بعد تركيز العيون العسكرية لدول المحيط الإقليمي الداعمة للحرب على سورية جراء مايحققه الجيش السوري ومجاهدي المقاومة من إنتصارات دراماتيكية في معركة القلمون والتي هي حتى الآن المرحلة الأبتدائية لتقطيع وتقسيم الجغرافية الميدانية التي تُمكن قوات الجيش السوري والمقاومة من بناء قواعد إرتكاز ودعم تدعم المرحلة الثانية من المعركة ، هو كلاماً ترجمه سماحة السيد “نصر الله” إستراتيجياً في خطابه المتلفز الذي أطل به في يوم السبت 16 ايار الحالي والذي اكد فيه أننا أمام انتصار ميداني كبير جدا وامام انجاز عسكري مهم جدا” “,وأن ميدان المعركة هو جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من سلسلة جبال لبنان الشرقية ،فهي منطقة جبال متواصلة على امتداد المئات من الكيلومترات المربعة,”.فيما اكد “سماحة السيد””حصول عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة كانت تؤدي الى هزيمة المسلحين وانسحابهم”، فمعركة القلمون هي معركة استراتيجية لم تنفع النصرة ” الضربة الأستباقية ” فيها باختراق جبهة القلمون التي كان هدفها تشتيت الجيش السوري والمقاومة معاً وعرقلة التحضيرات لهذه المعركة بل على العكس تماماً، فالضربة الأستباقية دفعت الجيش السوري والمقاومة إلى شن هجوم معاكس ، أدى إلى تحقيق مكاسب سريعة على الأرض والسيطرة على العديد من التلال الحاكمة في المنطقة ، فحسم القلمون يُنهي نصف النصرة ويُغير ميزان السيطرة الأستراتيجية في خريطة العمليات العسكرية التي تؤسس للحسم النهائي في ” جسر الشغور وأدلب ” وتدعم أجنحة الجيش السوري في باقي مناطق النزاع الداخلية والحدودية التي تشير معاركها إلى إنسداد الأفق أمام التكفيرين بالتقدم والسيطرة وهو ماجعل ضياع البوصلة للنصرة وداعميها أمام إيجاد أماكن تعوض خساراتهم في الميدان ، فمحاولة الدخول إلى “تدمر ” التي باءت بالفشل هي محاولة لخلط الأوراق ووصل بادية تدمر ببادية الأنبار لما تحويه مدينة تدمر من موقع استراتيجي يتصل بجغرافيات سورية متعددة ورئيسية وما يمكن كسبه من إفراغ هذه المدينة الأثرية من محتوياتها التاريخية ، ففشل ماسمي ” جيش الفتح ” الذي يُص�’ر مجتمع�’ي “كامب ديفيد” على تسميتهم ” معتدلين” بإحداث كسب جغرافي يمكن إستثماره في ميادين السياسة هو يُعد بمثابة المضمون للفشل السعودي التركي القطري الذي لم يتوقف يوماً في دعم واجهات سياسية يحاول تبيضها بشتى الوسائل عبر ما يسمى ” الإئتلاف السوري المعارض ” الذي يدعم بكل الوسائل القوى الارهابية المقاتلة على الأرض السورية والذي أعلن رفضه الإعتراف بـ”ديمستورا” وجهوده الدولية بوصفها “مشاورات عديمة الاهمية”، وفق ما اعلن قيادي معارض في الائتلاف الاثنين./11/ مايو الحالي ،الأمر الذي أفقد الأئتلاف نتائج مكسبية من ما يمكن أن تشكله القمة الخليجية الأمريكية التي احتضنها منتجع “كامب ديفيد ” نهاية الأسبوع الماضي من أهمية استثنائية للعلاقات بين الطرف الأمريكي ورسائل المعارضة التي أرسلت إلى مجتمعي “كامب ديفيد” بتقديم الإسناد لأطرافها أو بالإنخراط المباشر معها مثلما حدث مؤخرا على صعيد تشكيل ما يسمى “التحالف العربي ” لاستعادة الشرعية في اليمن ،فهي جهود ما تركت الرياح الدولية لها من اثر ليبقى الأفق والفراغ الفكري ينتظر القوى الرافضة للسير بتوافقات الحل السياسي امام كل المتغيرات الساخنة التي تنتظرها ساعة الرمل الدولية التي بدأ جزءها العلوي يفرغ من الوقت أمام أنتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة في صنع معادلات الردع والسيطرة الاستراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي ، فهل هذه هي المعادلة القادمة؟؟. –
ناصر قنديل
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …