من قلبي إلى السيد

محمد خزعل – خط تماس
 قد لا تأخذ كلماتي, وبحكم شيعيّتي, ذاك الحيّز الكبير… فأنا لست مارونيًّا, أو درزيًّا أو سنيًّا أو حتى علويًّا, يجاهر بمحبّتك عن صدقٍ أو تملّق أو متاجرة, ليكسب إستهجان وإعجاب مجتمعٍ يتفاجئ في كلّ مرة يقدّم أحدهم من طائفة أخرى, الولاء لشخصك وقضيّتك.
وأنا من موقعي, لا أشكل علامةً فارقة بين ملايين يكنّون لك كلَّ الحبّ والإحترام, إن كان حبًّا أم خوفًا أم طمعًا بالشهرة, ولكنني ما دمت قد حصلت على هذه الفرصة, سأتكلم…
مدحوك فصعدوا, هاجموك فانشهروا… ولأنك محور الصعود والشهرة والنجاح…أحببتك أكثر.
لم أعتد أن أكون مدّاحًا حدّ التملّق, ولكنني كنت أراقب كيف نجحوا بكسر هالة القدسيّة التي كانت تحيط بك, قدسيّة أخلاقيّة ونابعة من وجدانٍ مقاومٍ قبل أن تكون دينيّة…فأصبحت خطاباتك لا تعجب الكثيرين, حتى طريقة كلامك وحركات يديك باتت عرضةً لانتقاداتهم حينما أصبح عرض التفاصيل بشكلٍ جارح يعتبر إنفتاحًا وثقافةً وتحرّرا من القيود المذهبية- الشيعيّة تحديدًا, ومن أراد أن يكون شخصيّة الموسم, كان يجاهر بجرأته في نقدك ومهاجمة خياراتك “بحريّة تامة” من قلب الضاحية الجنوبية…حتى المواقع الإلكترونيّة والصحف والمحطات الفضائية, وجدت في شخصك مادةً دسمة لاستجرار المتابعة والمشاهدة والتفاعل والأرباح, لأنك ببساطة, أنت كما أنت.
ولأنك الوحيد الذي ما زلت تذكر فلسطين عندما ملّوا بمعظمهم أو طبّعوا… أحببتك أكثر.
كلّما كنت أسمع بفلسطينيّ “الجنسية” فجّر نفسه هنا, أو قاتل هناك…كنت أشعر باليأس والسخط من موقف بعض الفصائل في هذه الحرب, وأبرر ما يقوله عامة الناس تشكيكًا بصوابيّة دعمنا ومناصرتنا لقضيّة من يقاتلنا في مكانٍ آخر أو بالحدّ الأدنى, يعتبر أننا نتاجر بقضيّته … لتظهر مجدّدًا إلى العلن, ومن دون ملل, تبدأ بفلسطين القضيّة والبوصلة, وتكون حازمًا حتى مع محبّيك ومناصريك, فمن أضاع بوصلة فلسطين كمن أضاع حقًّا ناصعًا ولامعًا كالشمس وأضلّ الطريق… فليس منّا أبدًا من حارب فلسطين, ولو بكلمة.
ولأنني وفي كلّ مرة خالفت فيها توجهاتك, عدت لأدرك صوابيّة خياراتك..وأحببتك أكثر.
إن الإيمان واليقين في قضيّة أو شخصٍ أو أمرٍ ما, قد يعني الإنسياق الكامل خلف هذه الخيارات من دون التفكير حتى, وعندما كنت لا أستطيع “تجميد العقل” كحالةٍ يعيبونها على محبّيك, وهي نابعة عن ثقةٍ تامة في كثير من الأحيان, قلت ” لا” في مواقف كثيرة, في الانتخابات وفي المظاهرات وفي الحراك… لأدرك لاحقًا وفي معظم مواقفي صوابيّة رؤيتك وخياراتك التي تحقن الدماء وتبعد الفتن وتصبُّ في مصلحة العارف والجاهل منّا, مع احتفاظي دائمًا بحيّز يحتمل النقاش, ويسعى للتغيير من أجل الأفضل مهما كانت المعوّقات.
 
ومجدّدًا… يوم ميلادك أتى, لا أعرف كتابة الشعر أو الموشّحات والقصائد المعلّقة… ببساطة أحببتك, لا لأجل قضيتك أو مواقفك أو مذهبك أو مرجعيتك إنما لشخصك, بقدر ما كلّفني هذا الحب وما لم يكلّفني, وأراه ضروريًّا…بقدر ما يرونه عبثيًّا
56 عامًا كان لي شرف صحبة 15 منها منذ نشأتي, ما رأيت فيها إلا جميلا… وفخرًا وأكثر, ونصرًا وأكثر, وجميلا… وأكرر وأتابع, وجميلا..
كل عام وانت السيّد الأغلى, سيّد حسن نصر الله.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …