عرفات حجازي
أبعـــد من الحكومــــة
مارس 3, 2014 8:16 صباح
إنفجار السجّال بين حزب الله والرئيس ميشال سليمان على خلفية وصف الأخير لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة بالمعادلة الخشبية إستدعى رداً حاداً من الحزب قال فيه “ان ساكن بعبدا لم يعد يميز بين الذهب والخشب وان القصر يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي الى عناية خاصة”. هذه اللهجة غير المسبوقة في التخاطب بين الرئاسة الأولى وحزب سياسي بدّلت في المشهد السياسي الملبّد أصلاً وزادت من تعقيد مهمة لجنة البيان الوزاري في الوصول الى صيغة مقبولة للفقرة المتعلقة بالمقاومة ودفعت بالحزب والحركة الى التصلب في إدراج هذا البند عنواناً أساسياً في بيان الحكومة الذي لا يستقيم بدونها.
مع ذلك المداولات والمساعي المبذولة لايجاد صيغة توافقية مقبولة قبل ساعات من إنعقاد الجلسة الثامنة للجنة البيان الوزاري لم تقفل بعد من دون إستبعاد إمكانية التفاهم على بيان مقتضب وعام لا يدخل في التفاصيل والقضايا الخلافية اللهم إذا كان هناك كلمة سر هبطت على البعض بالعرقلة عندها تصبح كل المحاولات دون جدوى.
حتى الآن لا يمكن الجزم بالمسار الذي ستسلكه الأمور وعما إذا كان السجّال المحتدم على الخلاف بين منطق المقاومة ومنطق حق اللبنانيين في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي في ظل مرجعية الدولة وسلطتها سيفضي الى تقطيع مدة الشهر التي ينص عليها الدستور لتقديم الحكومة بيانها الوزاري ما يفتح الباب أمام نزاع دستوري حول ما إذا كانت الحكومة ستعتبر مستقيلة في هذه الحال أم لا.
ورغم أن العاملين على خط الوساطة لإنجاز البيان الوزاري وتسريع إجراءات نيل الحكومة الثقة ما زالوا على قناعة بأن مخرجاً للخلاف على البيان سيحصل إستناداً الى ان القوى الإقليمية والدولية التي كانت وراء تشكيل الحكومة الجامعة ستضغط لتمكينها من إنجاز بيانها الوزاري. فإن أوساطاً سياسية مراقبة تذهب الى حد الإعتقاد بأن المشكلة أبعد من الحكومة وان مواقف رئيس الجمهورية الصادمة لم تأت من فراغ فثمة من يتحدث عن فواتير يقدمها الرئيس اللبناني الى دول عربية وغربية قبل مغادرته الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حيث شهيته مفتوحة للتجديد. وبالتالي فأن تكوّن مشهدية إقليمية دولية جديدة على خلفية ما يجري في أوكرانيا ونسف مفاوضات جنيف2 وما يحصل من تطورات ميدانية على الأرض في سوريا كلها عوامل تشي بأن القوى الدولية المؤثرة التي سهلت ولادة الحكومة الجامعة لا ينسحب تفاهمها على الإستحقاقات المقبلة وبالأخص على الإستحقاق الرئاسي حيث الفراغ حاصل حتماً.
نحن الآن في معركة طويلة ما زالت في بداياتها وهي مفتوحة على كل الإحتمالات بدءاً من العدوان الإسرائيلي على جنتا مروراً بالتحضير للهجوم على دمشق من سهل حوران وإنتهاء بالصدام الأميركي الروسي حول اوكرانيا.