هذا هو الحلف الوهّابي الصهيوني الذي كتبه بخط يده الملك عبد العزيز آل سعود «إنه بناء لإرادة بريطانيا لا مانع عنده من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود»، وأي شعور عربيّ كان عند الملك عبد العزيز آل سعود عندما كتب هذه الوثيقة بخطّ يده وتنازل عن فلسطين وأعطى ارضاً عربية لليهود بناء لإرادة بريطانيا.
جاء وعد بلفور بإعطاء اليهود وطن قومي في فلسطين ولحق به وعد الملك عبد العزيز آل سعود بإعطاء فلسطين لليهود، وهكذا يتبجّح الوهابيون وآل سعود بأنهم رمز العروبة ومن يكون رمز العروبة لا يقوم بفعل الخيانة ويعطي فلسطين لليهود.
قدّمت المملكة العربية السعودية على طبق من فضة فلسطين لليهود، والوثيقة التي ننشرها هي وثيقة تاريخية بخط يد الملك عبد العزيز آل سعود وليس فيها اي تزوير او ابهام او تشويش او عدم وضوح، بل هي وثيقة تاريخية بخط يد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية مع محمد عبد الوهّاب مؤسس الوهّابية مقابل التضحية بكل شأن عربيّ من اجل مصالحة وإرضاء لبريطانيا كي ترضى عن المملكة العربية السعودية.
لا نستغرب شيئاً إذا كانت المملكة العربية السعودية والملك عبد العزيز آل سعود قد ضحّوا بأرض فلسطين لمن اسموهم المساكين اليهود، ولا نستغرب مدى عمق العروبة عند آل سعود والوهّابية عندما يقدمون فلسطين للمساكين اليهود متعهدين بإرضاء بريطانيا بذلك ومن أجل مصلحة سعودية وهّابية ضيّقة تنازلوا عن القضية الأم وهي فلسطين لليهود والتي ما زالت منذ 70 سنة حتى الآن هي منبع الكوارث في العالم العربي.
آل سعود اليوم والوهّابيون يريدون الدفاع عن العروبة وارتكبوا جريمة التنازل عن فلسطين للمساكين اليهود، فهل من عربي يسامح السعودية وآل سعود والوهّابيين على هذه الجريمة النكراء بتسليم فلسطين للمساكين اليهود على حدّ قول الملك عبد العزيز آل سعود.
واليوم المملكة العربية السعودية وآل سعود والوهّابيون يتباكون على العروبة في العراق واليمن وسوريا ولبنان، لأن هذا المحور هو محور الممانعة والمقاومة ضد حلفائهم الاسرائيليين، وضد الحلف الوهابي الصهيوني وما الحرب التي يشنها الملك سلمان بن عبد العزيز إلا الخدمة الكبرى لاسرائيل التي تريد اليمن مدمراً والعراق مدمراً وسوريا مدمرة ولبنان في أزمة كي تفرح اسرائيل وترى الدول العربية كلها مدمّرة وقد عادت الى الوراء 50 سنة.
أي خدمة يقدمها الملك سلمان بن عبد العزيز وآل سعود والوهّابية الى الصهيونية أكثر من هذه الحروب التي يشنونها، فجرى ضرب اليمن ضرباً قوياً لمدة 30 يوماً حتى دمرته بشكل نهائي لأنه قال «والله ان عدوي هو اسرائيل وأميركا» وما الحرب التي تجري في العراق والتي تغذيها بالمليارات السعودية ليتم تقسيم العراق الى دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية، وما الحرب التي تجري في سوريا الا لإثارة النعرات المذهبية بين سنّي وعلوي من اجل تدمير سوريا تحت عنوان «اسقاط الرئيس بشار الاسد».
ومع ذلك لم تقم الطائفة السنية بمجاراة السعودية والوهابية، والطائفة السنية ما زالت متماسكة في سوريا تحافظ على وحدتها الوطنية، اما لبنان فمن ينسى لا يستطيع ان ينسى عندما قام حزب الله بخطف الجنود الاسرائيليين وما صدر عن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الذي غطى الاعتداء على لبنان بالقول «ان ما قام به حزب الله هو مغامرة غير محسوبة ولا يجب ان تحصل» وكان هذا القول من الوهابية حليفة الصهيونية الغطاء لشنّ حرب اسرائيل على لبنان طوال 33 يوماً، ومع ذلك خسرت اسرائيل الحرب وخسرت معها الوهابية الحرب ايضاً.
ان اخطر ما يهدّد العالم العربي هو الحلف الصهيوني – الوهابي مع آل سعود فاحفظوا يا عرب هذا الخطر، احفظوا ان الكوارث تأتي علينا من سياسة المملكة العربية السعودية وآل سعود والوهّابية والصهيونية وهذا بحدّ ذاته كارثة الكوارث.
المصدر: شارل أيوب