الحركة الحسينية لم تكن انتحارية
ومن هنا .. فإننا لا نعتبر الحركة الحسينية تمثل حركة انتحارية . كما يحاول بعض الناس السذج أن يصوروها ، بل كانت حركة منطلقة من خطة تتمحور حول مسألة المحافظة على عنفوان الرسالة ، وعلى سلامة الخط ، وعلى رفض إعطاء شرعية الحكم الظالم ، ولذلك علينا عندما نريد أن ننفتح في كل مسيرتنا الإسلامية على المسألة الحسينية أن ننطلق من خلال هذه الخطوط التي تركز على خط فاصل بين الظروف التي فيها مصلحة الاسلام العليا الأسلوب السلمي ، وبين الظروف التي تفرض فيها أسلوب العنف ،
وهكذا فإن الرفق ينطلق من مصلحة الاسلام في المرحلة التي تفرض الظروف فيها ذلك ، فالذين يختارون الرفق في موقع العنف ، أو الذين يختارون العنف في موقع الرفق ، لا يختارون مصلحة الاسلام ، وهكذا بعد أن انتهت المفاوضات الى طريق مسدود ، جعلت الإمام الحسين ( ع ) وأصحابه ، ليجسدوا الاسلام في جهاده في عنفوانه ،
وهذا ما كان الامام الحسين ( ع ) يتمثل فيه بالآية المباركة ، عندما يطلب منه كل شخص من أصحابه أو أهل بيته البراز للحرب : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بَدَّلُوا تبديلا ً))
هذا الذي لن يكون جهاداً حسينياً بالمعنى الذاتي للإمام الحسين ( ع ) ولكنه جهاد محمدي – علوي – حسني – حسيني – حتى ينفتح على كل حركة الإمام ة في الأمة من اهل البيت ( ع ) باعتبار أن الجهاد عنوان ينطلق من احكام إسلامية تقول للإنسان : قف هنا ، وتقول له في مواقع أخرى : تحرك. هناك
المرجع لعلامة السيد فضل الله ( رض )