اسرائيل خططت لحرب سوريا قبل 32 عاما
سامي كليب
حسنا فعل وزير الخارجية اللبناني ذو الروح المقاومة الدكتور عدنان منصور . نشر كتابا سيوقعه الخميس بعنوان ” الدولة اليهودية: الاستمرارية المستحيلة ” . في الكتاب وثائق خطيرة ومهمة عن كيفية تخطيط اسرائيل للتفكيك الدول العربية . من يقرأها يفهم ماذا حصل في العراق وماذا يحصل في سوريا اليوم .
تذكرون ربما ان وزير الحرب الاسرائيلي ومجرم الحرب على لبنان وفلسطين آرييل شارون كان قد قال في شهر حزيران من عام 1982 : ” ان دائرة المصالح الاستراتيجية لاسرائيل في السنوات القادمة لن تمتد فقط الى البلدان العربية للبحر المتوسط ولكن ستشمل كل الشرق الاوسط ويجب ان تصل الى ايران وباكستان والخليج وافريقيا وتركيا ..
ما لم يصرح شارون بتفاصيله آنذاك، كشفته دائرة المصالح الاسترتيجية لاسرائيل في وثيقة بعنوان ” المخطط الاستراتيجي لاسرائيل ” . لاحظوا ما جاء فيه :
اولا : على الرغم من كون مصر جسدا مركزا ، فانها بمثابة الجثة ، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار حسابات المواجهة التي تزداد شدة بين المسلمين والمسيحيين … ان تقسيمها الى مقاطعات جغرافية متميز يجب ان يكون هدفنا السياسي للثمانينيات على الجهة العربية
ثانيا : اذا ما تفككت مصر فان دولا اخرى مثل ليبيا والسودان ستعرف الانحلال . ان انشاء دولة قبطية في مصر العليا واقامة كيانات مناطقية صغيرة ذات اهمية اقل يشكل مفتاحا لتطور تاريخي اعيق باتفاق السلام لكنه محتوم على المدى البعيد
ثالثا : يجب تقسم لبنان الى خمس مقاطعات ، الامر الذي سيرسم صورة مستقبلة لما سوف يجري في العالم العربي .
رابعا ، ان تفكيك سوريا والعراق الى مناطق مبنية على اساس المعايير العرقية والدينية يجب ان يكون الهدف الاول البعيد المدى لاسرائيل وان المرحلة الاولى تكمن في تدمير القوة العسكرية لهذه الدول .
خامسا : ان التركيبات العرقية لسوريا يضعها امام معضلة تؤدي الى انشاء دولة شيعية ( علوية ) على طول الشاطيء ودولة سنية في منطقة حلب ودولة سنية اخرى في دمشق وكيان درزي قد يتمنى ان يكون له دولة خاصة به ربما على ارض جولاننا ، وفي كل الاحوال مع منطقة حوران وشمال الاردن . ان دولة كهذه ستكون على المدى البعيد ضمانة للسلام والامن للمنطقة . انه هدف اصبح في مرمانا.
هل ثمة من لا يفهم بعد لماذا تم تدمير العراق وتدمر سوريا، ولماذا انسلخ جنوب السودان، ولماذا تغرق مصر وليبيا وغيرها بالصراعات؟؟
المشكلة ، والمشكلة الاكبر ان العرب لا يقرأون ……
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …