أوغيما - رفضت مقاطعة أوغيما فـي شمال ميشيغن، الأسبوع الماضي، مشروعاً تقدم به رجل أعمال لبناني أميركي لإقامة مخيم شبابي على مساحة ٩٠ أيكر فـي بلدة غودار التابعة للمقاطعة.
ورغم حصول نايف صالحة على موافقة البلدة، جاء قرار هيئة التخطيط فـي المقاطعة بالرفض بحجة أن مشروع المخيم «لا يتناغم» مع طبيعة المنطقة الهادئة والنائية لما قد يجلبه من ازدحام وضوضاء. لكن فـي الواقع جاء التصويت ضد المشروع على خلفـية مخاوف عبّر عنها السكان المحليون بوضوح خلال جلسة هيئة التخطيط فـي المقاطعة، فقد أعرب الحضور عن تشكيكهم بنوايا صاحب المشروع، «المسلم القادم من ديربورن»، فـي حين اتهمه البعض بالعمل على تحويل الأرض التي يملكها الى مخيم لتدريب الإرهابيين!
صاحب المشروع، رجل الأعمال نايف صالحة الذي استهجن الاتهامات الموجهة اليه، يملك أرضاً شاسعة فـي المقاطعة إضافة الى متجر فـي بلدة روز تاونشيب المجاورة. ويطمح صالحة فـي تحويل الأرض الى مخيم شبابي صيفـي ليتمكن من إدارته بعد بلوغه سن التقاعد، حيث يملك صالحة ويدير حالياً متجراً للمفروشات فـي ديترويت.
صالحة قال إن هدفه من المشروع توفـير بيئة آمنة للشباب لكي يزرعوا النباتات ويتفاعلوا مع الطبيعة الخلابة فـي شمال ميشيغن. لكن سكان المنطقة كان لهم رأي آخر معاكس حيث اشترطوا على صالحة تقديم تعهد خطي بأنْه لا ينوي تأسيس خلية إرهابية.
هكذا وصلت هستيريا الاٍرهاب وأخذ الصالح بعزا الطالح، حتى فـي المناطق النائية فـي ميشيغن!
القضية المتنازع عليها هي قطعة أرض مساحتها ٩٠ أيكر تقع فـي بلدة غودار من أصل مساحة ١٥٠ أيكر يملكها صالحة فـي المنطقة. وتتميز قطعة الأرض التي تقع فـي خراج المناطق الريفـية التابعة لمقاطعة أوغيما بالغابات والأشجار وارفة الظلال إضافة الى احتوائها بحيرات وجداول مياه.
وتمت الموافقة على التصريح محلياً، ثم أرسل إلى هيئة التخطيط فـي مقاطعة أوغيما التي تحكم فـي مثل هذه الأمور فـي المنطقة، فقامت المقاطعة بطرح موضوع التصريح على بساط البحث أول مرة ثم وضعته على الرف قبل طرحه على التصويت الأسبوع الماضي حيث سقط بأغلبية أربعة أصوات مقابل ثلاثة، وذلك بعد تظاهر مجموعة من السكان زرعوا فكرة أنَّ المخيم قد يتحول إلى موقع لتدريب خلية إرهابية سرية على غرار «داعش»، تماماً مثل نسج خيال أفلام هوليوود.
ونسبت صحيفة «أوغيما هيرالد» المحلية إلى صالحة الذي حضر الجلسة مع مقربين له، قوله إن «الشيء المستهجن هو أنني أكره «داعش» لأن أعضاءها يقتلون من المسلمين أكثر من أي منظمة أخرى». وأضاف «بالنسبة لي الحديث عن أي رابط بيني وبينهم هو أمرٌ مثير للسخرية. أنا لا أتفق فـي أي شيء تفعله «داعش»، وأنا متمسك بموقفـي ضدهم».
وكان التبرير الرسمي للرفض هو أن «المخيم لن يكون متناسقاً مع حياة الأشخاص الذين يعيشون فـي منطقة معزولة حيث وجدت الدراسات المحلية ان المخيم قد يتسبب بحركة مرور كثيفة وضوضاء.
غير أنَّ وراء التبرير الرسمي هذا يكمن بعض الهمس العلني للسبب الحقيقي، وهو مختلف تماماً.
فقد زعم المواطن «الخفـير»، تيم ريتز، خلال اجتماع خاص عُقِد بناء على طلب التصريح، حسب صحيفة «أوغيما هيرالد»، أن «هناك الكثير من الناس هنا يشعرون بالقلق إزاء هذا المخيم الذي يمكن أن يتحول بسهولة جداً إلى معسكر تدريب».
وأضاف «هناك الكثير من الناس هنا يريدون تفحص هذا الأمر لأن المكان هو الموقع المثالي لخلية إرهابية بعيداً عن أعين وأنظار الجميع». وتابع بالقول «الكثير من الأمور قد تحدث فـي وضعيةٍ من هذا القبيل، وبالنسبة لي هذا مشبوهٌ جداً. وأعتقد أنه ينبغي القيام ببعض التحقيقات فـي خلفـيات أصحاب الممتلكات والأشخاص الذين يرغبون فـي تطوير العقار وشركائهم»، مشيراً الى أن الجهة التي يمكن ان تحقق بذلك هي مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، ووكالة الكحول والتبغ والأسلحة النارية (أي تي أف).
وقالت كاتبة بلدة غودار كريستين ديترويار ان ليس بوسعها فعل أي شيء حيال القرار على المستوى المحلي. واضافت «انه فـي يد لجنة التخطيط على مستوى المقاطعة، لذلك فالقرار عائد لهم (اعضاء اللجنة)».
وتضمن اقتراح التصريح بناء ثمانية كابينات لإيواء ١٢ فتى واثنين من البالغين، وجناح لتناول الطعام وحمام منزل وموقف للسيارات يسع لإيواء ٤٠ سيارة وأربع حافلات ورصيف عائم على الجانب الغربي من البحيرة، ووفقاً لطلب التصريح سيُستخدم المبنى القائم على العقار لسكن الكبار واستخدامه كمكاتب وأمكنة للتخزين.
وكان من المتوقع ان يتسع المخيم عموماً لـ٩٦ طفلاً وبين ٢٠ الى ٣٠ فرداً من البالغين.
وقال بعض المطلعين على الوضع ان السكان أبدوا خشيتهم من تقارير أمنية مثل التقرير الذي نشر فـي شهر أيار (مايو) والذي حذَّر بأنَّ «داعش» تقوم بزرع الخلايا فـي جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما فـي ذلك ميشيغن.
وقال كارول سابينغتون، من المعارضين للمشروع، «لقد سمعت فـي الأخبار أنه فـي كل ولاية أميركية هناك خلية سرية تابعة للدولة الإسلامية (داعش).. أعتقد أنه على المواطنين أن يبقوا أعينهم مفتوحة لمراقبة التطورات».
أحد الحضور، بوب كلارك، تساءل عما إذا ما كان هناك تعهد خطي من صاحب المشروع يضمن عدم تحويل المخيم المزمع إقامته الى مكان لتدريب الإرهابيين.
يشار ال أن مقاطعة أوغيما تبعد حوالي ٢٠٠ ميل شمال ديترويت ولا يتجاوز عدد سكانها ٢٢ ألف نسمة معظمهم من الأميركيين البيض.