وجهة نظر #الإسلام حول #نظريَّة_التطوّر
#مقال العلامة المرجع #السيد_محمد_حسين_فضل_الله
إنَّ نظريَّة التطوّر ليست نظريّة إلحاديَّة، لأنَّ صاحبها داروين كان مؤمناً، كما يقال، فهي تعالج تطوّر الأنواع، ولكنَّها لا تتحدَّث عن عدم وجود خالق يبدأ الخلق في النموذج الأوّل للإنسان بقدر ما يتّصل الأمر به، ولكنَّ المسألة هي أنّ الحيثيّات التي أكّدوا من خلالها هذه النظريّة ليست حيثيّات قطعيّة، بل هي ظنيّة احتماليّة في تفسير الظاهرة التاريخيّة، لأنّ فرضيّة أن تكون القردة التي تمشي على الأربع مخلوقات إنسانيّة لا يدعمها دليل قطعي، بل هي تفسيرات احتماليّة.
هذا إضافةً إلى أنَّ وجود حالة جزئيّة متمثّلة في نموذج واحد، لا يعني أن النوع كان على هذه الشّاكلة، فما الذي يمنع أن تكون هذه حيوانات منقرضة تماماً كما في الدّيناصور وغيره، كذلك فإنّ حيازة أية نظرية على صفة العلميّة بحاجة إلى استقراء شامل أو غالب أو وجود عنصر أساس تشترك فيه الأفراد، وهو مفقود فيما عرضوه.
هذا مع أنّ بعض المتأمّلين ذكر في النظريّة أنّ العلماء عثروا على بعض النماذج الإنسانيّة بصورته الحاليّة أسبق زمنيّاً من النماذج التي عثروا عليها، كما تبيّن أنّ القواعد التي استندوا إليها في تعداد السنين أو في تفسير الظاهرة ليست قواعد قطعيّة، مع ملاحظة أنّ هذا النوع من التطوّر المفروض لم يتكرّر منذ آلاف السنين في أيّ نموذج (قردي)، فلماذا؟
كما أنّنا إذا درسنا القرآن الكريم، نجده يقرّر أنّ الانسان قد خلق بصورته الحاليّة في أحسن تقويم، وهو ما قد يوحي ظاهره بعدم عروض التطوّر على الإنسان، الأمر الذي يمكننا اعتماده مادامت المعطيات التي يستدلّ بها على التطوّر ظنيّة. والله العالم.
#استفتاءات – #عقائد.
المصدر: بينات