ماذا تعرفون عن الحرب
عن صقيع الخوف ووحشة الترقب
ماذا تعرفون عن سبابة مرتجفة على الزناد
عن برودة الموتى وجحوظ العينين
ماذا تعرفون عنها؟
عن طفل مذعور
عن دمية سقطت من يده
عن أغنية ضلت طريقها
عن أسرة فرت تاركةً شايها الصباحي ساخناً على المائدة
عن منزلٍ ضجرٍ شوقاً إلى أهله وضحكات الأطفال
ماذا تعرفون؟
هذه الوجوه الباسمة على الجدران
أتتعفن تحت التراب؟
التراب الذي عانقناه
فديناه بالأرواح والأكباد
أينبتُ الشهداء عشباً في المدافن؟
كيف نقطف وردَ الموتى باقاتٍ للعاشقات
كيف نسير على دروبٍ معبّدةٍ بالأصدقاء؟
“علامات الاستفهام مشانقُ اليقين”
لم يكن العطب فينا
لم يكن العطب في المحاربين المتعبين
كل الحروب خاسرة
كل الحروب
كل الطروب الموصلة إلى موتٍ قبل الأوان
الحرب طاحونة الأعمار
الرصاص “ألزهايمر” الفتوة
المتاريس حواجز الأماني
الدخان عطر الخراب
تباً للحرب
تباً للخراب
تباً لمنظرين يفرّون قبل هطول المطر
لـ “طليعة ثورية” دائماً على عجل
وبنادق يعلوها الصدأ
نحن حفاة القرى والأحلام
نرسم غداً جديداً ولا نسأل
على أنقاض شبابنا
نُشيّدُ بيوتاً جديدة
على أسماء شهدائنا نقيم حدائق وأغنيات
من جوف دمعاتنا نقطف ورداً وابتسامات
نمشي الهوينى ونغني:
تباً للحرب
تباً للخراب.
الشاعر: زاهي وهبي