هكذا كادت النار تشعل العرقوب

طارق ابو حمدان

تاريخ المقال: 08-11-2014 01:39 AM
تجاوزت منطقة حاصبيا والعرقوب، في الساعات الأخيرة، مطباً أمنياً بالغ الخطورة، كاد أن يقحمها في متاهات الصراع السوري الداخلي وتفرعاته، وذلك بفضل قرار قيادة الجيش اللبناني بمنع إدخال جرحى سوريين ينتمون إلى «الجيش الحر» إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج من جهة، واستشعار قيادات المنطقة حساسية الموقف وخطورته من جهة ثانية.
وفي التفاصيل، أنه في ساعة متأخرة من ليل أمس، بدأت تتواتر إلى منطقة العرقوب أخبار المجزرة التي ارتكبها «الجيش السوري الحر» بمجموعات من «قوات الدفاع الوطني»، معظمهم من القرى الدرزية الواقعة في المقلب الشرقي لجبل الشيخ.
وحصل استنفار سياسي وأمني لبناني، خصوصاً بعد أن اعترض الجيش اللبناني قافلة من البغال كانت تنقل 11 جريحاً من «الجيش الحر» إلى مستشفيات المنطقة، وتزامن ذلك مع تهديدات محلية بتصفية الجرحى إذا أدخلوا الى عمق الأراضي اللبنانية.
وجرت اتصالات عاجلة بين مديرية مخابرات الجيش في الجنوب وقيادة الجيش ومديرية المخابرات في اليرزة، أفضت إلى اتخاذ قرار بمنع دخول أي لاجئ سوري إلى لبنان حتى لو كان جريحاً.. إلا في حالات إنسانية قاهرة (أطفال، مسنون ونساء حوامل).
وأفسح الجيش، أمس، المجال أمام فرق من الصليب الأحمر اللبناني للانتقال إلى المرتفعات الغربية لجبل الشيخ (على مسافة كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني) حيث عملت على إسعاف معظم الجرحى وتزويدهم بالأمصال والأدوية اللازمة، باستثناء أربع حالات خطرة تم نقلها إلى بيت جن، وتردد في ساعة متأخرة من ليل أمس أن المسلحين نقلوهم إلى مستشفيات في شمال فلسطين المحتلة عبر مرتفعات الجولان.
وأفاد شهود عيان أن مقاتلي «قوات الدفاع» حاولوا استعادة بلدة بيت تيما الدرزية في ريف القنيطرة التي كان يحتلها «الجيش الحر»، ليل أمس الأول، لكن المسلحين نصبوا كمائن للمهاجمين، ما أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة بين الطرفين تجاوزت أطراف بيت تيما نحو الخربة وعين الشعرة، وسقط خلالها 28 قتيلاً من «قوات الدفاع»، بينهم 20 من قرية عرنة الدرزية وحدها، وعرف منهم:
منذر مرشد، أسد أبو مرة، فهد أبو مرة، عقاب أبو مرة، سامر زغيب، رامي بدر الدين، شوقي زغيب، ماهر كبول، نواف زغيب، عامر الأرزوني، عامر العبد الله، مجد نصر، صايب طليعة، حســن صالح، عامر داود وبشار داود.
وعلى الفور، تدخل الجيش السوري النظامي، وقصفت طائراته مواقع «الجيش الحر» في بيت جن ومزرعة بيت جن ومحيطهما، فيما كانت المواجهات البرية تجري بضراوة في محاور عين الشعرة، بيت تيما، كفر حور، بيت جن ومزرعة بيت جن.
وفيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن مقتل 26 عنصراً من عناصر «الدفاع الوطني» وما لا يقل عن 14 مقاتلاً من «النصرة» و«الكتائب الإسلامية»، ذكرت وكالة «سانا» أن القوات السورية «قتلت عدداً من الإرهابيين وجرحت آخرين خلال اشتباكات في بيت جن».
وأجرى النائب وليد جنبلاط الموجود في موسكو اتصالات بعدد من القادة الأمنيين وبمشايخ المنطقة، وشدد على أهمية الحفاظ على التعايش في منطقة العرقوب وعدم السماح بامتداد نيران الحرب السورية إليها.
وفيما أكد مشايخ البياضة وقوفهم خلف الدولة والجيش اللبناني، حذر جنبلاط «من استخدام الدروز لمواجهة الثورة السورية»، وقال في تغريدة عبر «تويتر» من موسكو: «آن الأوان للمصالحة مع المحيط والوقوف على الحياد»، مذكراً بأنه سبق له أن نبّه «إلى مخاطر التورط مع النظام (السوري)». وأسف النائب طلال ارسلان، «لتعرض القرى الدرزية لحرب غادرة من حماة الإرهاب وحاملي مشروع تفتيت المنطقة».

السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …