أبو صعب في بنت جبيل

رعى وزير التربية والتعليم العالي إلياس أبو صعب حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، الذي أقامه اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل في باحة مدرسة الشهيد راني بزي الفنية (مهنية بنت جبيل)، بحضور النائبين، حسن فضل الله وعلي بزي، وقيادات من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات تربوية وأجهزة أمنية وعسكرية وذوي الطلاب وحشد من الأهالي.
وبعد النشيد الوطني وتقديم من رئيس بلدية رشاف محمد عسيلي، ودخول موكب الطلاب، ألقى الوزير أبو صعب كلمة قال فيها “هنا في أرض البطولات يكتسب التكريم طعماً آخر، إذ سطر العدو ملاحم العز في مارون الراس وفي مدينة بنت جبيل وجميع القرى في القضاء والجنوب، في هذا القضاء الرابط شوهد العدو الاسرائيلي وجيشه هاربين يجرجرون أذيال الخيبة ويتراجعون الى ما بعد الحدود التي أصبحت منيعة وقوية وثابتة بوجههم، لقد كلف هذا التراب دماءً ذكية، وتضحيات كبيرة، تحملها الوطن الذي وقف صفاً واحداً خلف المقاومة الوطنية، ووقف العالم مندهشاً أمام قوة جديدة طردت جيش العدو من لبنان ولقنته درساً تاريخياً”.
وتحدث أبو صعب عن موقف العماد ميشال عون في حرب تموز ووقوفه إلى جانب المقاومة، فقال: “في تموز 2006، كانت زيارتي الاولى للجنوب، إلى بنت جبيل، بعد تحقيق النصر، وقبل الزيارة وخلال الحرب، كان موقف الجنرال ميشال عون، موقفًا وطنيًا بامتياز، عندها كان معظم السياسيين يراهنون على هزيمة المقاومة، هزيمة لبنان لأنهم كانوا يعتقدون بأن الجيش الاسرائيلي لا يقهر وسوف يدخل إلى لبنان ويهزم المقاومة، وكان الجنرال عون يقول: “كلنا معاً، ننتصر معاً، أو نهزم معاً”، وتحت الطائرات والتهديد كان يردد مصيرنا واحد بهذا الوطن، وإن ما يترجم اليوم، هو مصداقية رؤيته الثاقبة بان المقاومة لن تهزم”.
وأعرب عن عدم دهشته من صمود وبطولات الجنوبيين إذ “تخرجوا من مدرسة الامام المغيب السيد موسى الصدر، المدرسة الوطنية التي لا تعرف المذهبية وتحكي عن الاسلام كما المسيحية أبناء وطن واحدٍ”.
ووجّه أبو صعب التحية إلى الرئيس نبيه بري “في هذه الظروف العصيبة، حيث يعمل على حل الازمات التي يعيشها الوطن، وفي مقدمها، أزمة عدم ثقة وأزمة شراكة حقيقية”، مباركًا له المبادرة التي يقوم بها، “لانها ستؤدي مرة جديدة لحل ازمة نعيشها”.
وأشار إلى أن التيار الوطني الحر دخل في حكومة شراكة، ليكون شريكًا في جميع القرارات، لا كما يتصرف البعض، عبر المشاركة بالقرارات التي تناسبه، مع ذلك، أضاف أبو صعب “نمد يدنا الى الجميع ونقول: هذا الوطن لا يسير الا بالشراكة الحقيقية، ونأمل من المبادرة التي يقوم بها الرئيس بري، ان تصل الى النجاح، لأن الظروف التي نمر بها في لبنان والمنطقة هي ظروف صعبه جداً، والعدو الموجود على جنوب هذه المنطقة، بأرض فلسطين المحتلة، له شريك هو العدو التكفيري الموجود شرق لبنان، وعلى الحدود في سوريا”.
وتوجّه وزير التربية للعدو التكفيري بأن “لبنان سيكون عصيًا عليك، كما كان عصيًا على العدو الاسرائيلي، وإن شباب المقاومة الذين يقدمون أرواحهم بالجرود الشرقية، هم الشباب أنفسهم، الذين قدموا دماءهم وأرواحهم في الجنوب”.
وأكد على الشراكة الحقيقية والمصلحة الوطنية وترسيخ الاستقرار في مواجهة مشاريع الفرز الفكري والتكفيري التي تحيط بنا، كما أمل بأن يكون الحوار “مثمراً، وأن يضع حداً للشلل الذي يصيب كل مرافق الدولة ويعطل حياة المواطنين”.
وتابع “ان هذه الارض الطيبة التي كلفت تضحيات كبيرة جداً، لم تعد تسع للويلات التي ترتكب فوقها، إن كان من النفايات ،التي لا بد من ايجاد حل لها، أو من الكهرباء، التي يعرقلون خطة وزرائنا لزيادة انتاجها، فيما تغرق البلاد ومرافقها الحيوية بالعتمة، أو التعينات الامنية التي جعلوا منها معجزة، فيما تسير التعيينات الاخرى بسهولة”، معتبرًا أن الحراك الشعبي مؤشر مهم على حيوية الشعب وفشل السلطة”.

وتوجّه للخريجين قائلًا “أنتم أيها الشباب المتخرجون نموذج حي لقوة المجتمع ومستقبله، وأنتم الطاقة التي يستمد منها الوطن عناصر استمراره”.
 

ولفت الى “مطالب قطاع التربية والمعلمين والمدارس الرسمية والخاصة، وسلسلة الرتب والرواتب، التي هي حق لكل معلم وعسكري واداري في هذه الدولة، هذه السلسلة نحن وحلفاؤنا بحزب الله وحركة أمل والقوى الوطنية نحارب من أجلها، إلا أن بعض السياسين يعرقلون اقرارها”، ناقلًا عن الرئيس وعده بأن سلسلة الرتب والرواتب ستكون على رأس جدول اعمال اول جلسة تشريعية.
وختم أبو صعب بتقديم التحية الى سيد المقاومة السيد حسن نصر الله وبالشكر لجميع القيمين على المدارس من بلديات ومخاتير وفاعليات ورجال دين، وكل شخص معني في قطاع التربوي لاعداد جيل النصر ومستقبل لبنان.
النائب حسن فضل الله
بدوره النائب فضل الله، ألقى كلمة أكد فيها أن “ما نسعى إليه، وما أكدناه في تفاهمنا الوطني مع العماد ميشال عون، هو العمل من أجل إيجاد دولة لا تقوم على المحسوبيات والمحاصصة والفئويات، وذلك من خلال سعينا لإصلاح بنية الدولة”.
وتابع “صحيح أننا اليوم في لبنان نشعر بالأمن والأمان والاستقرار النسبي، نسبة إلى ما حولنا في العالم العربي جرّاء هذه الموجة التكفيرية، ولكن أيضاً نحتاج إلى الشعور بالأمان الاجتماعي في ظل دولة قادرة وعادلة توفّر لنا الحماية الاجتماعية، ولإن كانت المقاومة من خلال معادلة التكامل مع الجيش والشعب، تحاول أن توفّر مظلة الحماية، فنحن نحتاج إلى مظلة أخرى لا تتوفر إلاّ من خلال إصلاح الدولة، وتغيير الكثير من حالاتها المهترئة، التي أورثنا إياها أولئك الذين استأثروا بالسلطة، وحرّفوا الكتاب عن مواضعه، ولم يلتزموا بالدستور ولا بوثيقة الوفاق الوطني التي كان أول بنودها أن تكون الشراكة شراكة حقيقية، وتفترض أن يكون للبنان رئيس قوي ممثل لبيئته وطائفته ومعبّر عنهما، وقد عبّرنا عن هذا سراً وعلناً، وفي الحوار وخارجه”.
  

ورأى النائب فضل الله أن أول حرف في إعادة بناء الدولة يكون من خلال العودة إلى الوثيقة والدستور، التي تقتضي تطبيق مبدأ الشراكة”، وقال “معروف من هو الممثل الحقيقي الأكثر شعبية وصدقية، والذي يحمل منطقاً سيادياً ووطنياً، حيث أنه وقف هنا في مدينة بنت جبيل وفي كل المواقع والمواقف ليقول إنه مع المقاومة، والمقاومة اليوم معه ليس وفاءً للجميل فحسب، بل عن اقتناع أننا بحاجة إلى رئيس قوي يطمئن بيئته أولاً، ويطمئن المسيحيين على امتداد مساحة الشرق في ظل هذا الواقع الذي نعيشه، وهذا التهديد الذي تتعرض له بلادنا، حيث استطعنا بدماء شهدائنا أن نحمي بلدنا بكل طوائفه”.
وشدد النائب فضل الله على أن حماية بلدنا تقتضي إعادة انتظام المؤسسات، ومن هنا كان الحوار الذي دعا إليه دولة الرئيس نبيه بري، والذي هو المدخل الطبيعي والضروري من أجل العمل لإعادة انتظام المؤسسات سواء كانت رئاسة أو مجلساً أو حكومة، ونحن ذهبنا إلى الحوار بكل جدية ومسؤولية، واليوم نريد للجميع أن يلتزموا مقتضياته، وأن لا يعملوا على تضييع الوقت من أجل تقطيعه، لانتظارهم متغيّرات من الخارج لن تصب في مصلحة أولئك المراهنين، وها هي الأحداث تؤكد لنا أن المتغيرات التي نصنعها نحن بأيدينا وبدماء شهدائنا هي التي ستصب في مصلحة لبنان كما نراها نحن.

  
النائب علي بزي

 

كما ألقى النائب علي بزي كلمة توجه في بدايتها بالتهنئة والتبريك الى الطلاب وذويهم ومدارسهم، مضيفًا “إننا نعيش هذه الايام محنةً سياسية وحياتية ضاغطة وحرجة، وعلينا جميعا ان نقرأ معا من كتاب واحد، لان جرحنا ودمنا ووطننا واحد”.
ودعا للنتنافس “على تلبية مطالب الناس في المياه والكهرباء والنفايات و تأمين فرص العمل، وفي كل ما يصنع حياة سعيدة ومتقدمة للناس”، معتبرًا أن ذلك ليس بكثير على الشرفاء، الذين حين اقتضت الحاجة منهم، كانوا في المواقع المتقدمة في الدفاع عن الوطن.
   
الوزير بوصعب

أحد عوائل الشهداء يقدم بندقية (فال) إسرائيلية للوزير
وتابع بزي “اليوم جاء دور السياسيين وعلى جميع القيادات ان تجيب عن تلك الاسئلة”، معتبرًا أن مبادرة بري لإطلاق الحوار كانت لإضاءة النفق الطويل، علّنا جميعاً كلبنانيين على اختلاف احزابنا وانتماءاتنا، نخرج منه.
وقال “الحوار هو أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية في كافة المجتمعات، واذا لم نتحاور مع بعضنا البعض، فلا يتوهمن أحد على الاطلاق، أن أحداً في العالم يضع لبنان في سلم أولوياته، لذا علينا نحن كلبنانيين أن نشكل مخرجاً لأزمتنا”.

  

 عفيف بزي

    

وألقى نائب رئيس الاتحاد المهندس عفيف بزي كلمة شكر في بدايتها تحدث عن سيرة الشهيد داني بزي، شهيد الوطن، وأشار الى “اهمية الزيارة التاريخية التي قام بها العماد ميشال عون بعد التحرير، الى منطقة بنت جبيل، التي اكدت بدلالتها عن العلاقة الطيبة والوثيقة بين التيار الوطني ومجتمع المقاومة”، وطالب بدعم المدرسة الرسمية التي حققت النسبة العالية من النجاح، كما بفتح السنة الثانية لكلية العلوم، وفتح مركز للارشاد والتوجيه في بنت جبيل.
  

ثم القى الطالب سعد محمد سعد، كلمة الطلاب التي شكر فيها الرعاية، ومنظمي احتفال التكريم، ووعد باسم الخريجين بالاستمرار بالنجاح والعمل على رفع راية الوطن.
بعدها قدم الوزير والنواب الشهادات التقديرية للمتخرجين المحتفى بهم.
الجولة

          

وكان سبق الاحتفال جولة للوزير، ابتدأها من بلدة رميش، يرافقه المستشار التربوي البير شمعون، وعددٌ من موظفي الوزارة، حيث وضع إكليلًا من الورد على ضريح الشهيد اللواء الركن فرنسوا الياس الحاج، وضريح الشهيد النقيب سامر طانيوس، وبعدها انتقل الى قاعة بلدية رميش، حيث كان في استقباله رئيس البلدية والاب نجيب العميل وذوي الشهداء وفاعليات تربوية وحشد من اهالي البلدة.
  
جولة على أضرحة الشهداء
بعدها استقبل النائب فضل الله الوزير أبو صعب والوفد المرافق، في مكتبه بمدينة بنت جبيل، قبل أن يقوم بجولة ابتدأها عند تلة مسعود، حيث وضع اكليلا من الورد على ضريح الشهيد الدكتور مصطفى شمران، بحضور النائبين بزي وفضل الله، وقيادات من حركة امل وحزب الله والدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية.
ثم توجّه الى روضة شهداء عدوان تموز 2006، في بلدة عيناثا، حيث كان في استقباله امام البلدة الشيخ عباس ابراهيم، ورئيس البلدية عباس خنافر وفاعليات تربوية واجتماعية وعوائل الشهداء.
وقد رحب الشيخ عباس إبراهيم بمعالي وزير التربية والتعليم العالي.
وفي الختام وضع الوزير أو صعب إكليلاً من الورد على أضرحة الشهداء قبل أن يقدم له أحد عوائل الشهداء بندقية (فال) إسرائيلية.
ومن ثم توجّه الى مركز اتحاد البلديات في سراي بنت جبيل، حيث عقد اجماعاً مع رؤساء بلديات المنطقة بحضور النائبين بزي وفضل الله، والمسؤول التربوي لإقليم جبل عامل مصطفى الراعي، ثم الى حديقة ايران في بلدة مارون الراس، حيث جال الوزير في ارجائها واطلع على اهميتها السياحية.
وأقام اتحاد بلديات بنت جبيل مأدبة غداء على شرف الوزير حضرها النائبين فضل الله وبزي وعدد من رؤساء البلديات والفعاليات، وانتهت الجولة في بلدة حانين حيث افتتح حديقة عامة بحضور فاعليات البلدة، ورعى حفل تخريج طلابها الناجحين في الشهادات الرسمية.

المصدر: العهد

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …