موقف قائد المسيرة العلامة السيد علي من استهداف مرجعنا السيد محمد حسين فضل الله

شهدنا في الأيام الفائتة، وفي ظلّ كلّ هذا الواقع الصّعب الذي تعيشه الأمَّة، العودة إلى ما كنّا اعتقدنا أنه انتهى إلى غير رجعة، بالنّيل من رمز خطّ الوعي والتجديد والوحدة والحوار، المرجع السيد محمد حسين فضل الله.

ونحن في الوقت الذي فضَّلنا أن لا ندخل في الفتنة التي يراد لهذه الأمّة أن تدخل فيها، وأن نترك للقيادات الدينية والسياسية أن تقوم بدورها، وتتحمّل مسؤوليّتها، وتمنع هؤلاء من العبث بمجتمعنا ووحدتنا، لكن مع الأسف، لم تتخذ هذه القيادات الموقف المطلوب، وتركت الحبل على غاربه، ونحن اليوم نجدّد دعوتها إلى تحمّل مسؤوليّتها، والقيام بدورها أمام الله وأمام التاريخ، وفاءً لمن وفى لهذه الأمّة، وأعطاها من قلبه وروحه وعقله وكيانه، ولايزال يعطي حتى بعد غيابه.

ولا يسعنا هنا إلا أن نحيّي ما شهدناه من هذا الاندفاع العقلي والعاطفي من كلّ الذين انتصروا لهذا الفكر ولهذه الرّوح العابقة بالحبّ للجميع، بكلماتهم ومشاعرهم، وعبّروا عن ذلك بغضبهم، ممن عاش السيّد (رض) فيهم وعياً وحركةً ومحبّةً وانفتاحاً، ما أشعرنا بأنّ الساحة لاتزال بخير، وأنها لاتزال أمينة على هذا الخطّ؛ خطّ الوحدة والحوار والانفتاح والعقل والعلم، وأنها تنبذ خطاب التحريض والرّفض للآخر، لأنّ هذا الخطاب مسؤول عن واقع التخلّف والانقسام الذي تعيشه ساحتنا.

إننا، ومن موقع المسؤولية الشرعية، نقول للجميع: سنبقى حريصين على وحدة هذه السّاحة وتماسكها، ولن ندخل في سجالات مع كلّ هؤلاء الذين يعرفون قبل غيرهم، أنّ السيد لم يكن إلا داعية رحمة ومحبّة وتقريب، وصوتاً مقارعاً للفتنة على طول الخطّ وعلى كلّ المستويات، سواء في الداخل الشيعي، أو بين الطوائف أو الأديان، أو على المستوى الوطني والقومي والإسلامي.

إننا نقول لكلّ المسؤولين عن هذه السّاحة: لقد تحمَّلنا الكثير وصبرنا كثيراً، وعليكم أن تتحمَّلوا مسؤوليّتكم الشرعيّة والوطنيّة والأخلاقيّة، وأن تكفّوا يد صنّاع الفتنة، لأنَّ المركب إذا سقط فسيغرق الجميع.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …