الأوروبيون: لدينا مصالح مشتركة مع «حزب الله»

مع اشتداد الحملة على سوريا عبر سيل التهديدات المصحوب بإرسال القطع الحربية الى المتوسط، واستنفار القواعد العسكرية في المنطقة إيذاناً بتوجيه ضربه عسكرية، من غير المعلوم إن كانت ستحصل ام ان ذروتها ستكون التراجع تحت سقف الحل السياسي، لأن من يريد الحرب لا يعلن عنها مسبقاً، يمارس الغرب، وتحديداً دول «الاتحاد الاوروبي»، دوراً مزدوجاً ومتناقضاً ومتعارضاً، فمن جهة تشارك دول في «الاتحاد الأوروبي» في الحملة على سوريا التي تشكل العمق الاستراتيجي لـ«حزب الله»، ومن جهة اخرى لا تنفك تبعث رسائل تطمين الى الحزب، عبر قنوات مختلفة، برغم أنه لم يمض وقت طويل على إدراج ما يسمى با»الجناح العسكري» للحزب على لائحتها للإرهاب، الى حد دفع احد المسؤولين اللبنانيين الى القول «من الممكن ان حزب الله يعيش في جو المؤامرة ضده، غير ان الجو الدولي ليس ضده، وكل السفراء الغربيين الذين تحدثوا معنا نقلوا هذا الجو الايجابي».
ويضيف المسؤول نفسه: «في المرة الاولى عندما طرح إدراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية، رفضت اوروبا السير بهذا الاتجاه، ولكن مؤخراً رضخت للضغط الاميركي الاسرائيلي والخليجي الهائل، علماً أن اليونان التي كانت قد وعدت لبنان بعدم الموافقة عادت ورضخت لأسباب مالية واقتصادية، خصوصاً أن صوتاً اوروبياً واحداً كان كفيلاً بتعطيل القرار في حال رفضه. وعلى الرغم من ذلك يواصل الاوروبيون القول إنهم لا يريدون أن ينكسر حزب الله وأن لا مؤامرة ضده».
ويتابع المسؤول اللبناني: «ان الاوروبيين يريدون الاستمرار بالحديث والتواصل مع حزب الله، وهذا يستدعي حواراً من منطلق ان لا يضع الحزب نفسه في جو ان احداً يريد كسره، اذ ان احد السفراء الاوروبيين لم يتوان عن القول بصريح العبارة إن الإسلاميين والتكفيريين كبر حجمهم وخطرهم، لدرجة ان هناك رغبة قوية للحوار مع الحزب. لذلك على حزب الله ان لا يوصد الأبواب امام الاوروبيين انما أن يفتح حواراً معهم، ولا خسارة في هذا السلوك طالما ان الاوروبيين هم الراغبون بهذا الحوار».
ويوضح المسؤول «ان اللافت والمهم جداً» ان كل السفراء الاوروبيين الذين تم اللقاء بهم استخدموا عبارة موحدة ومحل متابعة وتدقيق وهي «لدينا مصالح مشتركة مع حزب الله»، مضيفاً: «هذا امر جديد وغير متوقع ومفاجئ، اذ كيف يكون من يصنف إرهابياً بقاموسهم مرتبطون معه بمصالح مشتركة؟ ومن البديهي امام هذا الموقف السؤال عن مدى صدقهم؟». ويتابع: «أنا أعتقد انهم صادقون، والسبب انهم في مرحلة ضياع، وتعاظم الدور المتطرف التكفيري جعلهم في حالة ضياع اكبر، كما ان رهانهم الخاسر على حكم الاخوان المسلمين والضياع الذين يعيشونه في مقاربة الازمة السورية دفعهم للتحرك باتجاه حزب الله».
ويقول المسؤول ايضا: «كان باعتقاد الاوروبيين ان الاخوان المسلمين يستلمون الحكم والامور تسير بشكل طبيعي، لكنهم فشلوا في سوريا على الارض، برغم كل الدعم الذي يفوق التصور، وفي مصر استعجلوا على سقوطهم عندما حاولوا زعزعة الجيش المصري والتطبيق السريع للشريعة، وحاولوا تغيير النظام في كل من الامارات والاردن، مما اثار الخليجيين وأدى الى فشلهم الذريع».
ويشير المسؤول الى ان «هناك اليوم في العالم العربي اربعة تيارات، الاسلامي المتطرف، الإخوان المسلمون، الليبرالي المعتدل، والجيش. قيل إن الإسلام هو الحل، أي إسلام؟ في فلسطين لم يثبت نفسه وكذلك في مصر وسوريا و(..). والاسلام المتطرف غير مقبول، اما التيار الليبرالي فهو ضعيف، والجيش يعني العودة الى الصيغة القديمة التي جرت الانقلابات ضدها تحت مسمى الربيع العربي. فهناك ضياع غربي، وفي ظل هذا الجو ليس لهم مصلحة بمواجهة حزب الله».
ويلفت المسؤول اللبناني الى انه «طرح السؤال على السفراء الغربيين، انه طالما تريدون استمرار الحوار مع حزب الله فلماذا اصدرتم قرار إدراجه على لائحتكم للإرهاب؟ وكان جوابهم: نحن اصدرنا هذا القرار، ولكننا نحاول إقناع أنفسنا وإقناع حزب الله أنه يطبق فقط على الاراضي الاوروبية. فقلنا لهم لماذا لم تعلنوا ذلك؟ ولم نلق الجواب، مما دفعنا لطرح السؤال الجوهري، هل هذا الكلام هو محاولة للتخفيف من وطأة الخلاف مع حزب الله؟ اي هل هو موقف تكتيكي ام إستراتيجي؟»، يجيب المسؤول نفسه: «بطبيعة الحال لا يمكن الجزم، وكل ما اعرفه انهم يريدون الانفتاح».

20130830-215342.jpg

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …