بين الواحد والثلاثين من شهر آب من عام 1978 والواحد والثلاثين من شهر آب من هذا العام 2013 ، خمسة وثلاثون عاما بالتمام والكمال مرت على جريمة العصر المتمثلة بإخفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا .
إنها جريمة إنسانية بكل المعايير والمقاييس ولم تشهد مثلها دوائر القانون والعدالة في هذا العالم هذا أقله ما تشير إليه لوائح الإطلاع على المواقع الإلكترونية لمنظمة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وهيئات قانونية تعني بمسألة العدل الدولي .
المتابع لقضية الإمام الصدر يلاحظ أن القضاء اللبناني تحرك لمتابعة هذه القضية المعقدة والأليمة منذ إصدار قاضي التحقيق العدلي في لبنان سميح الحاج قراره الاتهامي ضد ( الرئيس الليبي معمر القذافي رئيس النظام السابق ) منذ ١٩٧٨ و ١٩٨٩ و٢٠٠٤ وآخرها ما ذكرته وسائل الإعلام اللبنانية من أن النائب العام المتميز اللبناني القاضي سعيد ميرزا أنهى إبداء المطالعة القانونية في قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين المؤرخة بتاريخ ٢١ آب ١٩٨٧ .
المحقق العدلي نفسه طلب يومها اتهام الرئيس القذافي واحد عشر مسؤول ليبي آخر وإصدار مذكرات تحر بحقهم ، إضافة الى اتهام ستة مسؤولين ليبيين آخرين تمهيدا لتسطير مذكرات إتهام بحقهم لدورهم في هذه الجريمة البربرية التي تظهر الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي قدم التنازلات في قضايا ( طائرة لوكربي ) و( تفجير البار الألماني ) ومشاكله القانونية والقضائية مع العشرات من دول العالم ومنها بعض الدول العربية التي عانت من مشاكل كبيرة من قبل هذا النظام الذي لا يقيم أي احترام للقانون والعدالة الدولية وأبسط حقوق الإنسان وعدم احترام العادات العربية الأصيلة في استقبال وإكرام الضيف والقيام بتكريمه .
وإلا بماذا يُفسر ان دولة ما في هذا العالم تقوم بتوجيه دعوة رسمية إلى زعيم وقائد من حجم الإمام الصدر وعندما يلبي الرجل دعوة القيادة الليبية ويقوم بزيارة رسمية إلى هناك ، يتم الغدر به وبرفيقيه ويتم تغييبهم في واحدة من أغرب القضايا التي يشهدها العالم ، ولا يمكن بأي صورة من الصور إيجاد مبرر لها ، فالإمام السيد موسى الصدر وصل إلى ليبيا ونزل في فندق الشاطئ تحديدا ورآه العشرات من الشخصيات اللبنانية التي كانت مدعوة الى العاصمة الليبية لحضور احتفالات ( الفاتح من سبتمبر ) الاول من ايلول عيد الثورة هناك .
ولكن لان بعض الاعراب شيمهم الغدر والخيانة لأنهم استبدلوها بمزايا اكرام الضيف وأغاثة الملهوف ، فاذا بالامور تنقلب راسا على عقب عندهم .
وما تأكيد العدد الكبير من تلك الشخصيات مشاهدتها والاجتماع بالإمام الصدر في فندقه الا تكذيب صريح للإدعاءات الرسمية الليبية بأن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى ليبيا وإنما ضاعت أخبارهم في العاصمة الإيطالية روما ،وذلك حسب ما تؤكده الرواية الرسمية الليبية ، والتي تكررها منذ خمسة وثلاثين عاما وحتى يومنا الحاضر !!
لقد عرض نظام القذافي السابق دفع المليارات من الدولارات لتسوية هذه القضية ظنا منه أن مليارات من الدولارات قد تحل هذه القضية الشائكة وهو امر تم رفضه مرارا وتكرارا وأصرت على الحق في هذا الشأن عائلة الإمام السيد موسى الصدر والأخ الرئيس نبيه بري ومن خلفه جماهير ومحبي الإمام السيد موسى الصدر التي تطالب وبكل قوة بالكشف عن مصير الإمام ورفيقيه وحل اللغز الكبير بحق هذا الرجل الكبير والمؤامرة الجبانة التي دبرت له ولرفيقيه في ليلة ظلماء حاقدة أريد فيها تغييب هذه القامة الوطنية الكبيرة عن ساحة جهادها بشكل عام .
المطلوب من الجميع التحرك العاجل والفوري من أجل إيجاد حل عادل ومنطقي لهذه القضية بالكشف عن مصير الإمام ورفيقيه إحقاقا للحق ، واظهارا للحقيقة التي اصبح لها خمسة وثلاثون عاما في سجون الحقد والردة العربية التي يتساوى خطرها على هذه الامة خطر الاعداء لانهم واولئك الاعداء يقفون صفا واحدا ضد كل من هو شريف ومنطقي ويدافع عن الحق في هذه الامة ، والامور والشواهد اكثر من ان تعد وتحصى ومن يعش الى السنوات القادمة سيشاهد ويرى بام العين حجم وخطورة ووحشية المؤامرة التي سيتعرض لها كل شريف وصادق في هذه الامة .
ارجوا من الله تعالى ان يكون تقييمي ونظرتي للامور خاطئة وغير صحيحة ، من يعش يرى !!!!
ان جماهير ومحبي سماحة الامام السيد موسى الصدر لهم الحق وبعد كل هذه السنين الطويلة لمعرفة الحقيقة ( حتى ولو كانت أليمة وحزينة ) لان كل تلك السنوات لم ولن تستطيع ان تزيل محبة الشعب والناس لتلك القامة الوطنية اللبنانية والانسانية العليا التي خدمت الوطن الحبيب لبنان بكل طاقاتها وامكانياتها فعلى هذا الوطن رد الجميل فقط ولمرة واحدة بمعرفة مصيره مهما كانت النتائج والتحقيقات في هذا الموضوع الوطني والكبير بأمتياز .
الوسومالامام القائد السيد موسى الصدر بنت جبيل
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …