إرث السيد فضل الله – إعادة نظر وسؤال

شهدت الساحة الشيعية اللبنانية على مدى الأسبوعين الماضيين ما يشبه عاصفة فكرية ومجتمعية تكاد تؤسس لفتنة إن لم يسارع ذوو المسؤولية إلى إحتوائها ومعالجة ذيولها!

فلقد أقدم أحد المعممين الشيرازيين المحسوبين جهاراً على فريق سياسي بعينه والذي تدور شكوك حول صدقية مستواه العلمي الديني ونسبه النبوي، أقدم على الإساءة المباشرة والمسجلة للمرجع الديني الكبير السيد محمد حسين فضل الله.

فلقد إجتر سيء الذكر هذا إتهاماتٍ وبهتاناً كان يروَّج لها في حياة سيدنا المرجع رضوان الله عليه وفي سياق الحرب المعلنة والمستمرة على مرجعيته اللبنانية والعربية!

في مواجهة الإساءة كان تعويل مؤسسات السيد وليس بالضرورة جمع محبيه ومقلديه على الثنائي الشيعي الذي ينظم ويتقاسم السلطة في الساحة الشيعية اللبنانية.

كان التعويل على الفريقين بأن يتقدموا ويردوا الإساءة. إلا أنهما آثرا الصمت تاركين الساحة مفتوحة للأخذ والرد ولكأن هناك من ينتظر نتيجة صراع حتى يحصد نتائجه ويستثمره!

وقيما يستمر التساؤل قائماً حول كيفية تخريج الثنائي للمشهد هذا إن فعلوا يعود السؤال ليتوجه وبقوة إلى مؤسسات السيد وإدارتها:

إلى متى الإنكسار في الرأي والموقف أمام جهاتٍ لا تؤمِّن الحد الأدنى من الكرامة للسيد المرجع ولجمع مقلديه ومحبيه!؟

لقد كانت مؤسسات السيد على مدى السنوات الماضية وبعد ارتحاله رضوان الله عليه خجولة في التعبير إن لم نقل مستسلمة في تطلعاتها.

لقد دأبت المؤسسات على إخفاء إن لم نقل إسكات أصوات تلامذة السيد والذين هم قريبون من الناس وشؤونهم ومعاناتهم والذين يسعون للإصلاح ومحاربة الفساد ولا سيما القائم منه في الجسم الشيعي!

يبدو أن الثنائي لم يفهم ولم يُقدِّر المواقف الحكيمة والواعية لإدارة المؤسسات. فبدل أن يتعاونوا في المحنة الأخيرة قاموا بإعارة الساحة الأذن الطرشى ولكأننا أمام موقف إزدراء لن يلبث أن يتحول إلى غليان وتفلت عند مريدي السيد فضل الله!

من هنا بات حرياً بالمؤسسات أن تعود إلى استقلاليتها التي أنشأها عليها السيد فتبني سياسة واستراتيجية مستقلة وواضحة وخطاب صريح تخرج به على الناس حتى يتوحد حولها محبو ومؤيدو السيد المرجع من جديد وتكون إنطلاقة جديدة تحت عباءة العلامة السيد علي فضل الله

فهل تصل الرسالة!؟

#بنتجبيلنا ‏‎#رأيك_بالدنيا #وقفة_عز BintJubayl BintJubayl.com#

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …