إنه الإستغباء يا عزيزي

ليس خافياً على أحد حجم الخلاف لا بل النزاع السياسي والعسكري بين إيران والسعودية والذي من تجلياته حرب اليمن، وحرب سوريا والإنشقاق العامودي القائم في لبنان منذ ما قبل اغتيال الحريري الأب وإلى يومنا هذا.

منذ بضعة أشهر انطلق مخاض انتقال السلطة في المملكة السعودية، وذلك بعد أن أصبح ولي العهد جاهزاً لإستلام زمام الأمور.

ولما كان من متطلبات تناقل السلطة في هكذا حكم ملكي دكتاتوري إظهار غلظة وقوة، كان لا بد للأمير من أن يهز العصا على طول البلاد وعرضها. اعتقل كل المناوئين وأخذ أموالهم بعد أن أخذ الطاعة والرضا لخلافته في السلطة.

في هذه المعمعة، استحضر رئيس وزرائنا وزج به الى جانب آخرين من ذوي الجنسية والمال والنفوذ السعودي.

هو لبنان، برئيسه وجسمه السياسي وبدعم ومباركة مقاومته الذي وقف صفاً واحداً ليسترد الرجل ويعيد له موقعه ومكانته.

اليوم، السعودية تريد العودة الى المشهد السياسي الداخلي. ولهذه الغاية لم تجد افضل من ابنها وسجينها لأنه ابنها الشرعي والذي تُمارس عليه المونة والسطوة والذي لن تجد افضل منه في مواجهة إيران وحلفائها.

تسمية شارع لبناني بإسم الملك ليس الا حلقة جديدة في مسلسل كباش الأيدي بين القطبين الإقليميين. هي اللعبة ذاتها التي يفهمها الجميع. هو الإستمرار في الإرتهان للخارج. هو تطويع الداخل لخدمة الخارج ولتبقى سلطة مجموعة صغيرة تسعى الى بقائها واستمرارها بغض النظر عن مصلحة الوطن كل الوطن. إنه المزيد من الإستغباء للبنانيين كل اللبنانيين!

ناشر BintJubayl.com

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …