من يتابع الفايسبوك خلال الساعات الـ٢٤ الماضية، يظن ان حزب الله هو مجموعة من الانتهازيين الفاشلين، وليس هذا الحزب الذين انطلق كمجموعة من الفتية ليتحول الى قوة اقليمية عظمى تهزم اسرائيل وتقاتل التكفيريين وجهاً لوجه وتمنع اميركا (اميركا يا اهل الله ومعها العرب والغرب) من تحقيق اهدافها. ليس في هذه الحكومة ما يسر القلب. لكن، هلا سأل احدنا نفسه عن سبب قبول حزب الله بها؟ هل يلهث حزب الله للحصول على وزارة الصناعة ووزارة دولة؟ هل ان حزب الله هُزم ليستسلم؟
لا هذه ولا تلك. حزب يعتمد في هكذا حالات سياسة “بديل الحرب” او “بديل الفتنة”. الاتفاق مع آل الحريري وتسليم الحكومة لآل سعود يلجمهم ويقي شعب المقاومة ولبنان شر الفتنة الكبرى التي تريدها عائلة السفلس. نعم، هو تنازل، لكي يبقى البلد، وتبقى المقاومة التي تقاتل على جبهتين ويريد لها آل سعود فتح جبهة ثالثة في عقر دارها. اليوم هذه دعوة للواقعية.
حزب الله مستعد للتضحية برصيده (الرصيد الشخصي لأمينه العام ايضا)، من اجل الحفاظ على المقاومة وشعبها، ومن اجل الحفاظ على ما تبقى من هذا البلد.
بالتأكيد، يخطئ حزب الله بالتكتيك. ومن حقنا وواجبنا انتقاده. لكن البشع هو تحول هكذا مناسبة الى فرصة يريد البعض استغلالها والمبالغة للقول: شفتوا، انا اشتم الحزب كمان!
المصدر: صفحة الصحفي حسن عليق