أكدت مصادر في قوى 8 آذار لصحيفة “اللواء” أن أي ضربة عسكرية ضد سوريا ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة، وأن الرد السوري سيكون مفاجئاً للجميع، ولن تكون سوريا لقمة سائغة، كما يعتقد البعض في الولايات المتحدة والدول الغربية. واذ ألمحت المصادر إلى أنه في حال اقتصرت الضربة العسكرية على أهداف محددة، فربما لن يؤدي ذلك إلى ردة فعل قوية أما إذا كانت عكس ذلك، فإن اسرائيل والمصالح الأميركية لن تكونا في منأى، وأن حزب الله الذي يعتبر نفسه معنياً بهذه الحرب لن يقف متفرجاً، غير أنه لن يقدم على أي خطوة غير مدروسة. واتهمت المصادر أميركا بأنها تتخذ من السلاح الكيميائي ذريعة لتبرير هجومها مشيرة الى أن الهدف من ذلك تعزيز موقع المجموعات المسلحة”. واذ لفتت المصادر الى أن هذا العدوان سيكون له ارتدادات على المنطقة برمتها، أكدت أن “سوريا لن تكون وحدها في المعركة، بل أن قوى المقاومة ستقف إلى جانبها.” في سياق متصل، أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار” إنه خلف الحرب العسكرية الدائرة على الأرض السورية، تدور حرب أمنية شديدة التعقيد في أكثر من منطقة سورية بين الأجهزة الأمنية السورية وحزب الله من جهة، وبين الأجهزة الغربية والموساد الإسرائيلي ومن معها من الشبكات من جهة أخرى، ومحور المقاومة يسدّد الضربة تلو الضربة لأعدائه ويمنعهم من تحقيق أهدافهم.
وأشارت المصادر إلى أنه كان أمام القوى المعادية لمحور المقاومة خيارات، أولّها تولّي إسرائيل توجيه ضربات جوية محددة على أهداف للجيش السوري والمقاومة داخل سوريا، بغية شلّ هذه القوى من المتابعة في معارك ريف دمشق بعد حسم معارك حمص، إذ كان الجيش السوري قاب قوسين أو أدنى من إتمام خطّته المسماة درع العاصمة للقضاء نهائياً على أي تهديد حقيقي على العاصمة دمشق، وإبعاد المسلحين إلى أماكن ساقطة استراتيجياً. وبما أن توجيه إسرائيل مثل هذه الضربات قد يشكل إحراجاً للدول العربية والإسلامية المتواطئة مع الغرب، ذهبت الولايات المتحدة، على ما تقول المصادر، باتجاه اعتماد خيارات أخرى، منها اللجوء إلى ضربات صاروخية أو جويّة محددة لأهداف تعتقد أنها قد تقلب ميزان القوى، ثمّ تدمر قسماً من الترسانة العسكرية السورية الاستراتيجية، والتي تزعج إسرائيل على المدى الطويل في حال نشوب مواجهة مفتوحة مع محور المقاومة في المستقبل. وبالنسبة إلى لبنان، رأت المصادر أن محور الولايات المتحدة وحلفائها نقل جزءاً من المعركة إلى لبنان، في العمل الأمني تحديداً، ويدرك هؤلاء تماماً أن التطور العسكري في لبنان غير وارد، لعدم قدرتهم على المواجهة العسكرية، لذلك لن يكون للضربة تأثير عسكري على لبنان في حال وقوعها على الأرض السورية. ولفتت المصادر الى انه حتى في السياسة، التي ستحاول قوى 14 آذار تحقيق تقدم ما فيها على صعيد تغيير موازين القوى، فإن الخيار المتوفّر الوحيد أمام هؤلاء هو تشكيل حكومة أمر واقع تستغل لحظة الفراغ بعد الضربة السورية، لكن هذه مغامرة كبيرة أيضاً، إذ إن أي حكومة أمر واقع حدودها السرايا الحكومية فحسب، لأنها لن تستطيع أن تفعل شيئاً خارج السرايا.