ذلك الطائش في أقواله، الشاطح في أفعاله، البذيء في كلامه ، القبيح في جوابه، القاتم في أحواله، الغارق في وحل السفاهة، والقباحة، والتصرفات السيئة ، والخصال السلبية. إنه المستهتر العنيد، المستكبر اللئيم، الظالم الفاجر؛ الذي يعتدي على الحقوق، ويجرح القلوب، فمن صاحبه أو جالسه؛ لمس منه الأذية والخطيئة، ومن زامله أو صاهره؛ وجد عنده النكد، وتجرع الكدر.
ترى الأرعن عسير الرأي، كثير الملاججة والمحاججة، يصر على المكابرة والمعاندة ، وهو يستخدم العصبية؛ عند المشاركة في أي حوار أو مناقشة. إنه يظن نفسه أعظم النفوس علماً، وأكثرها ذكاء، وأكبرها عقلاً، وأحسنها خلقاً، بينما هو أحمق مغفل، منبوذ أخرق، فارغ الفكر، خاوي الروح، كاسد النفس. المشكلة أنه لم يأخذ نصيبه من التربية في أسرته، ولا في مدرسته، والمصيبة أنه لم يرضخ لمنهجنا الديني، ولا لسلوكنا الشرعي، فهو ينكر على غيره فعل السوء؛ بينما هو يمارسه، وهو يخطئ على الآخرين، ثم لا يقر بخطئه، ويظن أنهم المخطئون عليه.
ربما إذا رأيت صاحب هذه الشخصية ؛ قد يعجبك جسمه، وتجذبك هيئته، وتتصور أنه إنسان مؤدب طيب خلوق، بينما هو وحش من الوحوش المفترسة، وذئب من الذئاب البشرية الغادرة. فإن جاريت سلوكه، وسايرته صنيعه؛ رفع ضغطك، وأتلف أعصابك، وإن سكت عنه؛ سلمت منه ومن شروره، فالأصلح لك الفرار منه، والابتعاد عنه، ففي ذلك صيانة لك ووقاية، وراحة وسعادة، وقد قيل: عدو سوء عاقل، ولا صديق جاهل.
وإن اضطررت إلى مقابلته والتعامل معه؛ فلا تنقاد لسخافاته، ولا تتجاوب مع ترهاته؛ حتى لا تشعره بأهمية نفسه، إذ لا معنى لحضوره، ولا قيمة في وجوده ، والأهم من كل هذا العمل بقوله تعالى: ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار…”أي لا تميلوا بمودة، أو مداهنة، أو رضا بأعمالهم وتصرفاتهم.
(منقول)