🔶
#منبر_الجمعة من #مسجد_الإمامين_الحسنين(ع)
#لبنان مقتطفات من #خطبة_الجمعة التي ألقاها سماحة العلامة #السيد_علي_فضل_الله:
🔸 لاتزال القوى السياسيَّة في لبنان تعمل على تخطّي هذه المرحلة الصعبة من تاريخه على كلّ صعيد. وفي هذا السّياق، تأتي خطوة تكليف رئيس حكومة نأمل أن تقوم بإخراج هذا البلد من معاناته.
🔸 إنّنا نأمل مع كلّ اللّبنانيّين، ومع تفهّمنا للظروف التي آلت إلى التّكليف، أن يتمّ تجاوز العقبات التي تقف أمام تأليف الحكومة، وهذا ممكن إن تمت معالجة الهواجس التي يخشاها البعض، سواء القوى السياسيّة أو الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس المكلّف، ونحن هنا نؤكّد ضرورة تعاون الجميع للوصول إلى صيغة حلّ يتمّ التوافق عليها.
🔸 إنَّنا نعيد التّأكيد على القوى السياسية، أنَّ هذه المرحلة ليست مرحلة تسجيل نقاط أو تقاذف للكرات أو صراع صلاحيّات ومواقع، بقدر ما هي مرحلة إنقاذ بلد يكاد يغرق.
🔸 وإلى أن نصل إلى تحقيق هذا الهدف الذي نأمل أن يكون سريعاً، فإنَّ حكومة تصريف الأعمال مدعوّة إلى أن تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، وأن لا تنكفئ عن أداء مسؤوليّاتها لمعالجة الأزمات التي تقضّ مضاجع الجميع على الصعيد الاقتصادي والمعيشي وارتفاع الأسعار وأزمة السيولة في البنوك…
🔸 تزداد المحاولات الجارية للإيقاع بين اللّبنانيّين، من خلال إثارة الحساسيات الطائفية والمذهبية، من خلال تداول مقاطع فيديو تسيء إلى الرموز والمقدّسات الدينية، أو تظهر إحراق شجرة الميلاد، مما قد يساعد عليه الجوّ السياسي المشحون. إنَّنا أمام كلّ هذه المحاولات، نراهن على وعي اللّبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين، وعلى أنَّهم لن يسمحوا للنافخين في بوق الفتنة بأن يجدوا أرضاً خصبة لهم، وأنهم لن ينجرّوا للوقوع في متاهاتها، وهم من خبروا كلّ هذه الفتن وذاقوا مراراتها واكتووا بنتائجها، ولن يقعوا في أتونها مرّة أخرى، ولن يلدغوا منها بعدما لدغوا مرارات كثيرة.
🔸 وهنا، لا بدَّ من أن نقدّر كلّ الأصوات التي تحركت سريعاً لمعالجة أيّ تداعيات اقتضتها ردود فعل متسرّعة، ولا بدَّ، وفي إطار الإشكالات التي تحدث في الشّارع، من التنبّه إلى خطورة التعرّض للقوى الأمنيّة التي تعمل في اللّيل والنّهار للحفاظ على أمن اللّبنانيين جميعاً.
🔸 إنَّنا نأمل أن تسارع القوى الأمنيّة والسياسيّة في العراق إلى التّوافق على اسم رئيس حكومة يلبّي طموحات المواطنين، وإخراج هذا البلد من معاناته المستمرّة، ومنع الوقوع في فتنة داخليّة يراد للشَّعب العراقي أن يكون وقوداً لها.
♦ وأخيراً، نستعيد في الأيّام القادمة ذكرى عزيزة على قلوب المسلمين والمسيحيّين، وهي ذكرى ميلاد السيّد المسيح (ع)؛ هذا النبيّ الممتلئ محبةً ورحمةً وتسامحاً وعنفواناً.
إننا في هذه المناسبة، نتوجَّه بالتهنئة للمسلمين والمسيحيّين، آملين أن تأتي هذه الذكرى وهي تحمل تباشير الأمن والسلام والاستقرار في هذا البلد، وتشدّ من أواصر التعاون بين أتباع الدّيانتين، للوقوف معاً في وجه كلّ ما يسيء إلى قيم الرّسالات السماوية ويهدّد كرامة الإنسان وحريته واستقلاله وحقّه في الحياة الكريمة.