التكاذب واللاواقعية

يعيش مجتمعنا بمستوياته المختلفة سواء منه المقيم أو المغترب كذلك اللبناني بشكل عام والمسلم بشكل خاص نزولاً حتى مستوى العائلة والفرد حالات من نكران الواقع والهروب إلى الأمام بعيدا عن شبكة معقدة من الأزمات وعلى مختلف الصعد.
هي عقود من الأزمات التي لم توضع يوماً على سكة مستقيمة للإصلاح ومع كل محطة أو حقبة تجد المسؤول عن الإصلاح متلهياً بأولية حقة دون سائر الأولويات.
إذا اللاواقعية وقصر النظر هي السمة الأبرز. وللنزل من النظريات إلى أمثلة مباشرة نرى ما يلي:
هذه فلسطين التي عكفنا دهراً على رفع إسمها ومقاطعة مغتصبها والتي لم نستطع كأمة تشكيل فرقة كوماندوس نحرر من خلالها ولو قرية من القرى المحتلة.
هذا لبنان الذي ننشده درة الشرق والغرب ومنبع الحضارة والدي لم نستطع أن نضع له دستورا يساوي بين الناس ويحفظ كراماتهم.
وهذه مدننا وقرانا تضج بالقصور الفاخرة فيما لم نستطع تزويد معظمها بشبكة مجاري صحية.
وهنا لنا من ركب الفاخر من السيارات ولبس الغالي من الثياب وتخلف عن تعليم إبنه لياقة المشي والحديث وتقديم أولوية المستقبل على ما سواها من سخافات وترهات.
كل هذه اللعنات تعود برأينا إلى أننا لا نجيد تحديد مسؤولياتنا. وإن حددناها تجدنا جاهلين بتحديد سلماً لأولوياتها. وإذا وضعنا أولوياتٍ تجدنا نقدس ما طاف إلى القمة من أمور ونتجاهل ما بقي.
أما الحل فيبدأ من الفرد ليصل إلى المجموعات. ويكون ذلك بالإعتراف بما عندنا من إخفاقات وتقبلها وتقبل المسؤولية عنها. ومن ثم الإنتقال إلى ترتيبها بحسب آثارها السلبية على حياتنا قبل الإنتقال إلى حلها تدريجياً.
هكذا تكون الحلول لواقعنا المأزوم على أكثر من مستوى. وما هي إلا مسألة شفافية مع الذات أولاً ووعي وتدبير ما سوف يخرجنا من مرارة ما نحن مترنحين فيه!
حي على خير العمل!
نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …