ماذا طلب الشيخ ياسر من بري ونصر الله

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بمقطع فيديو للشيخ ياسر عودة متحدثاً عن الجنة والنار في الدين، ومخاطباً مستمعيه بأن الأعمال هي ما تحدد ما إذا مكانه سيكون الجنة ام لا، ليقول في سياق حديثه “حتى محمد مش عارف حاله إذا هو عالنار أو عالجنة”. هذه العبارة اثارت غضب منتقدي الشيخ عودة، إذ وجدوا في الفيديو فرصة للتهجم والقدح والذم بلغت حد التهديد بالقتل عبر بعض الرسائل النصية، لمجرد سوء فهم لكلام الشيخ على رغم توضيحه لاحقاً أن ما فٌسر لم يكن المقصود.  

الهجوم المستمر على عودة يعود الى سنوات مضت، بعد مطالباته المستمرة بالعدالة الاجتماعية واعطاء المواطن الأولوية، حتى اتهم بأن خطابه شعبوي يعتمد على استعطاف المواطن اللبناني بعيداً من ارض الواقع، وبأنه يحاول تكوين حالة شعبية حوله كما فعل الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
خطابات عودة، لمن لا يعرفه، لا تقتصر على الدين، بل حتى الطبقة السياسية لم تسلم من نقده، خصوصاً مع ازمة النفايات والحراك المدني والاعتداءات على المتظاهرين، والفساد المستشري. إلا ان انتقاداته المستمرة لـ”الخرافات الدينية” التي يطلقها عشرات المشايخ، (حتى تحولت تلك البدع الى اساسيات في الدين الاسلامي عموماً ولدى الطائفة الشيعية خصوصاً)، وضعته في “قفص الاتهام” لدى المتشددين، خصوصاً خلال حديثه في المقطع المنتشر له عن الجنة والنار، لتتحوّل تلك الخطبة الى سلاح بوجه أسلوب عودة النقديّ ومادة دسمة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر فجأة الغيارى على الدين “المحمدي الاصيل”، الا ان غيرتهم تحوّلت قدحاً وذماً وشتماً وتهديداً بالقتل ودعوات للتخلص فوراً من “الكافر ياسر عودة”، غير آبهين في الوقت نفسه لعشرات الآراء التي يطلقها بعض رجال الدين، والتجاوزات الحاصلة داخل المحاكم الشرعية من ظلم باسم الدين.
“إنهاء الفتنة فوراً”
في اتصال لـ”النهار”، أكد عودة أن التضييق عليه لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل الى التهديد بالقتل، لإنهاء هذه الظاهرة “المزعجة” لهم، مؤكداً أن “الامتعاض” من رسالته وصل الى الشارع حيث يتعرض للشتم في الشارع، متهمين اياه بالكفر بحق النبي محمد.
وطالب عودة المراجع الدينية والسياسية بإنهاء “الفتنة” فورا، مؤكداً أن “تصفيته قد تسبب بشرخ داخل الطائفة الشيعية”، وداعياً الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري الى منع الحملة الممنهجة عليه وعلى كل من يخالفه الرأي ويضع النقاط على الحروف. وقال إن “اي قطرة دم ستسقط مني هي برقبة الكبار قبل الصغار، فالفتنة اذا حصلت لن تحرق ياسر عودة فقط بل ستطال الجميع وسينقلب السحر على الساحر”

ردة فعل منظمة
وحول الحديث بأن ردة الفعل بحقه هي عفوية من بعض الأشخاص وليست منظمة، اكد عودة بأنه “لا يمكن لشخص عادي ان يطلب من مؤسسات السيد محمد حسين فضل الله التي اعمل بها باقصائي والضغط على المؤسسة، فالحملة بدأت من المسؤولين وليس من اشخاص وتحولت حملة ممنهجة، حيث وجدوا بالخطاب الأخير فرصة للتهجم علي بعد ان انتقدت في وقت سابق تكلفة السياحة الدينية الباهظة وبأن الفقراء اولى بتلك الاموال، او عندما انتقدت المبالغ الضخمة التي تصرف على زخرفة المساجد والمقامات، ليتحول معها شهر الرحمة والغفران الى شهر التهجم والقدح والذم بحقي لدى البعض”.
دعاوى بحق 80 شخصاً 
التهديدات بالقتل والشتائم المستمرة دفعت بالمحامي حسن بزي لتسطير دعاوى قضائية بحق كل من تطاول على الشيخ عودة وهدده، مؤكداً بأن عدد الملاحقين سيزيد على 80 شخصاً. وبعد نشر بزي في صفحته الشخصية بأنه بصدد رفع دعاوى، سارع عدد من الأشخاص الى حذف المنشور المسيء للشيخ عودة، بينما قام محامي 4 اشخاص بمحاولة لتسوية الأوضاع بين الطرفين.
لم تقتصر لملمة الملف على الأشخاص حيث أكد بزي بأنه “جرت مجموعة اتصالات بين عدد من السياسيين وعدد من رجال الدين، وبعد الاستماع الى وجهة نظرنا، وثبوت بروز عدد كبير من الحسابات الوهمية التي تأكد دورها الاساسي في تسعير الفتنة، تم التوافق على وقف السجالات في مواقع التواصل الإجتماعي بالمواضيع الدينية والعقائدية، إضافة الى ترك أمر معالجة أي خلاف للمختصين من أهل العلوم، كذلك حفظ حق المتضررين بمراجعة القضاء الشرعي أو سواه للمطالبة بحقوقهم بشكل هادئ بما فيه حقنا بالاستمرار بمتابعة شكوانا الجزائية امام النيابة العامة التمييزية”.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …