أكذوبة الميثاق

تمّ ترحيل إعلان الحكومة الى الاسبوع المقبل، في فرصة قد تكون الطلقة الأخيرة قبل الولادة القيصرية نتيجة التشابكات العنكبوتية، وذلك لإجراء المزيد من المشاورات بين الأفرقاء، بعد بروز عقد جديدة والحديث عن «أسماء استفزازية» ومقايضات في الحقائب الوزارية.
ونفى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت «الكلام عن تخلي 14 آذار عن مبدأ المداورة من خلال طرح اللواء أشرف ريفي في وزارة الداخلية مقابل القبول ببقاء الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة»، وأكد «أن اللواء ريفي مرشح جدي لحقيبة الداخلية، ولدينا الكثير من المرشحين الجديين في تيار المستقبل لتولي هذه الوزارة، ولدينا الكثير من الكفاءات في وزارات أخرى ايضا».
وشدد النائب نبيل دو فريج على «ضرورة ان يتم تحديد معنى الميثاقية. فالميثاقية تعني الاتفاق الذي حصل في العام 1943 بين الرئيسين رياض الصلح وبشارة الخوري والذي ورد في الدستور، ولا تعني ان الكتل والاحزاب الموجودة في مجلس النواب هي التي تشكل الميثاقية».
أما اللواء ريفي فقال إنه «ارتاح للاستفزاز الذي شعر به فريق 8 اذار بعد تداول ترشيحي لوزارة الداخلية، ولكن ما أرفضه قطعاً، هو أن يقوم هذا الفريق بابتزاز من يسعون الى تشكيل الحكومة، بمعادلة توازي بيني وبين وزراء الفشل والفساد».
بالمقابل، رأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم انه «عندما نقول تشكيل حكومة جامعة، يعني أن يرضى الأطراف عنها ويجتمعون عليها، أما بدعة حكومة الأمر الواقع فهي حكومة مفرِّقة «.
واعتبر في احتفال تأبيني في حسينية البرجاوي «أن الحكومة الجامعة يعني أن يتفق الناس فيما بينهم بتبادل بعض التنازلات وتدوير الزوايا، وليس بمحاولة فرض بعض الأمور التي لا تنسجم مع اتفاق الجميع».
ورأى «ان التكفيريين هم مشروع تدميري وإجرامي وأن تدخّل حزب الله في سوريا، ساهم وساعد في إسقاط مشروعهم».
اما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، فشدد خلال تكريم التعبئة التربوية في «حزب الله» اساتذة جامعيين في مطعم «الساحة» على «ان التشاطر والتذاكي أثناء عملية التشكيل من أجل إخراج مكون أساسي قد يطيح بما يراد من هذه الحكومة الجامعة. كما ان حذف المقاومة من قاموس التداول في لبنان يعني أن هناك من يريد أن يطرح كل البنود الميثاقية على الطاولة للنقاش، لأن هذا الأمر لا يحصل استنسابا».
ودعا وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن، في احتفال تأبيني في الكفاءات، الى «عدم الغاء أو إقصاء أحد من الحكومة الجديدة». وشدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض خلال احتفال تأبيني في البازورية، على «أن المواقف المستجدة لفريق 14 آذار فيما يخص حقيبة الداخلية، يبدو وكأنها تهدف إلى إعاقة تشكيل الحكومة الجامعة بهدف الوصول الى حكومة أمر واقع».
ورأى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور «ان عرقلة تشكيل الحكومة بدأت عندما حاول فريق سياسي الغاء الآخر»، معتبرا «ان هناك فريقا سياسيا يتعاطى مع الحقائب الوزارية من باب الكيدية وتصفية الحسابات»، واصفا «طرح تيار المستقبل لتولي ريفي منصب وزير الداخلية بالاستفزازي».
ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي «ان حزب الله حريص على التشكيل، لكنه حريص ايضا على التحالف مع العماد ميشال عون»، واعتبر انه «على الرئيس المكلف ان يخرج من تحت عباءة الرئيس فؤاد السنيورة ويحاور مباشرة عون».
باسيل: من حقنا أن نطالب بوزارات أساسية
اما وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، فاعلن خلال لقاء في بلدية كفرعقاب انه «من حقنا أن نطالب بوزارات أساسية، ومن ينافسنا ويقول للمسيحيين ابقوا في أرضكم وإنني أقبل بأي وزارة ونفسي كبيرة، فالعكس هو الصحيح ونفسه دنيئة لأنه ليس بامكانه أن يقدم للناس أي شيء جيّد، فيأخذ وزارات من دون أن يتقدم فيها أو يقدم أي جديد ويقول هذه وزارات غير نافعة، وبدل أن نتنافس مع بعضنا على الأفضل لنأخذ وزارات أفضل ونعطي الافضل للمواطنين وعندئذٍ يمكننا ان ندعوهم للبقاء في أرضهم».
ولاحظ امين سر تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان «ان الساعات المقبلة لن تحمل اي جديد في ملف التأليف، والمشكلة ليست بالحقائب بل بالاتفاق الذي يحاول فرض امر ما على التيار من دون استشارته».
وسأل النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، بعد لقائه عون: «المداورة قبل الحكومة أو الحكومة قبل المداورة؟ وهل ان المداورة في خدمة الحكومة أو الحكومة لخدمة المداورة»؟
في حين رأى الوزير السابق جوزف الهاشم «ان اي حكومة تؤلف من القوى السياسية المتصارعة هي حكومة مفخخة تضيف مخاطر التفجير وليس من المسموح بعد ان يرضخ المسؤولون الدستوريون للشروط التعجيزية والشروط المضادة «.
وحمّل «حزب الوطنيين الاحرار»، بعد اجتماع مجلسه الاعلى برئاسة النائب دوري شمعون، «فريق 8 آذار مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع نتيجة مناوراته التي كانت تقفل الابواب أمام جهود رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف».
وفيما رأى الشيخ عفيف النابلسي «ان الاوضاع في لبنان تتجه إلى مزيد من المأساوية نتيجة الانقسامات الحادة حول تشكيل الحكومة والاستحقاق الرئاسي»، شدّد «رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي» الشيخ هاشم منقارة على «أن المماطلة التي نراها في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة بات يهدد مصالح لبنان العليا». واعتبر رئيس «جمعية علماء الدين» السيد احمد شوقي الامين «ان ما يؤخّر ولادة الحكومة الموعودة ليس الخلاف على هذه الحقيبة الوزارية او تلك، بل تحكمها خلفيات ومصالح وارتباطات ورهانات، خرجت من ايادي اللاعبين السياسيين المحليين».

المصدر: صحيفة السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …