بقلم سماحة الشيخ منتصر عبد الرضى
تابعت منذ البارحة وحتى اليوم منشورات الاحبة والاعزة الخاصة بذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع)..
ووجدت ان الكثير منها، توزعت بين ساب او شاتم او لاعن لأبن ملجم المرادي الذي تسببت ضربته اللئيمة باستشهاد امامنا ورحيله الى الرفيق الاعلى جلّ وعزّ.
وانا لست ضد هذه المشنورات لا من قريب أو من بعيد، بيدأن لي بعض الملاحظات او الهمسات الرمضانية التي بودي التوقف عندها هنا في هذه النقاط.
1- عندما ضرب ابن ملجم المرادي رأس أمير المؤمنين (ع)، فأنه بهذه الضربة التحق الامام (ع) بالرفيق الاعلى ليكون في طليعة الشهداء الذين هم احياء عند الله يرزقون.
2- عندما ضرب ابن ملجم المرادي رأس أمير المؤمنين (ع)، فأنه بهذه الضربة قال الامام (ع) قولته الشهيرة (فزت ورب الكعبة)، وأي فوز عظيم ترى ذلك الفوز الذي يقسم أمير المؤمنين (ع) برب الكعبة بتحققه.
3- عندما ضرب ابن ملجم المرادي رأس أمير المؤمنين (ع)، فأنه بهذه الضربة خلّد امير المؤمنين (ع) كخلود الحسين (ع) بسفك دمه.
4- عندما ضرب ابن ملجم المرادي رأس أمير المؤمنين (ع)، فأنه بهذه الضربة لم يضرب الا الجسد، اما نهج الامام، روحانية الامام، مقام الامام، بقي خالدا وسيبقى خالدا ان شاء الله تعالى الى ما شاء الله رب العالمين.
ولكن..
وألف أيه من بعد ولكن..
5- ماذا عملنا نحن شيعة امير المؤمنين (ع).. وانا اعني الكثير منهم لا كلهم؟!
أ- هل حافظنا على نهج امير المؤمنين (ع) كما اراد هو؟!
ب- هل حفظنا مقام أمير المؤمنين (ع) كما يليق به هو؟!.
ج – هل عشنا روحانية امير المؤمنين كما ضحى هو بنفسه وماله ودمه من اجل ان نعيشها؟!
د – الامام علي (ع) كان مبدئاً، ترى هل التزمنا هذا المبدأ وكنا مبدأيين كما يجب؟!
ه – الامام علي (ع) كان تقوى، ترى هل تحلينا بالتقوى التي كان يريدها لنا الامام علي (ع)؟!
و- الامام علي (ع) كان اخلاقا، ترى هل كنا على درجة عالية من الاخلاق، حتى نليق بأن نكون بالفعل شيعة علي (ع)؟!
ح- الامام علي (ع) كان لطالما يؤكد على ان نكون له (زينا) ولا نكون عليه (شينا)، ترى كم عملنا حتى نقدم وجها نصاعا مشرقا للتشيع، حتى يقول المغايرون الله الله ما احسن شيعة علي (ع)؟!.
ط- الامام علي (ع) كان ابا للايتام، ترى كم عملنا في مجال كفالة الايتام والتكافل الاجتماعي، حتى نكون لائقين بعلي (ع) بالحذو حذوه؟!
ي – الامام علي (ع) كان في مقدمة الملتزمين بالكتاب والسنة، ترى كم هو مقدار التزامنا بالكتاب والسنة، ومن ثم طاعة العلماء او مراجع الدين الذين يمثلون امتدادا طبيعيا لخط علي (ع)؟!
وترى
وترى
وترى
وترى
صحيح ان ابن ملجم قتل جسد الامام علي (ع) لكن (بيني وبين الله)، اجد الكثيرين من شيعة امير المؤمنين، ساهموا في قتل منهجه ومبادئه وتسببوا بالاساءة اليه، وهنا الطامة الكبرى.
صحيح ان ابن ملجم ظلم الامام (ع) بفعلته النكراء، بيد انني وجدت الكثير من الشيعة ممن يسيء الى نهج علي (ع) او لا يسير على خطاه، وهذا لعله الظلم الاكبر، كيف له ونحن ندعي شيعته الذين نذوب عشقا فيه، والذي ينبغي بنا قبل جميع الناس الالتزام بنهجه وتقديم الوجه الناصع لمذهبه او خطه الاسلامي الاصيل..
عود على ذي بدء، امير المؤمنين (ع) لاينتظر منا لاحياء ذكراه بنشر المنشورات المتخمة بالسب والشتم واللعن وما شابه، بل ينتظر منا ان نكون علويين في علمنا..
وعلويين في عملنا
وعلويين في اخلاقنا
وعلويين في نهجنا
وعلويين
وعلويين
وعلويين
الى ما شاء الله رب العالمين..
اللهم اني بلغت
اللهم آمل انني أبرأت ذمتي
اللهم اجعل مقالي هذا ومن يقرأه ومن يتفاعل معه ومن يسجل بصمة الاعجاب او يعلق عليه ومن يشاركه، نوعا او مصداقا من مصاديق الاحياء الواعي الذي ينتظره منا الامام علي (ع) وصاحب الزمان (عج)، لأن في ذلك تصحيحا للمسار، ولأن في ذلك تقديم وجه ناصع للتشيع العلوي إن شاء الله تعالى، وجه الاسلام المحمدي الاصيل..
اللهم آمين رب العالمين.