ماهر الخطيب – النشرة
لم تترك التحركات المستمرة في الشارع اللبناني، بسبب أزمة النفايات، فريقاً سياسياً لم تربكه، إلا أن حجم القلق الذي يعبّر عنه تيار “المستقبل”، من خلال مواقف أبرز مسؤوليه، قد يكون الأعظم، خصوصاً أنه لا يستطيع أن يرى إلا أن “حزب الله” يقف خلفها، عبر “سرايا المقاومة”، بغض النظر عن حجم المعاناة التي يشعر بها المواطن منذ سنوات طويلة.
بالنسبة إلى هذه المصادر، يتحمل “المستقبل” بشكل أساس المسؤولية عما وصلت إليه الأزمة على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، لا سيما أنه مسؤول عن هذا الشق من إدارة الحكم في البلاد طوال الفترة السابقة، وتلفت إلى أن قياداته كانت تتحدث عن هذا الأمر بشكل واضح في الفترة التي تلت خروج الجيش السوري من لبنان، وتعتبر أن من الطبيعي توجيه الإتهامات له، إلى جانب أفرقاء آخرين بعضهم موجود في قوى الثامن من آذار، إلا أنها توضح أن الشركات المسؤولة عن ملف النفايات معروفة الإنتماء والهوية.
في الجانب الآخر، تُصر مصادر نيابية في كتلة “المتسقبل”، عبر “النشرة”، على الحديث عن مخطط يقوم به “حزب الله” لاستغلال مطالب المواطنين بهدف الوصول إلى مرحلة المؤتمر التأسيسي، الذي دعا إليه أمينه العام السيد حسن نصرالله صراحة، وتشير إلى أن الحزب يبتعد عن الواجهة في هذه المرحلة ليتصدرها المنتسبون إلى “سرايا المقاومة”، إنطلاقاً من إعلان المنظمين في الحراك المدني عن دخول “مندسين” على الخط.
وتعتبر هذه المصادر أن ما يجري هو عملية إنتقام مبرمجة من كل “إنجازات” رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، من خلال إفتعال أعمال الشغب في وسط بيروت، بالإضافة إلى وضع ممثل التيار في الحكومة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الواجهة، من خلال السعي إلى إفتعال المشاكل مع قوى الأمن الداخلي، التي حكماً لن تبقى في موقع المتفرج على ما يقوم به هؤلاء من عمليات “تخريب” ممنهجة، وتضيف: “إذا كان البعض يريد الضغط في الشارع لفرض مطالب حليفه أو الذهاب إلى إسقاط إتفاق الطائف، فإن هذا الأمر لن يحصل بأي شكل من الأشكال”، وتعتبر أن مفتاح الحل لا يزال في يد القوى التي تعطل إنتخابات رئاسة الجمهورية وترفض عودة العمل إلى مجلس الوزراء.
في المحصلة، تشدد المصادر النيابية في كتلة “المستقبل” على رفض وصف ما يحصل في الشارع اليوم بـ”الثورة الشعبية”، وترى أنها عمليات تخريب لا تنفصل عما حصل في شوارع بيروت خلال شهر أيار من العام 2008، وتؤكد أن المطلوب منها “الإرهاب” عبر “الشغب” بدل “السلاح”، نظراً إلى أن إستخدام الأخير ليس ممكناً في الوقت الراهن.