محمد كسرواني
بقي ملف الترقيات العسكرية محور اهتمام الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم. فقد اجمعت الصحف على ان تعقيد الملف أدى إلى تجميده بالكامل.
كما اهتمت الصحف ايضاً بملف ازمة النفايات، وأشارت الى أن مطمر الناعمة سيفتح حتى لو استدعى الامر مواكبة امنية لتنفيذ المرحلة المؤقتة من خطة الوزير أكرم شهيب.
بانوراما الصحف اللبنانية
ملف التسويات
وفي هذا السياق كتبت صحيفة “السفير” أنه “مع تنفّس اللبنانيين الصعداء لدى بروز بوادر إيجابية إثر موافقة الأقطاب السياسيين على السلّة المتكاملة للتسوية، خاصة الترقيات العسكرية سرعان ما تراجع منسوب التفاؤل”.
وتضيف “يحاول المستقبليون رمي كرة الأزمة من ملعبهم، باتجاه ملعب «الفريق المعطّل على الدوام للحل». وبينما تمثّل هذا الفريق دوماً بالنسبة الى المستقبليين في «حزب الله»، يبدو أن أسهم اللوم تتوجّه اليوم، في مسألة رفض الترقيات، الى العماد ميشال عون.
يردّد مستقبليون في مجلس خاص أن عون كان قد أعطى موافقته على تلك التسوية قبل فترة، لكنه، في رفضه الجديد لها، يرغب في رفع سقف التطلعات الى أبعد من الترقيات، لا بل أبعد من قيادة الجيش التي يريدها للعميد شامل روكز. هو يبني على التطورات الإقليمية، للمراهنة على رئاسة الجمهورية، مدعوماً بأحداث سورية جديدة ستغيّر وجه المنطقة من وجهة نظره، وأولها التدخل الروسي المستجدّ والهام”.
من جهتها، قالت صحيفة “النهار” إن “عنوان المضي نحو مزيد من التعقيد بل الانسداد السياسي اختصره أمس نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في قوله “بأننا اليوم على ابواب انهيار الحكومة اللبنانية”.
وتابعت الصحيفة أن “كلام الرجل الثاني في الحزب جاء من باب تحميله 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة ورفض كل التسويات التي اقترحت من اجل معالجة عدم اجتماع الحكومة، في حين بدأت المخاوف تتنامى لدى افرقاء 14 آذار من مؤشرات لضرب عملية الحوار النيابي في ثلاثية جلساته ايام 6 و7 و8 تشرين الاول الجاري وافتعال مزيد من التعقيدات من اجل شل الحكومة شلا تاما بما يدفع بها الى واقع تصريف الاعمال واقعياً”.
وأكد مصدر معني بالاتصالات الجارية في شأن مشروع تسوية الترقيات العسكرية الذي اصطدم اخيرا بالإخفاق لـ”النهار” انه على رغم استمرار المساعي للتوصل الى مخارج جديدة في هذا الصدد لم تظهر اي معالم ايجابية يمكن البناء عليها قبل موعد معاودة جلسات الحوار التي بات مصيرها محكوماً بل مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بهذه الازمة كتغيير قسري تمكن منه الافرقاء العاملون على تقديم موضوع آلية عمل مجلس الوزراء بما فيها مشكلة الترقيات العسكرية على موضوع الاستحقاق الرئاسي وسواه.
أما صحيفة “الجمهورية” فاعتبرت أنه “تعقّدت التسوية التي كان يُعمل عليها في لبنان، ولكن إذا كانت هذه التطورات قد أدّت إلى تجميد التسوية، فهذا لا يعني أنّ الاتصالات مجمّدة من أجل إعادة تحريكها وسط تصعيد في المواقف السياسية”.
تصعيد الشارع
من جهة ثانية ذكرت صحيفة “الجمهورية” أن أوساط سياسية تخوّفت من أن يؤدي التصعيد والتعطيل السياسيين إلى عودة التظاهرات في الشارع من باب فشل السلطة في تنفيذ خطة النفايات، ودخولها في صراعات لا طائل منها.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية» إنّه بعد تأجيل جلسة مجلس الوزراء إلى أجل غير معروف، لا يفترَض استبعاد أن يعمد رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تأجيل الحوار المزمَع عقده في 6 و7 و8، لأنّ ظروف إنجاحه غير متوافرة، ومن هنا الساعات المقبلة مصيرية لتحديد الاتجاه الذي يمكن ان ترسو عليه الأمور.
ازمة النفايات
الى ذلك، خصصت صحيفة “الاخبار” افتتاحيتها للحديث عن ازمة النفايات. وكتبت أنه “قريباً تُعلن السلطة الساعة الصفر لفتح المطامر بمواكبة امنية والشروع في تنفيذ المرحلة المؤقتة من خطة الوزير أكرم شهيب، أمّا مجموعات الحراك، فقد أعلنت أنّها مستمرة في المواجهة داعيةً إلى تظاهرة حاشدة نهار الخميس المقبل في 8 تشرين الأول عند الساعة السادسة مساءً في ساحة الشهداء بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار، فيما أكّدت حملة اقفال مطمر الناعمة انها «لن تقبل فتح المطمر ثانية واحدة»”.
وأضافت أن “خلاصة الاجتماعات الثنائية لوزير الزراعة أكرم شهيب ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، التي ناقشاها أمس مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عقب عودته من نيويورك، انتهت الى إنشاء غرفة عمليات للإشراف على تنفيذ خطة شهيب برئاسة سلام، وقد عقد المشاركون في هذه الغرفة أول اجتماعاتهم التقنية أمس”.
تؤكد مصادر مقربة من شهيب أنّ مطمر الناعمة سيُفتح لسبعة ايام في ظل مواكبة أمنية مع رهان السلطة على حركة اعتراض خفيفة، أمّا مطمر سرار، فسينتهي تجهيزه قريباً جداً على أن يُفتح خلال ثلاثة أيام كحد أقصى، فيما يحتاج المطمر المقرر انشاؤه في منطقة المصنع إلى نحو أسبوع ليصبح جاهزاً على نحو تام. وعليه ستبدأ الحكومة عبر مجموعة من المهندسين والخبراء مشاوراتها في البقاع اليوم مع الأهالي من أجل تقديم شرح عن موقع المطمر وإقناعهم به.