قد يستغرب القارئ هذا العنوان ولكن عند الدخول في ادارة سلطات مملكة آل سعود ولا مبالاتها حيال الحجاج الفقراء واهتمامها فقط بكبار الشخصيات الدولية الحاجة (رياء وسمعة )، نشكك في الرواية الرسمية ونطرح تساؤلاً بان المجرزة كانت مدبرة وربما تستغلها الاجهزة السعودية لاهداف اخرى .
في عودة سريعة الى ما جرى في الحج سابقاً نجد ان آلاف الحجاج استشهدوا لاسباب مرتبطة بالتقصير والتجاهل والاهمال السعودي لهم ولحاجاتهم.
ففي العام 1990 وحده استشهد 1426 حاجا في مجزرة سببها ( كما ادعت السلطات انذاك) تعطل نظام التهوئة في احد الانفاق المخصص للحجاج. مع العلم انه في كل العالم تكون هناك وسائل احتياطية اخرى في حال تعطلت هكذا انظمة خاصة لحالة مماثلة تتجمع فيها اعداد بشرية مليونية.
وكذلك حصلت مجازر اخرى وحرائق راح ضحيتها خلال العقدين الاخيرين نحو اربعة الاف حاج فضلاً عن جرح عشرات الاف الجرحى.
لكن للاسف وبكل صراحة، فانه بسبب تبعية بعض الانظمة التي يقتل حجاجها اثناء اداء المراسم، وبسبب تقاعس الشعوب عن المطالبة بحقوقها في محاسبة آل سعود وانزال القصاص بالمقصرين، فان النتيجة الطبيعية هي ان نرى هذه المجازر تتكرر سنويا وتكبر ، كالتي رأيناها بالامس في منى وقبلها بايام في الحرم المكي . حيث حملت السلطات السعودية والعقول المفكرة والمبدعة فيها، المسؤولية لله عز وجل، وحددت السبب بانه (ارادة الله) في اسقاط الرافعة ( لا تتعجبوا فهذا افظع ما يمكن ان يتفتق عنه العقل البدوي لآل سعود).
لا بل انه وعلى الرغم من ان مسبب مجزرة منى هو محمد بن سلمان (ابن الملك سلمان) او خالد بن الفيصل حاكم مكة (بارادة الله)، نجد ان الداخلية السعودية وبكل غباء تحمل المسؤولية للحجاج. وكأن الحجاج زجوا بانفسهم في مضائق الطرق وقتلوا انفسهم بانفسهم. وكان الدولة ما عليها مسؤولية التنظيم.
لقد عرف العالم وعرفتم انكم لستم اهلا لادارة الحرمين، ولستم اكفاء لهذه المهمة، فاعترفوا ولا تكابروا كما تكابروا في الملفات الاخرى التي تديرونها في المنطقة ولا تخلف الا مجازر بحق المسلمين والعرب على امتداد المنطقة من اليمن الى سوريا الى لبنان والعراق وليبيا وتونس.
وكما تحملون فشلكم في السياسة الى الدول الناجحة والمتطورة نتيجة عُقدِكم النفسية، فانكم تحمّلون اليوم الحجاج مسؤولية ما جرى. او لم تدّعوا انكم انجح دولة في العالم تنظم الحج ( وكأنه يوجد في العالم مكة اخرى)؟ اذا كنتم كذلك فكيف تحدث هذه المجازر يا عباقرة تنظيم الحج في العالم ؟
والسؤال الاخر… كيف تعاملتم مع جثث الحجاج؟ وكيف اهنتم حرمة الموتى في حضرة حرم منى ؟ وكيف تعاملتم مع الجرحى؟ وماذا عن المفقودين؟ اين قدراتكم واجراءاتكم في مواجهة هكذا “احداث” ؟ واين اجراءاتكم الاحتياطية والطوارئية لمواجهة اي “حادثة”؟
فاذا كنتم تعرفون ان تكرار هذه “الاحداث” المتكررة يستوجب اتخاذ اجراءات احترازية وطوارئية للحوؤل دون وقوع امثالها مستقبلاً، فلماذا يقع المزيد منها لاحقا؟ والا تعتبر الاحداث التي تقع لاحقا متعمدة ومقصودة طالما لم تتخذ الاجراءات اللازمة للحؤول دون وقوعها؟ وبناء عليه الا يعتبر ما يحدث لاحقا جريمة تنفذ عن سابق تصور وتصميم؟
في العراق يصل عدد زوار الامام الحسين “ع” الى ملايين الزوار، وبالرغم من الوضع الامني الصعب فان حدثا لا يحدث عرضيا، الا اللهم ما يسببه التكفيريون المحملون بالفكر الوهابي، من مجازر وجرائم نتيجة اعمالهم الانتحارية والتفجيرية ( ولاحظوا هنا حتى في العراق المسبب هو مدرسة ال سعود وفكرهم الوهابي).
في بنغلادش هناك احتفالات دينية تجري ويشارك فيها الملايين ولم نسمع بهكذا مجازر تحدث .. فلماذا يحدث ذلك في السعودية فقط؟
لكن يبدو ان خلف هذه المجازر اهداف ونوايا لال سعود مصدرها فكرهم الوهابي، لا بد من تفنيدها…
1 – تحويل موسم الحج الى موسم مشؤوم عند المسلمين بهدف بث الخوف فيهم وعدم التجرؤ على التوجه لاداء هذا الواجب الاسلامي… وهذا يتماهى تماماً مع الفكر الداعشي الذي يدعو الى هدم الكعبة ومنع صلوات الاعياد واداء الواجبات الاسلامية الاخرى.
2- تصفية بعض الحسابات الامنية عبر استغلال مثل هذه الحوادث.. ففي حادثة الحرم المكي يقول الايرانيون ان عالم الفيزياء الايراني احمد حاتمي اتصل بزوجته واخبرها انه يعمل مع اخرين على تقديم الاسعافات للمصابين ونقلهم الى المشافي، وفي اليوم التالي تبين انه قضى ضمن عداد الذين قضوا تحت ضربة الرافعة. فكيف ذلك؟ ومن يفسر ذلك؟
ايضا العدد الاكبر من الضحايا في مجزرة منى ، كان من الايرانيين… بينهم مسؤولون كبار… لو اعتبرنا جدلا امر الضحايا طبيعيا وهو تجاوز 130 حاجا ( والرقم في ارتفاع)، نسأل عن اكثر من 266 مفقودا ايرانيا اين هم؟ وبينهم اسماء بارزة امثال السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي وهو احد الاعضاء البارزين في بعثة مكتب قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي الى الحاج، وهو الذي قرأ بيان القائد في الحجيج. اين هو ؟ ولماذا لم يعثر عليه حتى اليوم؟
3- الهدف الثالث للسعودية هو تشويه صورة الاسلام من خلال اظهار ان المسلمين عشوائيون غوغائيون، غير قادرين على ادارة انفسهم بانفسهم.
– امام هذا المجزرة المروعة المطلوب من الانظمة والشعوب الاسلامية والعربية التالي..
– تشكيل لجنة تحقيق اسلامية دولية تحدد المسؤوليات وتنزل العقوبات.
– عدم القبول من الان فصاعدا بابقاء ادارة ال سعود للاماكن المقدسة في الحرمين الشريفين. والعمل على تشكيل لجنة اسلامية دولية تشرف او تدير الاماكن المقدسة في السعودية.
– تحميل علماء الدين في كل الاقطار الاسلامية مسؤولية مباشرة في مواجهة هذه الجريمة الشنعاء عبر تحريك الشعوب الاسلامية ضد ادارة ال سعود للحرمين الشريفين واصدار الفتاوى اللازمة في هذه الخصوص.
– على الشعوب ان تتخلى عن خوفها وتخاذلها وتنزل الى الشارع لتضعط على حكامها وتجبرهم على اتخاذ مواقف حاسمة من ال سعود.
وان لم تنفذ هذه الامور .. فابشروا بمجازر جديدة تحصل الاعوام المقبلة وتمر عادية كغيرها…. وانتم مجددا دماء ابنائكم وابائكم وامهاتكم واخوانكم واخواتكم رخيصة للبدوي السعودي….
فلا تطبقوا قول الله عز وجل عليكم..( كما تكونوا يولى عليكم )