الحديث أيضاً وأيضاً عن البطريرك الراعي وزيارته إلى فلسطين المحتلة ولقائه عملاء ميليشيات لحد.
لم يستمع البطريرك الراعي لنصيحة حزب الله بعدم مرافقة البابا في زيارته إلى فلسطين المحتلة. ولم يستمع لنصائح الكثيرين من السياسيين الذي نصحوه علناً أو سراً بعدم الذهاب. لم يأبه الراعي لكل هذه النصائح، كأنها كانت فرصة انتظرها كثيراً وجاء وقتها بإعلان البابا نيته القيام بزيارة فلسطين. وعاد البابا إلى روما ولم يعد البطريرك إلى روماه. كأنه تعمد البقاء بعد مغادرة البابا لفلسطين ليقول للرأي العام إن زيارته تختلف عن زيارة البابا، ليس فقط في عدم لقائه بالسياسيين الرسميين الإسرائيليين وإن زيارته رعوية خالصة.
قابل البطريرك عملاء ميليشيا جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم، استمع إلى شكاواهم، دافع عنهم معلناً أنهم ضحايا، وربما لولا اضطراره لمتابعة موضوع انتخاب رئيس للبنان كان فضّل البقاء بينهم حتى عودتهم معه إلى ربوع الوطن.
انتُقد الراعي لزيارته فلسطين المحتلة ثم انتُقد للقائه العملاء ودفاعه عنهم. ودافع عن زيارته كثيرون. من المدافعين من قال إن موقف الراعي من هؤلاء العملاء لا يخرج عن سياق التفاهم الذي حصل في العام ألفين وستة بين التيار الوطني الحر وحزب الله فيما يتعلق بالنظرة إلى عملاء ميليشيا لحد. لكن هذه الوثيقة لم تصف هؤلاء بالضحايا، مع أنها فضلت رؤيتهم على أرض بلادهم، لا على أرض العدو، كما أنها تدعو إلى الأخذ بعين الاعتبار كل الظروف السياسية والأمنية والمعيشية المحيطة بموضوع عودتهم، وعليه فالعودة يجب أن تترافق مع وجوب مثولهم أمام القضاء اللبناني لمحاكمتهم على أعمالهم الإجرامية التي صدرت عنهم حين كانوا يتعرضون للمقاومين والمدنيين في جنوبي لبنان وبقاعه الغربي. أما عائلاتهم فلا يؤخذ البريء بجريمة المجرم، وهي القاعدة التي عمل بها المقاومون في مواجهاتهم اليومية مع عملاء العدو في جنوبي لبنان، يوم كانوا يؤجلون تنفيذ عملياتهم ضد هؤلاء عند وجود أقارب مدنيين بالقرب منهم، وتأجيل عملية اغتيال المجرم عقل هاشم في المرة الأولى أشهر دليل على ذلك.
كل الأعذار التي جيء بها للدفاع عن زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى فلسطين المحتلة أعذار واهية، وأوهى منها الأعذار التي اختُلقت لتبرير لقائه بمجرمين أصر بعضهم، على الأقل، على موقفه العدائي من المقاومة وأهلها، مؤكداً بقاء تبعتيه للعدو وجيشه.
شاهد نيوز