد بادر رسول الله(ص) عند وصوله إلى المدينة إلى اتِّخاذ عدَّة خطوات لها أهميَّتُها ودلالتُها الرَّمزيَّة الكبيرة:

الخطوة الأولى من هذه الخطوات، كانت بناء المسجد الَّذي كان متواضعاً في شكله وهيئته، ولكنَّه كبير في وظائفه ودوره، حيث كان دوره المخطَّط له من قِبَلِ النَّبيِّ(ص) هو الانطلاق بالدَّعوة لرسم واقع الرسالة وأهدافها، وتعاليمها وأسُسِها وتفرُّعاتها وتفصيلاتها، فكان المسجد هو المدرسة الَّتي يتعلم من خلالها المسلمون كلَّ تعاليم دينهم، فضلاً عن كونه محلاً للاجتماع حين تفرض الحاجةُ ذلك، سواءً في وقت العبادة سيَّما في يوم الجمعة أو ليلتها، أو في إطلاق دعوة الجهاد وصرخته، أو في التَّشاور بين المسلمين، لما فيه مصلحةُ الرِّسالة والأمَّة.

وفي هذا إشعارٌ بأهمِّيَّة دورِ المسجد في رسم الحياة الإسلاميَّة وتركيز واقعها في المجتمع.

إنَّ رسول الله أراد من خلال حركته أن يعلِّمنا أنَّ المسجد ليس مجرَّد مكانٍ للعبادة الشَّكليَّة والتصوِّف والاعتكاف والانعزال عن النَّاس والمجتمع وعن واقع العمل فيهما، فهو بيت الله الَّذي جعله للنَّاس على الأرض، ومن خلاله -وفي كل العهود الإسلاميَّة- كانت تنطلق أجواء العلم والمعرفة، وتُعقدُ الاجتماعات الَّتي تبحث في مصلحة المسلمين كلِّهم والأمَّة الإسلاميَّة كلِّها.

وإنَّ التَّاريخ الإسلاميَّ يشهد كيف كانت المساجد مراكز للعلم والوعي والمعرفة، فكانت هي المكان الَّذي يتخرَّج منه كبار علماءِ المسلمين الَّذين ساهموا في إثراء الحياة الإسلاميَّة، ونشر حضارة الإسلام وكلمة الإيمان والحقِّ، في حياة الأمَّة، وكانت المساجد أيضًا هي المدرسةُ الأمُّ للأمَّة كلِّها في كلِّ مجالات المعارف الدِّينيَّة والسِّياسيَّة والأخلاقيَّة وحتَّى الاجتماعيَّة.

لقد أراد النبيُّ(ص) أن تكون المساجد محلاً للاجتماع والتَّعارف بين أبناء الخطِّ الإيمانيِّ الواحد والعقيدة الواحدة، لتتمَّ من خلال ذلك الإلفة والمحبَّة بينهم، وتبادلُ التَّجارب والخبرات ممَّا يسهم في خلق واقع القوَّة بين المسلمين. والملاحظُ أنَّ النَّبيَّ بنى بيوته ملاصقة للمسجد لما للمسجد من أهمِّيَّة مركزية في الإسلام.

وكان من خطوات النَّبيِّ(ص) العمليَّة أيضًا، استحداث مكانٍ للتَّجمُّع السَّكنيِّ للمسلمين، لإبعادهم عن المُشركين واليهود الَّذين كانوا يكيدون لهم كيد السُّوء في المدينة ويسعَون من أجل إضعافهم وتمزيقهم وتشتيت كلمتهم وإبعادهم عن منهج الإسلام.

لقد أراد(ص) تحصين المجتمع الإسلاميِّ وخَلْق حالة الوحدة الاجتماعيَّة فيه، فلا يتأثَّر المسلمون فيه بقوى الكفر والضَّلال، ومن هنا نرى أنَّ الإسلام يمنع من الهجرة إلى البلاد الَّتي لا يمكن إقامة شعائر الإسلام فيها، لما يخلَّفه ذلك من ضعف العقيدة، لأنَّ الإنسان بطبيعته يتأثر بالمجتمع الَّذي يعيش فيه، كما منع من البقاء في البلاد الَّتي يخاف فيها على دينه من الانحراف، وهذا ما يجب على أبنائنا وإخواننا في بلاد الاغتراب أن يلتفتوا إليه، وخصوصًا من جهة أولادهم وأبنائهم فإنَّ عليهم أن يحافظوا على دينهم كما يحافظون على صحَّتهم وتعليمهم ويهتمُّون بمستقبل حياتهم، يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التَّحريم: 6].

والخطوة الثَّالثة كانت المؤاخاة بين المسلمين، وهي الَّتي تخلق وحدة عضويَّة بين أبناء الإسلام.

والخطوة الرَّابعة خطوةُ نزع ولاية أهل الكفر عن المسلمين وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة: 71]، وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً [النساء: 141]، فلا سلطة للكافر على المسلم.

إنَّ قيمة الإنسان هي بما يحمله في ذاته ويمثِّلُه في نفسه من قِيَمٍ وأخلاقٍ وسلوك، والقيمةُ الحقيقيَّة للإنسان، تتمثَّل بالإيمان الواعي المتأصِّل في القلب والمنفتح على العقل وبالعمل الصَّالح وهذا هو مقياس التَّفاضل، فالمسلم مستقلُّ الإرادة وحرُّ التصرُّف، وعزيزُ الموقع يرفض التَّبعيَّة لكلِّ القوَّة الكافرة والمنحرفة فقد جاء في الحديث عن الإمام الصَّادق(ع) قال: إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أمورَه كلَّها، ولم يفوِّض إليه أن يكون ذليلاً، أما تسمعُ اللهَ تعالى يقول: وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ [المنافقون: 8].

أيُّها الإخوة، إنَّ علينا أن نكون الأعزّاء الأحرار الأقوياء، فهكذا أرادنا الله تعالى وهكذا أرادنا الإسلام، ولذلك علينا أن نعرف كيف نتحرَّك في مواجهة الظُّلم والانحراف وكيف نستمرُّ في محاربة الفساد، وخاصَّة في عالمنا اليوم حيثُّ ينتشر الظلم وتتعاظم التَّحدِّيات الَّتي تواجهها الأمة، حيث لا يزال العدوُّ الصَّهيونيُّ، يشكِّل الخطر الأكبر عليها، لأنَّه ركيزةُ الاستكبار الغربيِّ في بلادنا، فهو يحتلُّ أرض المسلمين ومقدَّساتهم، كما يَرعَى مشاريع الاستكبار العالميِّ في المنطقة، ويسعى ليكون القوَّة الوحيدة فيها، لذلك، يريد أن تتشرذم دولها وتتمزَّق، حتَّى لا تشكِّل أيَّ موقعٍ للقوَّة في المنطقة والعالم.

كما تستمرُّ جرائم العدوِّ في فلسطين المحتلَّة، الَّتي تبقى القضيَّة الرَّئيسيَّة، وجوهر الصِّراع مع العدوِّ، الَّذي هو أصل الإرهاب وأساسه، منذ إنشاء كيانه المزعوم حتَّى اليوم، فمَن يَنسى مجازر دير ياسين وكفرقاسم وصبرا وشاتيلا وقانا الأولى والثَّانية وغيرها الكثير… وقد شكَّل احتلاله لفلسطين جريمةً مستمرَّةً، طال سكوت العالم المستكبر عنها، حيث لا يأبه هذا العدوُّ، لأيٍّ من القوانين والأعراف الدوليَّة والإنسانيَّة، حتَّى أنَّه ـ قبل أيام ـ قتل الوزير الفلسطينيَّ زياد أبوعين بدمٍ بارد، فيما يواصل المستوطنون محاولاتهم اقتحام المسجد الأقصى، حيث قامت مجموعات منهم بالدُّخول إلى باحاته لتأدية طقوسهم الدِّينيَّة داخل المسجد، وتأتي هذه الاعتداءات في سياق مخطَّط ممنهجٍ لتغيير الأوضاع في قبلة المسلمين الأولى، وتكريس السَّيطرة الصَّهيونيَّة على الحرم القُدسيِّ، وسط صمت عربيٍّ وإسلاميٍّ مشبوه..

إنَّ التَّجربة أثبتت بما لا يقبل الشَّكَّ أنَّ هذا العدوَّ، لا يفهم إلَّا لغةَ القوَّة والمقاومة، لذا يجبُ على القوى الفلسطينيَّة أن تتناسى خلافاتها، لتتوحَّد في مواجهته، كما ينبغي لبعض قوى المقاومة الفلسطينيَّة، أن تترك رهاناتها الإقليميَّة الخاطئة، الَّتي جعلتها تَنسى القضيَّة الأساس، فتعود إلى خيار المقاومة، بعد أن غرقت في المستنقع السُّوريِّ، ممَّا جعلها في صفٍّ واحدٍ مع العدوِّ الصَّهيونيِّ، الَّذي يتَكشَّف لنا يوماً بعد يوم، مدى انخراطه في الحرب على سوريا ودعمه للجماعات التكفيريَّة، ومشاركتِها في حربها على النِّظام. إنَّ هذه الجماعات التَّكفيريَّة باتت تحظى بكلِّ رعاية العدوِّ ودعمه، وهو يتحالف معها في الوقت الَّذي تدّعي أمريكا قيادة الحرب ضدَّها، دون أن تبدو راغبةً أو عازمةً على القضاء عليها بشكل جدِّيٍّ، ذلك أنَّها تستثمر هذا الإرهاب في خدمة مشاريعها الهادفة للسَّيطرة على المنطقة، أمَّا “إسرائيل” فتحاول مواجهة محور المقاومة وإسقاطه في سوريا، بعد أن عجزت عن ذلك في محطَّاتٍ عديدة، كان أبرزها حرب تموز عام 2006، كما لا تُخفي دولةُ العدوِّ خشيتها من وصول أسلحة نوعيَّة إلى المقاومة، لما تشكِّله من خطرٍ على كيانها.

إنَّ دُخَان الحرائق المُلتهبة في المنطقة، لا يمكن أن يحجُب المساعي الصَّهيونيَّة المستمرَّة في السرِّ والعلن لاستهداف المقاومة والنَّيل من قدراتها، الأمر الَّذي يَفرض عليها أقصى درجات الجهوزيَّة والاستنفار في مواجهة العدوِّ الصَّهيونيِّ، في نفس الوقت الَّذي تواجه فيه الخطر التَّكفيريَّ المتحالف مع المشروع الصهيونيِّ – الاستكباريِّ.

أمَّا في العراق، فقد توافد زوار أبي عبدالله الحسين(ع) إلى كربلاء، مُتَحَدِّين كلَّ الأخطار والتَّهديدات الَّتي أطلَقتها الجماعاتُ التَّكفيريَّة، مؤكِّدين من خلال عزيمتهم الحُسينيَّة، على الإرتباط بنهج سيد الشُّهداء(ع) قائدِ مسيرة الإصلاح في أمَّة جدِّهِ رسول الله(ص)، ومُستَلهِمينَ روحَ ثورته العظيمة، لتكون السَّلاح الأقوى في مواجهة الظَّالمين في كلِّ زمانٍ ومكان، حتَّى تحقيق النَّصر على أعداء الدِّين والإنسانيَّة…

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ [التوبة: 105]

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …