ملتقى فكري حول الإمام الصدر في بنت جبيل

وطنية – أقامت بلدية بنت جبيل ملتقى فكريا حول الامام السيد موسى الصدر، في قاعة مجمع موسى عباس، في حضور النواب: علي بزي، حسن فضل الله وايوب حميد، الوزير الاسبق نزيه بيضون، قائمقام بنت جبيل خليل دبوق، قيادات من “حركة أمل” ومن “حزب الله” ورجال دين وممثلين عن الاجهزة الامنية والعسكرية وفاعليات وحشد من المدينة والجوار.
عبد الله
وبعد النشيد الوطني، وتقديم من مصطفى بزي، وترحيب من رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي، القى مفتي صور وجبل عامل المسؤول الثقافي المركزي في “حركة أمل” الشيخ حسن عبد الله كلمة تحدث فيها عن “المقاومة في فكر الامام السيد موسى الصدر”، وقال: “كانت النظرة الى اسرائيل بأنها العدو الذي لا يقهر، ويجب النأي بالنفس وإبعاد لبنان عن الصراع، كونه بلدا ضعيفا لا يستطيع ان يواجه والعين لا تقاوم المخرز. هذه النظرة سببت له انتكاسات متعددة، خصوصا لجهة سلب بعض اراضيه، من دون ان يرفع لبنان صوته عن اي اغتصاب او تعد ويصمت عن كل ذلك، عندها اطلق الامام الصدر مقولته بان العدو الاساسي لهذا الوطن هو اسرائيل وهو الشر المطلق والتعامل معه حرام، ولا بد من حماية لبنان وهو الوطن النهائي لجميع بنيه مسلمين ومسيحيين، وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بحماية الجنوب وانتشار الجيش، ولكن العدو الاسرائيلي كان اسرع من انتشار الجيش اللبناني واحتل الجنوب في العام 1978، والإرادة السياسية للدولة هل كانت تفكر في حماية الجنوب ام لا”؟
أضاف: “عمل الامام الصدر على تحضير البيئة الحاضنة للمقاومة ولمواجهة العدو الاسرائيلي حيث انشأ هيئة نصرة الجنوب وأعطاها البعد الديني لكل الاديان وجعلها تحمل وجهة عدائية لإسرائيل، وشكل من خلالها قوة شعبية لمواجهة العدو الاسرائيلي ثم اطلق المقاومة المسلحة، وكانت الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، النظرة التي تشكل خلاص لبنان كما سفينة نوح شكلت خلاص العالم من الطوفان، وكان لهذه المقاومة العديد من المواجهات العسكرية البطولية بقيادة الدكتور شمران في الطيبة وشلعبون ورب ثلاثين وغيرها من المواقع اللبنانية، حيث شكلت مفصلا اساسيا في الحياة السياسية والعسكرية، وفي اجتياح العام 1982 استطاعت مع سلاحها المتواضع ان تصمد في مواجهات متعددة في خلدة والشويفات وحي السلم وفي بنت جبيل وغيرها على الحدود الجنوبية، وشكلت المقاومة صمام امان الوطن وحملت رشدا في ادائها السياسي والاجتماعي، حيث نجحت في امتحانات متعددة اذ أنها لم تدخل بأي فتنة داخلية على الاطلاق، وأخذت حيزا عظيما في نفوس الناس”.
وختم مؤكدا على “التمسك بالثوابت الوطنية التي اطلقها الامام السيد موسى الصدر وفي مقدمها حفظ العيش المشترك بما يملك من تنوع ديني وطائفي، وعلى ان اللغة الاساسية التي يجب ان تسود هي لغة الحوار التي ارادها الامام الصدر والتي ينادي بها اليوم الرئيس نبيه بري، طاولة الحوار التي نأمل لها التوفيق والنجاح لحل المشاكل والأزمات التي يتعرض لها الوطن”.
يونس
ورأى الاب الدكتور جان يونس في كلمته “ان الامام السيد موسى الصدر هو من كبار الأئمة المجددين الذين انخرطوا في العمل من اجل الانسان وخيره ومن اجل اعمار الارض. فلم يكتف بالتنظير والكلام المجرد بل نزل الى ارض الواقع، وخاض في مشاكل الناس، وسعى الى ترجمة الرسالة الدينية الى الحياة، لذلك جاهد الامام من اجل الفقراء والمحرومين والمستضعفين ومن اجل احقاق الحق وإعادة الكرامة الى الانسان، اشرف مخلوقات الله”.
أضاف: “أكد الامام الصدر على الايمان المشترك المسيحي الاسلامي بإله واحد أحد، ومهما تعددت الرسالات السماوية الموحدة فالمسيحية والإسلام بالنسبة إليه هما دين الله الحق، والديانتان المسيحية والإسلامية أرسلتا لخدمة الانسان وصون كرامته وحماية حقه في الحياة الفضلى بسلام ومحبة ووئام وقبول للآخر المختلف، والمشتركات القيمة في الديانتين هي: قيم روحية ومبادئ خلقية، وكذلك نظم سلوكية مشتركة”.
وتابع: “نحن اليوم بأشد الحاجة الى ان نعود ونستقي من ينابيع حاملي راية التعايش بين مختلف الطوائف اللبنانية وجعلها جرس الحرية الصاخب بالرنين لنوقظ وجدان العالم النائم. ان نهج الحوار والتلاقي بين الرسالات السماوية، وتحديدا بين الديانات المسيحية والإسلامية، هو نهج دأبت عليه الكنيسة المارونية تحديدا بصوت البطاركة الذين تعاقبوا على السدة البطريركية، وبشكل خاص المثلث الرحمات البطريرك يوسف الحويك والكاردينال البطريرك بولس بطرس المعوشي والكاردينال البطريرك انطونيوس بطرس خريش والكاردينال البطريرك بشارة بطرس الراعي، فكانوا امتدادا لهذه الثابتة في الحوار والتلاقي”.
حمود
ثم تحدث امين عام اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود عن مشروع الامام الصدر السياسي والاجتماعي ونظرته للوحدة الاسلامية ولتأسيس المقاومة، وقال: “الامام الصدر موجود فينا، لن يغيب، موجود في المقاومة التي اطلقها يوم قال: ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين. وها هم المؤمنون في القدس يرابطون وفي غزة، يدافعون، وفي الجنوب يرفعون الهامات، وموجود ايضا في شخص النبيه، السياسي الاول في لبنان، وهو في نباهته وذكائه الذي وهبه الله اياه، ولو لم يكن على خط الإمام الصدر لم يكن ليعمل شيئا مما يفعله ويقدمه لهذا الوطن من حلول لكل المعضلات السياسية”.
وتابع: “كما ان الامام الصدر موجود في الشخصية الفذة السيد حسن نصر الله، المقاوم الاول في الأمة، وموجود في المؤسسات وفي كل قرية جنوبية وبقاعية، بل وموجود في كل مكان فيه محروم او فيه قضية، ولا عجب لأن سماحة الامام لخص معاني القرآن في الدعوة والمحبة والتسامح والوحدة وحب الوطن، الامام الذي حاضر في كلية المقاصد وفي ثانوية صيدا الرسمية وفي المسجد العمري الكبير، وتحدث عن معاناة الجنوب من جراء القصف الاسرائيلي المستمر والحرمان، وأطلق مقولته الشهيرة: السلاح زينة الرجال. وعن الوحدة الاسلامية شبه عمامته السوداء مع العمامة البيضاء بالعين، ليتمم الفكرة بأهمية الوحدة بين المسلمين، وصلى بمسجد كفرشوبا وحاضر بكنيسة الكبوشيين وأشعر الناس بأنه لهم جميعا وأنه للانسانية جمعاء واكبر من المذهب والطائفة، حيث استطاع ان ينشر افكاره ويؤثر في الناس ويجذب العقول ليبايعه الناس مبايعة عامة في مهرجانات بعلبك وصور، وبقيت صرخاته على مر الايام مستمرة في الحياة السياسية اللبنانية وفي المقاومة”. 

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …