من أراء السيد فضل الله رضوان الله عليه في مخاطبة علماء الدين ما معناه:
إن لم يكن لديك الأسلوب في مخاطبة الناس وإرشادهم فالأفضل لك أن تتوقف عن تنفير الناس وإثارة إشمئزازهم.
ننطلق من هذا الرأي البليغ لننظر في الشبكات الإجتماعية وكيف يخاطب الناس بعضهم بعضا لنجد مروحة من النماذج التي لابد من التوقف عندها.
نبدأ مع فئة تجهد في البحث عن المعاني الإنسانية والوجدانية لتتشارك بها مع كل من يمكن أن تصل له. هم أناس صادقون ينطلقون من مبدأ : إليكم ما اطلعت عليه وتعلمت منه أضعه بين أيديكم علكم تجدون فيه الفائدة التي وجدتها.
ننتقل من هذه إلى فئة أخرى ممن لهم حس إبداعي خلاق من مجالات مثل الشعر أو الرسم أو فن التصوير وما الى ذلك من إبداع. يسعى هؤلاء الى وضع ما أبدعوه في تصرف الآخرين علهم يجدون الإعجاب.
فئة مثقفة مطلعة على تاريخ وحضارات يرون ان كثيراً من أمور حاضرنا قد مر عليها التاريخ فيسقطون بعضا من هذا التاريخ على الحاضر والواقع بصيغة خفيفة وجميلة غير مبتذلة
فئة الطيبين الذين يرون في الفايسبوك متنفسا يطلون من خلاله على شؤون وشجون المجتمع وأهله في الوطن أو الغربة.
فئة المغرورين الذين يفتحون حساباتهم بنداء أنا أو لا أحد. هم ممن ليس لديهم جديد يعطونه للآخرين. ينظرون يميناً وشمالا فيحنقون من موقف هنا أو كلمة هناك فينطلقون منها لموقف شتيمة في حق هذه أو تلك. ولعل هؤلاء أفضل ممن هم شتامون فقط.
الشتامون هم ممن يعتبرون أنفسهم في عالم الواقع قبضايات وذوو عضلات ويكسرون أكبر رأس وما إلى ذلك من عبارات التخلف. هؤلاء يدخلون يكتبون شتيمتهم كمن يصلي قضيب دبق للدواري على تينة منزله. ويجلسون ليعدوا اللايكات. فمن وضع لايك انهالت عليه التبريكات أما من انقضت عليه المهلة ولم يضغط إشارة لايك نال نصيبه من شتم وسب.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يغنون هذه المساحة من الإبداع التقني والإجتماعي وأن يمنحنا نعمة إرسال إشارة بلوك على كل شتام مغرور وأن لا يجعلنا من المقززين المنفرين!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين!