يعتبر الإعلام في الدول المتحضرة سلطة رابعة وموازية للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. حيث يعتبر الإعلام سلطة الرقابة والتصويب وعامل تأمين الشفافية بين المواطن وباقي السلطات.
ينطلق هناك الإعلام وبحرية مسؤولة بين الناس ليصوب على مواطن الخلل وضعف الإدارة المجتمعية وينشرها مثقِفا من خلالها باقي المجتمع ومساعداً بالتالي هذا المجتمع على إنتاج مجموعة خدماتية تسمى سياسية هدفها الأول والأخير مساعدة المجتمع على حل مشاكله. هكذا توضع البرامج الإنتخابية التي ينتخب على أساسها من ينتخب والتي يحاسب عليها كل من تنطح لمسؤولية أو دور.
أما في “مرقد العنزة” فللإعلام دور وهدف مختلفان. دور وهدف الإعلام في فيء الأرزة هو تبخير وتلميع صورة الإقطاعيين الجدد كما هو شتم وهتك حرمة من هو في الطرف الآخر آنياً لأن المصالح تتغير مع الوقت وإعلامهم يدور مع بوصلة الإقطاعي كيفما دار.
بإستثناء بعض الوسائل الإعلامية والمعروفة ولاضير في ذكر عمق بعضها الشيوعي أو المقاوم فإن معظم وسائل إعلامنا من تلفزيونات وصحف ولاسيما المواقع الألكترونية تقوم على تبخير المتسلطين. من هذه الوسائل ماهو مملوك كلياً كما ان منها ما هو تحت السيطرة من خلال عصى التجبر وجزرة فتاة الدولارات التي تبقيها على قيد الحياة بين الحين والآخر.
يكاد يكون الإعلام في دول الديمقراطية وسيلة لقياس مستوى الرقي والحضارة. لن ننتظر وكالة أجنبية لتأتي وتقيم مستوى الحضارة فينا من خلال إعلامنا. أمورنا واضحة ولا سر فيها. نحن نعيش التخبط في تخلفنا لأن الأدوات التي إخترعتها البشرية لصناعة الحضارة والتطور ومنها الإعلام هي اليوم في أيدٍ غير أمينة ومأجورة في كثير من الأحيان.
هي أدوات تستخدم في تهميش المجتمع وإضعافه بدل بنائه وإرساء دعائم تقدمه.
وإن لم نفقد الأمل في التغيير فإن لنا في الله تبارك وتعالى أمل وبه نستنير.
ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
صدق الله العلي العظيم
نضال