مرة جديدة تشرق شمس محرم الحرام على الأمة الإسلامية في ظل ظروف صعبة ومعقدة إختلطت فيها مآسي الإحتلالات بمآسي التكفير والإرهاب والتزمت لتترك الأمة في وضع لا تحسد عليه.
حسين مني وأنا من حسين، هي وصية الرسول الأكرم التي يستحب للأمة أن تلجأ إليها لتخرج من هذه التأزمات والمصاعب. أن تلوذ هذه الأمة بحسينها وتتوحد حوله فتنبذ صراعاتها الجانبية وتتبرأ من أفكار الإرهاب والتزمت الدخيلة عليها وتنطلق مجتمعة وموحدة وملتمة حول قرآنها ومبادئها لترفع بشأنها وترد كيد أعدائها ومؤامراتهم.
هي مناسبة وذكرى حزينة وأليمة نعيشها بتفاصيلها لا لنغوص فيها بل لنتعلم منها ونعتبر في ما نحن فيه من شؤون وشجون.
نريد لعاشوراء أن تكون الكلية المدرسة التي تدخلها الأمة لتتعلم منها دروس الحياة والتطور. لنتعلم منها العزة والإباء. ولنتدرج فيها على مقامات الوعي والرقي والإنسانية.
معكم ومع الواعين من الأمة، بسنييها وشيعييها لا بل بمؤمنيها سنعبر هذه الأيام المباركة. سنذرف دموعاً نغسل بها قلوبنا. دموعاً تكون قرابين طاعة لله الواحد القهار. دموع مودة لرسوله الكريم وهو القائل … إلا المودة في القربى.
هي عشرة أيام سنعيد فيها قراءة إلتزامنا الديني. نجدد العهد على ما نحن مثابرون عليه. نعود عن معاص لربما خضنا فيها. ونعقد النية على طاعات جديدة ترضي الله ورسوله. ولا عجب أن نخوض هكذا تجربة في عاشوراء. هي الأيام العشر التي قدم فيها الحسين عليه السلام الأهل والولد والروح في سبيل الدين، فكيف بنا ونحن شيعته ومريدوه لا نأخذ هذا الدين الشريف ونمشي بركبه!؟
بهذه المناسبة الشريفة يتقدم موقع عروس الجليل – بنت جبيل (BintJubayl.com) من قرائه وأحبته بالدعاء بقبول خير الأعمال وتعظيم الأجر على ما تقومون بها من طاعات.
على أمل مواكبة المناسبة معكم ونقل خير المواقف والأحاديث، نسألكم الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.