بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
ايلول 2010
تقول احدى الطرائف أنه عندما تم أختراع جهاز الكومبيوتر سأل ذلك الجهاز يوماً عن لبنان فلم يحتمل جهاز الكومبيوتر السؤال وانفجر في كل الاتجاهات لأنه لم يستوعب تناقضات وتعقيدات ذلك البلد .
أكتب هذه الكلمات في الأسبوع الثالث من شهر أيلول 2010 وقد شاهدت وسمعت وقرأت عن الحالة الاجتماعية الصعبة والضائقة المادية التي يعاني منها السواد الأعظم من الشعب اللبناني ولا سيما في موسم ( العذابات والآلام ) وهو موسم دخول الاولاد إلى المدارس وما يعنيه هذا الأمر بّرمته من هموم للأهل على مستوى تأمين الاقساط المدرسية المرتفعة عاماً بعد آخر ، ناهيك عن أسعار الكتب والقرطاسية التي ترتفع أسعارها بشكل متسارع وجنوني وغير مبرر على الاطلاق بهذه النسب العالية .
وتزامن حلول موسم المدارس لهذا العام مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والبركات وما يستلزمه هذا الشهر الفضيل من مصاريف وأمور أضافية آخرى لكل عائلة على حدة .
شاهدت في تقارير تلفزيونية على بعض الفضائيات اللبنانية صرخة الألم والغضب التي تعتصر المواطنين من الوضع المعيشي المزري الذي تعيشه طبقات عديدة وشرائح واسعة من الشعب اللبناني فيما يتّلهى بعض السياسيين بأمور تافهة وقشور لا تهم المواطن فهي لا تُسمن ولا تُغني من جوع .
تصلنا إلى هذه البلاد مطبوعات ومجلات ولا سيما من الوطن الحبيب لبنان ، تقلب صفحات المجتمع والمناسبات الإجتماعية العديدة فترى أن الشعب اللبناني يخترع المناسبات وغالبًا ما تكون هذه المناسبات تحت مُسّميات وأمور مختلفة ولكن النتيجة الواحدة والأكيدة هي ( نفاق اجتماعي ) في معظم الحالات والمناسبات الحقيقية والمُزيّفة !!
في شهر رمضان المبارك كانت تقام حفلات الإفطار العامرة بالموائد التي تحتوي على كل ما لذ وطاب من مأكولات وفواكه وحلويات وكنت ترى رجال ونساء يتحلقون حول تلك الموائد بكامل أناقتهم ولا أدري إذا كانت الدعوة توجّه إلى يتيم واحد قست عليه أو عليها الحياة لحضور تلك المناسبات التي ومع لأسف الشديد كان يطغى عليها مثلما ذكرت النفاق الاجتماعي على كافة الصعد .
في لبنان بعض الحكام والسياسيين والمتنفذين في وادي ، وبقية الشعب المسكين الذي يصارع الفقر المدفع والحاجة في وادٍ آخر .
أيها الزعماء والسياسيين أعدلوا في أحكامكم ودعوا الضمير أن يكون الفيصل في كل أحكامكم وقراراتكم ولا تظلموا فالظلم نهايته معروفة ومسبقة ويجلب غضب الله تعالى .
على أي مسؤول مهما علا شأنه أن يمارس إنسانيته في إتخاذ أي قرار يطال العباد والبلاد حتى لا نصل إلى مكان يجد الحاكم نفسه مكروها من أبناء شعبه وينطبق عليه ما قاله الخالد جبران خليل جبران يوماً :
( ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالتصفير لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير أيضاً ) !!
انها دعوة من داخل هذا القلب المُتعب بآلام الغربة عن الوطن والأهل والأصدقاء بان أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، هذه الحكمة التي يحاول البعض أن ينساها أو يتناساها حتى يكون الحاكم عادلاً في كل قراراته وأن يشعر بالطمأنينة الداخلية وراحة الضمير التي تجعله إنسان حر وعادل بحق وعدالة .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …