إذا هِبتَ شيئاً فقعْ عليه

ماذا يعني “إذا هبت شيئًا فقع فيه”؟!

#السيد_محمد_حسين_فضل_الله

في شرحه لمعنى الحديث الوارد عن عليّ (ع): “إذا هبت أمرًا فقع فيه، فإنّ شدّة توقّيه أعظم مما تخاف منه”، يقول سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض):

“فكرة الحديث، أنَّ على الإنسان إذا واجَهَ مواقف الحياة الّتي اقتنع بسلامتها وضرورتها، وخاف من تنفيذها نتيجة بعض تحفّظات الخوف من المستقبل، والتهيُّب من مواجهة النتائج، ووقف متردِّداً بين الإقدام والإحجام، أن يبادر إلى التَّنفيذ فوراً، ويقدم على العمل دون تردُّد، لأنّه يقف بين محذورين: البقاء حيث هو يعاني القلق والتردُّد، فيقدّم رِجْلاً ويؤخِّر أخرى، أو الإقدام على العمل ومواجهة أسوأ النتائج الممكنة.وفي هذه الحالة، لا بدّ أن يختار الإقدام على التردُّد، لأنّ الخسارة التي يخسرها من حياته عندما يبقى مشلولاً أمام الخوف، لا تعادلها أيّ خسارة يمكن أن تحدث من خلال العمل، لأنّ ذلك سيشلّ حياتك، وينعكس على كلّ مواقفك في المستقبل في جميع المجالات، وتتحوّل إلى إنسان مشلول الإرادة أمام أيّ احتمال أو خوف أو حذر.

بينما يجعلك الإقدام على العمل إنساناً إيجابيّاً يواجه الحياة بجرأة، بعد أن يحسب للمواقف كلّ حسابه، ومن ثمّ ينطلق من خلال الخسارة في طريق الرّبح، فلا يهدمه الفشل، وإنّما يحاول أن يبنيَ من خلال درس التّجربة كيان المستقبل.

وبهذا نفهم كيف تكون شدّة توقّي المواقف أعظم من أيّ خوف محتمل.

وعلى ضوء ذلك، نخلص إلى الدرس التالي:

ادرس مشاريعك للحياة وتقدَّم، دون أن تترك للخوف سبيلاً إلى نفسك، فالحياة هي خطّ احتمالات الواقع، لا احتمالات الخيال.

من كتاب “مفاهيم إسلاميّة عامّة”.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …