لماذا ندافع عن المنهج الحيَّدري ؟!
—————————————-
مُنذ أن بدأ المشروع الإصلاحي الموسوم بـ ( إسلام القُران وإسلام الحديث ) لسماحة السيَّد الحيّدري – دام عزّه – والحركة التجديدية في إعادة قراءة الفكر الشيعي سألني الكثير ولازال البعض يوجّه السؤال ماهو سبب دفاعكم عن السيَّد الحيّدري ؟ وماهو سبب هذا التحمّس إتجاه ؟ وهل هو مرجعاً لك حتى تهتم بنشر أفكاره ومواقفه ؟ وكإنما التقييم في المواقف والآراء والأفكار هو فقط لمن يرجع له الإنسان في التقليد وكإنما التقليد هو المحرّك لنشاطاتنا الفكرية فقط ، وهذا هو سبب أختلافاتنا الشخصيّة بحيث أن الشخص أن مدح فكر شخصٍ آخر قالوا عنّه أنه مقلداً له ويرّوج لفكره ؟ وكإنما أرتكب جريمه .
المُهم أن سبب دفاعي هو ليس كونه مرجعاً للتقليد فقط وليس كونه شخصُ السيَّد الحيدري فلا علاقة لنا بمرجعيتهِ ولا لنا علاقة بشخصة ، لأن هذه الرؤية تعتبر ضيّقه جداً عندما نقيّد العُلماء بمرجيعتهم فقط وفقط ، بل نحن ندافع عن المشروع الذي بدأ به سماحته في تصحيح التراث وإعادة القراءة مرّة ثانية على أسُسٍ منهجية تصحيحية جديدة ، فعندما وجدناه مُفـوّه بلغة القرآن ويفكّر بطريقةٍ توليديةٍ تخرق حجُب الممنوع وتدّك عروش المُمتنع أيقنتُ آنذاك أنني أمام منهجية جديدة في فهم الدَّين ترتكز بمجملها على المعرفة القرآنية وتجعلها المنطلق لأستكناه النصوص الروائية ، لقد أدركتُ حينها مدلولية الجدّة والإرادة والمنهجيّة المُستحدّثه والبرهان المقنع ، دفاعنا عن المنهج الحيَّدري لأنه يعتبر نقطة الألتقاء العلمي بين مدرسة النجف وقم المُقدّستين ، فهو وريت المنهج الصَّدري ( الأول ) ، والدَّرس الخوئي ، والتطبيق الصّدري ( الثاني) ، وسليل المبَحث الجوادي ، وثمرة الوحيد الخراساني ، فتكوّن عندها المنهج الحيّدري ، فهو مدرسة بحدَّ ذاتها أستخلصت منابع الإنجاز النجفي وأستهلمت مكامن النبوغ القمّي ، وصيّرتها منهجيّة توليدية جديدةً لمْ يسبق لها مثيلٌ في قرع باب المعارف الدّينية ، فأن سمة المنهج الحيدري سمة بارزة في مُعالجة المعارف الدينية تحتلف بمُجملها عن الطريقة الكلاسيكية المعروفه وهذه هي السمّة التي أسّست لمنهجٍ جديد في أستنطاق الفكر الإمامي لمواكبة الوقت الراهن ، الذي وجدنا أنفسنا فيه بفعل ظلمات الإسلام الأموي أمام ثقافات أجتماعية وأصول دينية لا أصل لها سوى ذلك الدّس والتزوير ، واحدثوا لنا مقابلات تأريخية عقيمة ، لامنتصر فيها ، بل الجميع فيها خاسر ، والخاسر الأعظم والحقيقي هو الإسلام والقرآن والإنسان ، وأحدثوا لنا أطرافاً متطرّفة تـُوقد في الأمة نيران الفتنة بين الحين والآخر مثّل ادوارها كلٌ من النواصب والمغالين ، وهكذا وجدنا أنفسنا امام إسلام تكفيري وإسلام خرافي وأسطوري ، وإسلامٍ جبانٍ خانع ، وإسلامٍ لا وجه له ، وإسلامٍ حقيقي يخشى أصحابه البوح به .
هذا وغيره الكثير ممن دفعني من أن أدافع عن المنهج الحيّدري وليس شخص الحيدري فإننا نحتكَم إلى قداسة الأفكار والنُصوص والأفكار لا قداسة الأشخاص فهو مشروع مؤسساتي وليس مشروع فرداني كما وصفه البعض مؤخراً ، وبما أنه مشروع مؤسساتي فلا يمكن أن ينهض به فرد أو عدّة أفراد ، وإنّما لابّد من كوادر تدير أعمالها بمهنية عالية وهذه وظيفتنا جميعاً لأن المشروع التجديدي لايمكن أن ينهض بشخص السيَّد الحيّدري ، فقط بل لابد من الدور التكميلي في نقل وتقريب المشروع للأمه من دور النخب المُثقفة والعُلماء الرسَاليين والأمّة الواعية فإن أدرك العُلماء الرساليين والأكاديميون والنُخب دورهم التحصَيني والترويجي الهادف وأدركت الأمّـة ضرورة الأستجابة بالتفحّص عن الحق والتمسّك به ، فإن تحقق ذلك كله ، نكون قد نهضنا جميعاً بمسؤوليتنا والتأريخية تجاه هذا المشروع الأصلاحي ، مشروع الكلَّ ، مشروع محمدٍ وآل محمد الحقيقي هذا ما أجده في فهمي وقد اكون مخطئاً ومن الله التوفيق .
أسـامة العتابي .