إرفعوا الحرم عن المرجع فضل الله

ارفعوا الحُرُم عن “المرجع فضل الله”
#مقال #السيّد_جعفر_فضل_الله
#بينات #السيد_محمد_حسين_فضل_الله (رض)
قبل حوالى شهر، جمعتنا جلسة مع بعض إخواننا ممّن يعملون في إطار بعض الأحزاب الإسلاميّة، تبادلنا فيها هموم السّاحة الثقافيّة، ولا سيّما ما يتّصل بدور الحركة الإسلاميّة فيها. وقتَها سألتُ أحدهم: هل يمكن أن يُدرَّس كتاب “أسلوب الدّعوة في القرآن” للسيّد فضل الله في الدورات الثقافيّة، فأجاب: ولمَ لا؟ واستدرَك – ممازحًا -: تخفي اسم المؤلّف فقط!
مزحة تعكس واقعًا مؤلمًا، حيث لايزال “الحُرُمُ” موضوعًا على هذا الاسم، وليس على الفكر؛ لأنَّ الحاجة تفرضه يومًا بعد يوم، وكثيرون تسلّقوا على فكره وهم يلعنون اسمَه في آنٍ معًا.
السيّد (رض) رحل إلى بارئه، ومضلّلوه رحلوا، والموتُ في حدِّ ذاته لحظة عِبرة لمن هم على طريقه، وهي لحظة عاطفةٍ حتَّى في أشدّ الصراعات ضراوة، كما يُروى في كلام عليٍّ (ع) لطلحة بعد مقتله في حرب الجمل!
لكن ثمّة نقطتان ليس نكأً للجراح، بل لطيّ صفحته لله وللتّاريخ:
1ـ إنّ مضلّلي السيّد فضل الله (ره) على قسمين؛ قسم منفعل وقسم مؤسِّس، والمؤسِّسُ يطيل أمد التّضليل عبر مؤلّفات وكلماتٍ وقراراتٍ – مقوننة نصًّا أو عُرفًا -، وهذا ليس كالمنفعل الذي هو لحظويّ أو مرحليّ.
المساواة السلبيّة التي حصلت بين السيّد (رض) ومضلّليه على طريقة “لا مع ولا ضدّ” قد تخرجُ بعض المخلصين من بعض الإحراجات المرحليّة نتيجة التوازنات الداخليّة والانفعالات الشخصيّة، ولكنّها تدينُه في حسابات التّاريخ الحاضر والآتي!
2ـ ليس المطلوبُ تحريمًا مقابلًا يفرض الحُرُم على مؤلّفات مضلّليه؛ لأنّ هذا خيانة لمسيرة البحث والعلم والتّحقيق، أيًّا كان تقويم هذا أو ذاك لذلك؛ ولكنَّ المطلوب اليوم إزالة الحُرُم على مؤلّفات من تمّ تضليلُه في لحظة من الزّمن، ولايزال ساري المفعول في المناخ العامّ، من باب الإنصافِ الذي يُسمع النّاس بين الفينة والأخرى شذراتٍ من تاريخ كان محرّمًا عليهم التفوّه به في مرحلة الفتنة.
المطلوب اليوم وبقوَّة من الحوزات العلميّة والمؤسّسات الدّينيّة التي ضنّ بعضُها على السيّد فضل الله (رض) ببيان نعي حتّى خجولٍ وقتَها، ومن الحركات الإسلاميّة بجسمها التنظيمي والإعلاميّ إذا كانت مخلصةً لثقافتها بتحدّياتها المعاصرة، أن يُزالَ الحُرُم عن اسمِ السيّد فضل الله (رض) وكتبه ومحاضراته، ودعوا الأجيال الحوزويّة والحركيّة تنقّب في الفكر، عبر نقاشه للجميع بعلمٍ وموضوعيّة، لتكتشفَ القوّة والضّعف في أيّ فكرٍ، ولتُشير إلى سنّة حسنة قام بها هذا، وتخلّص ذاك من وزر سنّة سيّئة، حتّى لا يتحمّل وزر من عمل بها إلى يوم القيامة!

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …